منير مزيد شاعر ومترجم وروائي فلسطينيّ مقيم في رومانيا، واحد من أقوى الأصوات الشعرية العالمية الداعية إلى السلام والتسامح ونبذ العنف بين البشر، وواحد من المؤكّدين على حوار الحضارات بين مختلف الشعوب والثقافات. درس في إنجلترا وأميركا، ويكتب في مجال الشعر والرواية والقصة القصيرة باللغة الإنجليزية والعربية والرومانية، وله أيضا العديد من المقالات الأدبية، وقد ترجمت العديد من أعماله الإبداعية إلى لغات عالمية. منير مزيد هو شخصية هذا الأسبوع من أعلام في التسامح والسلام.
بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر، فكّر منير مزيد في إقامة مهرجان عالميّ للشعر يدعو للتسامح والسلام في الأردن، تمهيدا لحوار حضارات مبنيّ على التكافؤ والانسجام والمحبة، بعيدا عن العنف والحروب. لكن الفكرة لم يكتب لها التنفيذ. فدُعِي، من قبل أصدقائه الشعراء، للإقامة الدائمة في رومانيا، وانطلق في العمل الثقافي والإبداعي؛ وهناك ساهم في تأسيس مؤسسة «آرتجيت» للثقافة وحوار الحضارات ومقرها في بوخارست برومانيا، وهي مؤسسة تسعى إلى خلق فضاء للحوار وإنشاء جسور بين العالمين العربي الإسلامي والغربي، بعيدا عن الإيديولوجيات المحنطة، وقد حملت المؤسسة شعار: «ثقافة إنسانية للجميع».
وحاول منير مزيد من خلال هذه المؤسسة أن يوصل صورة حضارية مشرقة عن الثقافة والإنسان العربيّ، وأن يمدّ جسور التواصل بين الحضارتين العربية والغربية، وهو ما دفع الشاعر الإيطالي «ماريو ريغللي» إلى ترجمة قصيدة أبي القاسم الشابي إرادة الحياة إلى الإيطالية.
وتدعو أعمال منير مزيد إلى نشر ثقافة حوار الحضارات والاحترام المتبادل بين ثقافات وديانات الشعوب كما ترسخ قصائده مبادئ التسامح والعدل، ويعتبر الثقافة والشعر أداة من أدوات نشر المحبة والسلام وحين يدافع عن قضيته الأم، القضية الفلسطينية، أو عن القضايا العربية والإسلامية تراه يُدافع بدون تعصّب أو تطرّف؛ لأنّه يعتبر هاتين الآفتين دخيلتين على الحضارتين العربية والإسلامية في نظره.
وأمّا على صفحته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك مثلا) تجد منير مزيد يجمع الناس من كل العالم بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم من خلال شعره ومواقفه الإنسانية التي يعبر عنها كانسان وكعربي ومسلم. فعلا، إنّ منير مزيد إثراء للحركة الشعرية العربية والإنسانية وثروة فكرية وأدبية تدعو للحرية والتعايش والحوار السلمي الحضاري بين الثقافات. إنّه بلا شك أحد سفراء الثقافة العربية؛ فقد قال الباحث والشاعر (ماريوس كيلارو) في أحد مقالاته عن الشاعر منير مزيد «إنه في كل مرة يقرأ قصائده يزداد حبه للشرق... وإنّ لمنير رسالة كونية وهي نبذ الكراهية بين الديانات. وطائرنا المهاجر هو صاحب أكبر أنطولوجيا للشعر العربي المعاصر أنجزت إلى حدّ الآن جعلها بعنوان: «بوابة الشعر العربي المعاصر» وتحتوي على 186 قصيدة صدرت بثلاث لغات هي: العربية لغة القصائد الأصل والإنجليزية والرومانية. وله عمل مشترك مع الشاعر الإيطالي (ميكيليكاكمو) بعنوان «قصائد بلغة النور» في 3 لغات: العربية والإنجليزية والإيطالية. وتقديراً لجهوده الإبداعية المختلفة، وخاصة في مؤلفه «فصل من إنجيل الشعر»، الذي صدر بأربع لغات هي: العربية والإنجليزية والرومانية وأيضا الفرنسية، رشّحه العديد من المثقفين والأدباء الأوروبيين لنيل جائزة نوبل للآداب؛ لما في هذا العمل الشعري من براعة فنية ورسالة إلى تحقيق السلام، ما جعله بالفعل أدبا إنسانيا خاليا من العنصرية والتسييس، حيث انتصر على كل الأجندات التي لا علاقة لها بالأدب والثقافة، ودعا محبيه قائلا:
اقرأوا كتبي
عندها ستعرفون
بأنني لست
ابناً لأحد
وبأنني قد عشت بينكم
وردة من دم...!
