قتلت قوات الأمن المصرية أمس الأول الأحد (13 سبتمبر/ أيلول 2015) 12 شخصاً بينهم سياح مكسيكيون حين استهدفت بطريق الخطأ موكبهم أثناء مطاردتها متشددين في منطقة الواحات البحرية بالصحراء الغربية، فيما طالبت السلطات المكسيكية بـ «تحقيق معمق».
وأعلنت وزيرة الخارجية المكسيكية أمس (الإثنين) أن القتلى راحوا ضحية ضربات جوية. وقالت كلاوديا ماسيو خلال مؤتمر صحافي أن ناجين من هجوم أمس الأول الذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم مكسيكيان على الأقل، أكدوا أنهم توقفوا لتناول وجبة طعام في منطقة الواحات بالصحراء الغربية المصرية حين تعرضوا «لهجوم جوي بقنابل أطلقتها طائرة ومروحيات».
وصحراء مصر الغربية واحدة من المزارات السياحية المرغوبة من هواة رحلات السفاري هي أحد معاقل مجموعات مسلحة متطرفة بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي ينفذ بشكل متواصل هجمات دامية تستهدف قوات الأمن والجيش في مصر.
وكانت وزارة الداخلية المصرية أكدت فجر أمس أنه «بتاريخ 13 الجاري وأثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة بملاحقة بعض العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية تم التعامل بطريق الخطأ مع عدد أربع سيارات دفع رباعي تبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي الجنسية والذين تواجدوا بالمنطقة المحظورة ذاتها التواجد فيها».
وأضافت الوزارة أن «الواقعة أسفرت عن وفاة 12 شخصاً وإصابة 10 أشخاص من المكسيكيين والمصريين تم نقلهم للمستشفيات للعلاج». ولم توضح السلطات المصرية عدد السياح القتلى ولا نوع السلاح الذي أصاب سياراتهم.
غير أن وزير السياحة في الحكومة المستقيلة خالد رامي أكد أن سبعة مكسيكيين بين الجرحى.
ووقع الحادث بالقرب من الواحات البحرية، على بعد 350 كيلومتراً جنوب غربي القاهرة، وفق مسئول رفيع من وزارة السياحة طلب عدم ذكر اسمه. وقال المسئول إن السياح المكسيكيين كانوا يستقلون أربع سيارات دفع رباعي في طريقهم إلى الواحات البحرية ودخلوا في الصحراء إلى الغرب من طريق القاهرة - الواحات موضحاً أن كل المنطقة الواقعة غرب الطريق محظور التواجد فيها.
وأوضح مسئول في الشرطة أن عملية للقوات الخاصة تشمل تعزيزات جوية كانت تجري في ذلك الوقت على بعد 150 كيلومتراً غرب الواحات البحرية.
وأعلن الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو على موقع «تويتر» أن «مكسيكو تدين هذه الأحداث الموجهة ضد مواطنينا وطالبت الحكومة المصرية بتحقيق شامل فيما حصل».
وزار السفير المكسيكي في مصر خمسة مكسيكيين يعالجون في مستشفى دار الفؤاد في ضاحية غرب القاهرة ووصفت وزارة خارجية المكسيك حالتهم بأنها «مستقرة». وتمتد الصحراء الغربية من ضواحي القاهرة إلى الحدود الليبية ومن المستحيل في الوقت الحاضر تحديد موقع الحادث بشكل دقيق.
وكان تنظيم «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش» أشار بعد ظهر أمس في بيان إلى أن مسلحيه «تصدوا» أمس الأول لعملية للجيش في الصحراء الغربية، من دون المزيد من التفاصيل. وتشن المجموعات متشددة وخصوصاً «ولاية سيناء» بانتظام هجمات دامية على القوات المصرية وعلى الأخص في شمال سيناء ووصلت هذه العمليات إلى قلب القاهرة.
وينفذ الجيش المصري منذ سنتين عمليات واسعة النطاق في شمال سيناء لصد هجمات المتشددين. وضاعف المتشددون هجماتهم ويقولون إنهم يتحركون رداً على القمع الدامي الذي يستهدف أنصار الرئيس الإسلامي المخلوع محمد مرسي منذ الإطاحة به من قبل الجيش في يوليو/ تموز 2013.
العدد 4756 - الإثنين 14 سبتمبر 2015م الموافق 30 ذي القعدة 1436هـ