تؤكد جميع المؤشرات والدلائل الموجودة على الأرض على أن القوات الأميركية عازمة على الدخول في معركة برية في الأنبار يشاركها فيها مقاتلون من أبناء عشائر المحافظة لتحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم داعش، حيث بدأت تلك القوات، وللمرة الأولى، منذ وصولها إلى الأنبار في يونيو (حزيران) الماضي، بالخروج في جولات استطلاعية في مناطق الخالدية والحبانية القريبتين من القاعدة العسكرية بمرافقة قادة من أبناء عشائر الأنبار ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء (16 سبتمبر / أيلول 2015).
وترجح أطراف حكومية وعشائرية في محافظة الأنبار تلك المشاركة الأميركية مؤكدة أن القوات الأميركية ستعمل على أرض الأنبار كما كانت قبل انسحابها من العراق أواخر عام 2011. وفي هذا السياق قال قائمقام الرمادي، دلف الكبيسي، إن دخول القوات الأميركية في معركة برية من أجل تحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم داعش باتت أمرًا مؤكدًا بعد أن توضحت الصورة بما لا يقبل الشك خصوصًا مع تزايد أعداد القوات الأميركية القادمة إلى قاعدة الحبانية خلال الأيام الماضية والمستمرة إلى الآن وبشكل يومي إضافة إلى وصول كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة المتطورة وبمختلف الأنواع.
وأضاف الكبيسي، أن «أكثر من مائتي جندي أميركي وصلوا إلى القاعدة خلال الأسبوع الماضي والقوات الأميركية بدأت للمرة الأولى بالخروج بسيارات الهامر من قاعدتي الحبانية والخالدية في دوريات استطلاعية للمنطقة يعتقد أنها ستمهد لمجيء قوات خاصة أميركية للمشاركة في حرب تحرير الرمادي».
ورغم من مرور ما يقارب الأربعة أشهر على انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الرمادي من سيطرة تنظيم داعش فإن تلك العمليات لا تزال تراوح مكانها منذ أسابيع، في حين يكثف الطيران الأميركي من طلعاته للأسبوع الثالث على التوالي مستهدفا نقاطًا مهمة لتمركز «داعش».
من جانبه، قال القائد الميداني في قيادة قوات العشائر المتصدية لتنظيم داعش، الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، إن «الجانب الأميركي جهز مقاتلينا بأسلحة قتالية متطورة على غرار ما هو معمول به في الجيش الأميركي وكان مقاتلونا من متطوعي عشائر الأنبار قد تلقوا تدريبات قتالية عالية المستوى على يد مدربين أميركيين مهرة إضافة إلى متابعتهم من قبل خبراء في حرب الشوارع والمدن».
وأضاف الفهداوي أن «الجانب الأميركي يقوم حاليًا بتجهيز أفواج قتالية أخرى من قوات العشائر التي وصل تعداد مقاتليها إلى نحو 12 ألف مقاتل، حيث تصل إلى قاعدة الحبانية شحنات من الأسلحة الأميركية بشكل يومي إلى قاعدة التقدم في معسكر الحبانية تنقلها طائرات شحن أميركية قادمة من الكويت على متنها أسلحة متطورة ومتنوعة وعجلات مدرعة إضافة إلى وصول سبع طائرات أباتشي وهذا يعني أن الجانب الأميركي يفكر جديًا بدخول المعركة بشكل فعلي إلى جانب قواتنا من أبناء العشائر وقوات الشرطة المحلية في الأنبار بعد تحويل منتسبيها إلى أفواج قتالية تم تدريبهم جنبًا إلى جنب مع أبنائنا من متطوعي العشائر وسيتم تجهيزهم على غرار تجهيز قوات العشائر».
وأشار الفهداوي إلى أن «قرار تجهيز مقاتلي العشائر جاء بعد أن وجد الجانب الأميركي أن العمليات الحالية لا جدوى منها لذا قرر الأميركيون تقديم الدعم والمساعدة لأبناء الأنبار لأنهم الأعرف من غيرهم بالأرض وجغرافيتها وهم الأجدر بتحرير مدنهم».
لكن عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار والمتحدث الرسمي باسم المجلس، أكد أن «ملف الأنبار لا يزال بيد القوات المشتركة العراقية، وأن القوات الأميركية لا يتعدى دورها حتى الآن الإسناد الجوي». وأضاف: «إلا أن اتساع قاعدة الحبانية دليل على أن القوات الأميركية ستشارك في عملية برية».
زائر
كل الدلائل تشير الى نهاية التنظيم الارهابي داعش بطريقة مذله له ولمشجعيه ولمموليه