وينشغل منير مزيد بالشعر والترجمة أكثر من الرواية، لكن لم يمنعنّه ذلك من إصدار روايتين: «الحب والكراهية» و»عروس النيل» وقد صدرتا في 3 لغات: العربية والإنجليزية والرومانية.
وهكذا يكون منير مزيد إضافة نوعية وإثراء فريدا للحركة الشعرية العربية والإنسانية وثروة فكرية وأدبية تدعو للحرية والتعايش والحوار السلمي الحضاري بين الثقافات، ما أهّله أن يكون «جسرا مهمّا تتلاقى عليه الثقافات، ومرسخا لثقافة الحوار والسلام بين الشعوب» كما قالت الشاعرة مارينا بندارو بيرغو.
وقد ترأّس مجلس إدارة بيت الحكمة للثقافة وحوار الحضارات برومانيا، وعمل فيها من أجل فتح باب الحوار الحضاري الثقافي العالمي، وتوسيع دائرة الحوار بين الحضارات للوصول إلى تفاهم مشترك، فضلا عن إظهار صورة الإسلام والعرب بشكلها الصحيح والمشرق، وإظهار مدى إسهام الحضارة العربية في النهضة العالمية عن طريق المحاضرات العامة والمقالات الصحافية والترجمات.
ويكاد يُجمع أغلب الشعراء ممن عرفوه، والنقاد ممّن درسوا شعره ونثره ومترجماته، أنّه حالة فريدة عبّر عنها كلّ منهم بطريقته؛ فقد أطلق عليه الناقد الروماني ماريوس كيلارو لقب شاعر الحب والانسانية، ولقّبه الشاعر الفرنسي أتانيسفانتسيف دي ذراكي بشاعر الحب والجمال، وهو عند غيرهما شاعر الرقة والجمال، وناي الشعر العالمي، ورسول الشعر، وشاعر الكلمة والترجمة، وأخيرا وليس آخرا «أمير شعراء الغربة»، بل وجعله الشاعر ميكيليكاكمو عنوان قصيدة «منير مزيد»، هكذا مباشرة مؤكداً أن منير صار موضوعا لقصيدته، ونصاً في شعره، وقناعاً رمزيا للحب والسلام، فقد قال في قصيدته تلك:
«... منير حمامة...، لؤلؤة الله التي تهاجر... مثل الرغوة»... نعم، إنه بمثابة مشروع ثقافي من أجل جمع الثقافات وبناء صداقات أوثق وأشمل بين الشعوب، من أجل تكريس قيم التسامح والتعايش السلمي، وها هو يقول في لقاء صحافي معه: «لقد كرستُ حَيَاتي لِخِدْمَةِ الأدب والشعر والترجمة، ونشر رسالة الحبّ والسلام والإِخَاء، والبحث عن الجمال وتمجيده، والنضال من أجل الحرية واحترام حقوق الإنسان، ونبذ كلّ أشكال العنف والتعصب والتطرف الديني والاغتيال السياسي والفكري والعقائدي».
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 4756 - الإثنين 14 سبتمبر 2015م الموافق 30 ذي القعدة 1436هـ
الفلسطينيّ منير مزيد شاعر الحبّ والإنسانيّة
خير من اخترت لمقال اليوم
كذلك هي رسالتك
ونشر رسالة الحبّ والسلام والإِخَاء، والبحث عن الجمال وتمجيده، والنضال من أجل الحرية واحترام حقوق الإنسان، ونبذ كلّ أشكال العنف والتعصب والتطرف الديني والاغتيال السياسي والفكري والعقائدي