تأكيداً على الجهود الخليجية المتواصلة وتحفيزاً للدور العلمي والعملي والابتكاري للتصدي لهذه القضية المجتمعية الهامة ، استضافت وزارة الصحة اجتماع اللجنة الخليجية لمكافحة الأمراض غير السارية وذلك خلال الفترة من 13 – 14 من سبتمبر الحالي بفندق إليت سبا بالمنامة، والذي عقد ليؤكد الدور الهام على الجهود الخليجية المتواصلة، وتحفيزاً للدور العلمي والعملي والابتكاري من قبل جميع الشركاء للتصدي لهذه القضية المجتمعية الهامة.
وفي بداية الاجتماع نقلت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة مريم الجلاهمة تحيات المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق بن أحمد خوجة ، وأسمى آيات الشكر لوزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي على إدارته الحكيمة والرشيدة وتفاعله الإيجابي في مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وجهوده البناءة وإسهاماته المتميزة في مجال العمل الخليجي المشترك، مشيرا إلى أنه نجاز رائد وعطاء آخر ومكسب جديد يضاف إلى رصيد إنجازات وعطاءات وزارة الصحة الموقرة في مملكة البحرين.
وأشاد "خوجة" بالدعم الكبير من قبل قيادات وزارات الصحة بدول المجلس والإشراف المباشر والفاعل لهذا البرنامج من قبل الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الوكيل المساعد للرعاية الصحية الأولية وعضو الهيئة التنفيذية على دورها الإيجابي والبناء في معظم البرامج الخليجية الصحية المشتركة وخاصة في تطوير هذا البرنامج الخليجي لمكافحة الأمراض غير السارية (غير المعدية).
وأكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون إن الأمر مازال يتطلب منا استدامة واستمرارية لبذل كافة الجهود من أجل تكامل كافة الأنشطة والبرامج ذات العلاقة بمجالات مكافحة الأمراض غير المعدية ومنها (مكافحة الأمراض القلبية والوعائية، وداء السكري، والسرطان، والتوعية والتثقيف الصحي، والرعاية الصحية الأولية...الخ) في إطار خليجي وطني موحد "لتعزيز الصحة والتوجه الصحي للحياة" استرشاداً بالتجارب العالمية والوطنية الناجحة ومخرجات المؤتمر العربي الدولي الذي عُقد مؤخراً بمدينة الرياض برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين أيده الله، ومنعاً للازدواجية وتحقيقاً للاستخدام الأمثل للموارد، ومخرجات الاجتماعات واللجان المتوالية منذ أكثر من عشر سنوات لتناول هذه القضية.
وبين بأن المجتمع الخليجي يقع في بؤرة التأثير العالمي من جراء هذه الجائحة، ويؤكد على ذلك العديد من الدراسات العلمية وفي مقدمتها المسح الوطني المجُرى في كل من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت طبقاً لبرنامج "مقاربة النهج المتدرج"، حيث جاءت نتائج عوامل الخطورة لهذه المجموعة من الأمراض في دول المجلس لداء السكري بـ (12.7- 24%)، وارتفاع ضغط الدم بـ (21- 40%)، وارتفاع الشحوم بالدم (كوليسترول) بـ (19.3 - 40.6%)، و آفة التدخين بـ (13- 23%)، ومعدل انتشار السمنة والبدانة بـ (53.6- 80%)، ومعدل الإصابة بالسرطان لكل (100.000) نسمة (72.5 - 158.5)، وذلك بحسب تقرير معدلات الإصابة بمرض السرطان في دول المجلس خلال الفترة 1998م2007م).
وبين "خوجة" بأن دول البرامج الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية مرت بالعديد من التطورات الإيجابية خلال السنوات العشر الماضية ومما يؤكد ذلك الدور الريادي لمجلس وزراء الصحة واهتمامه بالتصدي لمكافحة الأمراض غير السارية (غير المعدية)خلال السنوات العشر الماضية لما تمثله من قضية هامة للصحة العامة في دول الخليج وحرص صانعي القرار على انتهاج الأسلوب العلمي السليم لمجابهة هذه القضية من كافة الأوجه الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتنشيط كافة الفئات والقطاعات للعمل في هذا الاتجاه بتنسيق وتناغم لتكون مواجهة هذه المجموعة من الأمراض بحق "قضية أمة"، الأمر الذي يتوجب العمل سوياً للتصدي لها بكل كفاءة وفعالية، واعتبار هذا الأمر من أهم القضايا المعاصرة التي يجب على قيادات ومخططي العمل الصحي وضعها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية ألا وهي "توقي ومكافحة الأمراض المزمنة غير السارية(غير المعدية)".
ومن جانبها بينت وكيل الوزارة المساعد للرعاية الصحية الأولية عضو الهيئة التنفيذية المشرفة على البرنامج الخليجي لمكافحة الأمراض غير المعدية مريم الجلاهمة ، أكدت ترحيب مملكة البحرين متمثلة بوزارة الصحة بمثل هذه الاجتماعات الدورية والتزامها بتنفيذ القرارات المتمخضة من هذه الاجتماعات. مؤكدة بأنه قد تم اعتماد عدد من "الخطط الخليجية الاستراتيجية المتخصصة" والموضوعة من قبل اللجان الفنية المختصة، وما تضمنته من: الرؤية - الرسالة - والأهداف الاستراتيجية - وآليات التطبيق - وكذلك مؤشرات المتابعة والتحسين في وضعها وطبقاً للأسس والمعايير العالمية وحسب المتطلبات التنفيذية بدول المجلس)، وكل هذه المواثيق والإعلانات والخطط التنفيذية الاستراتيجية التي اتخذت الصفة الإقليمية والعربية والعالمية تؤكد على السبق والريادة لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مجال "الالتزام السياسي الشامل" والذي يعني التزام القيادات الصحية والمجتمعية في اتخاذ القرار من خلال قوى المسؤولية والتأثير والضمان لإعطاء هذه البرامج الهامة المصداقية والموارد والدعم اللازم على كافة المستويات الصحية والمجتمعية والإعلامية والسياسية الحكومية وغير الحكومية والخاصة بالإضافة إلى المجتمع المدني.
الجدير بالذكر إن موافقة قادة دول مجلس التعاون أعضاء المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية (2011/2020) في الدورة (32) المنعقدة في الرياض 24-25 محرم 1433هـ الموافق 19-20 ديسمبر 2011م، حيث "تبني وثيقة المنامة لمكافحة الأمراض غير المعدية (الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية (2011/2020)" المعتمدة من قبل المؤتمر السبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون المنعقد بالدوحة بدولة قطر في 20 صفر 1432هـ الموافق 3 فبراير 2011م".
وتم اعتماد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في قمتهم الخامسة والثلاثين والتي عُقدت بالدوحة خلال شهر ديسمبر 2014م "الخطة الخليجية المحدثة لمكافحة الأمراض غير السارية (2014/2025)" والمعتمدة بالقرار رقم (2) للمؤتمر (76) مما يدعو بقوة ويعزز المجابهة لهذه القضية الصحية الخليجية الهامة. وهو ما يمثل قمة الالتزام السياسي من لدن قادة وزعماء دول المجلس للتصدي ومواجهة هذه الجائحة وحث جميع القطاعات ذات العلاقة للتكامل فيما بينهما للحد من آثارها الإنسانية والمجتمعية والاقتصادية.
