قُتل 20 شخصاً على الأقل فيما أصيب مئة آخرون بجروح أمس الثلثاء (15 سبتمبر/ أيلول 2015) جراء سقوط قذائف على أحياء عدة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب في شمال سورية، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي.
وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن «ارتفاع عدد ضحايا القذائف التي أطلقها إرهابيون على حلب الجديدة والحمدانية ومشروع الـ1070 شقة وصلاح الدين والأعظمية إلى عشرين شهيداً والجرحى إلى مئة». وأحصى التلفزيون في وقت سابق مقتل 19 شخصاً وإصابة 95 آخرين بجروح.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن مصدر القذائف الأحياء الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، مشيراً من جهته إلى مقتل 21 شخصاً بينهم سبعة أطفال وإصابة أكثر من سبعين بجروح.
وأشار إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وفصائل إسلامية ومقاتلة من جهة أخرى على أطراف حي حلب الجديدة، من دون معلومات عن الخسائر.
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على أحيائها. ويستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف فيما تستهدف قوات النظام الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل أو المتشددين بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى.
في شمال شرق سورية، ارتفعت حصيلة الضحايا جراء تفجير سيارة مفخخة أمس في أحد أحياء مدينة الحسكة إلى سبعة قتلى و21 جريحاً، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري «أن إرهابياً انتحارياً فجر نفسه ظهر اليوم (أمس) بشاحنة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات أمام مبنى الموارد المائية في حي المعيشية الواقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة الحسكة». وقالت «إن التفجير الإرهابي أسفر عن ارتقاء 7 شهداء وإصابة 21 شخصاً بجروح متفاوتة جراء الشظايا المتطايرة من شدة التفجير».
وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في بيان تداولته مواقع متشددة تفجير الحسكة متحدثاً عن «عملية أمنية» نفذها أحد انتحارييه بسيارة مفخخة استهدفت مقراً للقوات الكردية وأسفرت عن مقتل العشرات.
سياسياً، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرتها وسائل إعلام روسية أمس إنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي في سورية إلا بعد هزيمة الإرهابيين. ونقلت وسائل الإعلام عن الأسد قوله إنه يمكن التوصل إلى توافق لكن لا يمكن تنفيذ أي شيء ما لم تتم هزيمة الإرهاب في سورية.
إلى ذلك، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن إستراتيجيته القاضية بدعم نظام الأسد رداً على اتهامات واشنطن لموسكو بنشر معدات عسكرية وقوات في شمال سورية. وقال بوتين خلال مؤتمر أمني إقليمي في طاجيكستان «إننا ندعم الحكومة السورية في كفاحها ضد العدوان الإرهابي وإننا نقدم وسنواصل تقديم مساعدة عسكرية فنية لها» في إشارة إلى العقود الموقعة مع دمشق لتسليمها أسلحة. وجدد بوتين متحدثا في إطار قمة «دوشانبي» لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم عدداً من الجمهوريات السوفياتية السابقة، دعوته إلى تشكيل ائتلاف واسع ضد تنظيم «داعش». وقال إن الأسد مستعد للعمل مع المعارضة السورية «السليمة» للتوصل إلى حل سياسي للنزاع لكنه شدد على أن الأولوية هي للتصدي لتنظيم «داعش». وقال «من المؤكد أن الحاجة إلى توحيد القوى في المعركة ضد الإرهاب تأتي اليوم في الطليعة». وأضاف «الأولوية اليوم هي لضرورة توحيد قواتنا ضد الإرهاب. من دون ذلك من المستحيل تسوية مشكلات أخرى عاجلة مثل مشكلة اللاجئين».
العدد 4757 - الثلثاء 15 سبتمبر 2015م الموافق 01 ذي الحجة 1436هـ