اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أمس الإثنين (14 سبتمبر/ أيلول 2015) لليوم الثاني على التوالي في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة على رغم تأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح للمستوطنين بالصلاة فيه.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الاشتباكات بدأت عندما قام شبان فلسطينيون برشق عناصر الأمن بالحجارة. وبحسب شهود عيان، فإن عشرات من الشبان قضوا الليلة قبل الماضية في المسجد الأقصى بنية حماية الباحة من اقتحامه من قبل مستوطنين صباح أمس ولمنعهم من الصلاة فيها. والمعروف أنه يسمح لليهود بدخول باحة المسجد الأقصى من دون أن يسمح لهم الصلاة فيها.
وما زاد من التوتر ارتفاع عدد اليهود الذين يدخلون إلى باحة المسجد الأقصى بسبب رأس السنة اليهودية. ولم يسمح بدخول الصحافيين إلى داخل باحة المسجد.
وعند إعادة فتح المسجد، وعودة الهدوء صباح أمس، كانت رائحة الغاز المسيل للدموع تملأ المسجد. وامتدت المواجهات لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس إذ قام رجال الشرطة بتفريق مجموعة من عشرات المتظاهرين مؤلفة في غالبيتها من النساء الكبيرات في السن باستخدام قنابل صوتية.
وكانت النساء وهنَّ من «المرابطات» يرددن هتافات «الله أكبر»، بحسب مراسلة لوكالة «فرانس برس». ويعرف «المرابطون» و»المرابطات» بأنهم يراقبون عن كثب الزوار اليهود الذين يدخلون باحة المسجد تحت حماية مشددة، ويرددون هتافات «الله أكبر» لمنعهم من الصلاة.
وبالنسبة إلى إسرائيل، فإنهم أحد عوامل التوتر الرئيسية في المسجد الأقصى. وقالت سناء الرجبي وهي إحدى المرابطات: «نحن قلقون على الأقصى؛ لأن إسرائيل ترغب بإفراغه مثلما ترغب بإفراغ القدس من المسلمين. نحن لا نذهب إلى الصلاة في حائط المبكى. لماذا يجب أن يصلوا في الأقصى؟».
واعتدى رجال الشرطة مرة أخرى على المصورين الصحافيين وبينهم مصوران اثنان لوكالة «فرانس برس». وقام رجل شرطة بملاحقة أحد المصورين ودفعه أرضاً وانهال عليه ضربا بعصاه على ظهره وساقيه.
واعتقل تسعة أشخاص، خمسة داخل باحة المسجد وأربعة في شوارع البلدة القديمة، بحسب الشرطة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس الأول في باحة المسجد، وقامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع، قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية.
وعلى رغم أحداث العنف، زار 650 يهوديّاً وسائحاً المسجد الأقصى أمس الأول في رقم أعلى من المعتاد بينما جاء 500 زائر أمس، بحسب الشرطة.
ويسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى من الساعة السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة صباحاً يوميّاً ما عدا الجمعة والسبت.
وحذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله في عمّان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن أي «استفزاز جديد» في القدس سيؤثر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أمس الأول أنه يريد الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى. والوضع الراهن الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود بدخوله في بعض الساعات، لكن لا يجيز لهم الصلاة هناك.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس أن إلقاء الحجارة خلال المواجهات قد يكون تسبب في حادث سير أدى إلى مقتل سائق إسرائيلي قرب حي فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة.
وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فان السائق وهو رجل يهودي يبلغ من العمر 65 عاماً فقد سيطرته مساء أمس الأول على سيارته عندما عبر بمحاذاة منطقة صور باهر الفلسطينية واصطدم بعمود كهرباء ما أدى إلى وفاته.
وأكدت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري أن «السائق تعرض لحادث، على ما يبدو بسبب إلقاء الحجارة. وتوفي في مستشفى هداسا عين كارم».
العدد 4756 - الإثنين 14 سبتمبر 2015م الموافق 30 ذي القعدة 1436هـ
سكرا اولاد العم
حرم اقتحم و حرم سجدت عليه رافعه