قال مسئولان أميركيان لوكالة «رويترز» أمس الإثنين (14 سبتمبر/ أيلول 2015) مشترطين عدم نشر اسميهما إن روسيا وضعت عدداً من الدبابات في مطار سوري، إذ تسرع الخطى لتعزيز النظم الدفاعية هناك.
وقال أحد المسئولين الأميركيين إن سبع دبابات روسية من نوع «تي - 90» شوهدت في المطار القريب من اللاذقية وهي معقل للرئيس السوري بشار الأسد. وقال المسئولان إن روسيا نشرت أيضاً قطعاً مدفعية هناك.
في المقابل، قالت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية إن سفير سورية لدى موسكو رياض حداد، قال: إن الحديث عن وجود قوات روسية على الأرض في سورية هو «أكذوبة».
ونقلت الوكالة عنه قوله: «إننا نتعاون مع روسيا منذ 30 إلى 40 عاماً في مختلف المجالات، ومنها المجال العسكري. نعم نحن نتلقى أسلحة وعتاداً عسكريّاً، وكل هذا يحدث وفقاً لاتفاقيات مبرمة بين البلدين».
واستدرك بقوله: «لكن الحديث عن وجود قواتكم (قوات روسية) على الأرض السورية هو أكذوبة تبثها البلدان الغربية والولايات المتحدة».
إلى ذلك، حذرت الحكومة الألمانية من اختزال الصراع المعقد في سورية في سؤال مفاده تخيير السوريين بين «داعش أو بشار الأسد؟».
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس: «ليس من سياستنا وضع الناس أمام أحد البديلين إما الأسد وإما داعش». وفي ردها على سؤال بشأن إمكانية أن يكون الأسد جزءاً من حل سلمي في سورية، قالت المتحدثة إن بشار ونظامه يمكن أن يلعبا دوراً في «عملية انتقالية» في البلاد، مشيرة إلى أن الهدف هو خلق موقف يمكن للسوريين من خلاله اختيار حكومتهم بأنفسهم.
ورأت المتحدثة أن ما أسهم في زيادة تعقيد الوضع في سورية في الوقت الراهن يتمثل في تزويد روسيا أخيراً لنظام الأسد بتجهيزات عسكرية.
وأضافت أن هذا ما قاله وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير لنظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش محادثات أوكرانيا الأخيرة.
ميدانيّاً، قتل 26 شخصا على الأقل وأصيب نحو ثمانين آخرين بجروح جراء تفجيرين انتحاريين بعربتين مفخختين استهدفا أمس مدينة الحسكة في شمال شرق سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في وقت لاحق الهجومين الانتحاريين في المدينة، متحدثاً عن «عملية نوعية» نفذها اثنان من عناصره.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قتل 26 شخصاً على الأقل جراء تفجيرين انتحاريين بعربتين مفخختين استهدفا حيي خشمان والمحطة في مدينة الحسكة»، مضيفاً أن «بين القتلى 13 مدنيّاً بينهم طفلان».
واستهدف التفجير الأول وفق عبدالرحمن، حاجزاً للقوات الكردية في حي خشمان، تسبب بمقتل ستة من المقاتلين الأكراد وعشرة مدنيين، فيما استهدف التفجير الثاني مركزاً لقوات الدفاع الوطني الموالية لقوات النظام السوري في حي المحطة وتسبب بمقتل سبعة من قوات الدفاع وثلاثة مدنيين.
وأشار عبدالرحمن إلى إصابة نحو ثمانين شخصاً آخرين بجروح، إصابات عدد منهم خطرة.
وأكد الإعلام الرسمي وقوع التفجيرين بفارق نصف ساعة بينهما. وأحصى التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري مقتل عشرين شخصاً «جراء التفجير الإرهابي» الذي استهدف حي المحطة. وأضاف «فرق الإنقاذ تبحث بين أنقاض الأبنية المنهارة لإسعاف المصابين».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها عن مقتل 17 شخصاً، مشيرة إلى إصابة سبعين آخرين بجروح، ثلاثون منهم في حي خشمان.
وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها السيطرة على مدينة الحسكة التي تعرضت لهجمات عدة شنها تنظيم «داعش» الموجود في مناطق عدة في المحافظة. وأعلن التنظيم في بيان تداولته مواقع متشددة مسئوليته عن التفجيرين، مؤكداً أن اثنين من عناصره نفذا «عملية نوعية» تسببت بمقتل العشرات في صفوف المقاتلين الأكراد وقوات الدفاع الوطني.
العدد 4756 - الإثنين 14 سبتمبر 2015م الموافق 30 ذي القعدة 1436هـ