نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "تحليل البث الفضائي الأجنبي في المنطقة العربية" لأستاذ الإعلام المساعد بقسم الإعلام والسياحة والفنون بكلية الآداب بجامعة البحرين عوض هاشم.
وفي بداية المحاضرة ، التي قدمها يوسف الحمدان ، أشار عوض هاشم إلى أن موضوع اليوم يدخل في سياق الزخم الإعلامي الفضائي الذي يملأ المنطقة العربية ، وهذه إشكالية متعلقة بالثورة الإعلامية والمعلوماتية التي نتج عن تمازجها بالثورة الاتصالية بتقنياتها وتكنولوجياتها المختلفة وسيادة وسائل الاتصال الجماهيرية سواء منها ما كان عبر الإذاعات الصوتية أو عبر الإذاعات المرئية المتمثلة في التلفزيون ، والحقيقة أن هذه القنوات ليست بدعاً جديدة ، إنما هي امتداداً لما كان يسمى في القديم بالإذاعات الموجهة .
وأوضح أن الإذاعات الدولية وهي نمط من أنماط الاتصال الدولي أو الإعلام الدولي ، وهو ما يسمى بالإعلام عبر الحدود يتم بين الدول في إطار لما يسمى الاتصال الثقافي وهو أمر مطلوب أن يتم التحاور والتواصل والتفاعل بين الدول ، حيث تعرض كل دولة وكل أمة حضارتها وتتفاعل مع الأمة الأخرى من خلال ما تملكه من ثقافة وأدب .
وأضاف أن الاتصال الثقافي هو نوع من أنواع الاتصال ، حيث أن هناك الاتصال الذاتي والاتصال الشخصي والاتصال الجمعي والاتصال الجماهيري ، والاتصال الثقافي يحدث بين الدول ، وهذه الإذاعات الموجهة العابرة للحدود استخدمت كأداة من أدوات الحرب ، وكأداة من أدوات السياسة ولم تكن للأسف في أداة من أدوات البناء ، والقنوات الفضائية الأجنبية في المنطقة العربية سواء إذاعات أو محطات دولية من أدوات الدبلوماسية الأجنبية الموجهة للمنطقة العربية ، وهي أيضا من أدوات الحرب حيث إذا وقع سوء فهم أو مشكلة بين دول ما تتحول هذه الإذاعة أو المحطة إلى أداء من أدوات الحرب النفسية ، وتستمع من خلالها إلى الإشاعات والتحريض والى تقليب الرأي العام الداخلي .
وأشار عوض هاشم الى أن هذه القنوات او هذا البث الفضائي التي نتحدث عنه اليوم تخدم مصالح الدول الغربية التي تبثه في العالم العربي ، وفي بعض الأحيان يكون هدف الرسائل خدمة الجمهور وتكوين رأي عام رشيد يخدم قضايا الأمة ، وتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء ، بالاضافة الى تقديم رسالة تعليمية ، ولكن الإعلام الأجنبي موجهة لخدمة مصالح دوله سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فيصبح التأثير في الرأي العام وتشكيله هذا هو الهدف الأساسي الذي تريد هذه المحطات تنفيذه في منطقتنا العربية للوصول لمصالحها السياسية والاقتصادية ما يجعل المنطقة مهمة جدا للغرب .
وذكر عوض هاشم ان الاعلام هو التعبير الموضوعي عن آمال الشعب وتطلعاته وطموحات الأمة ، بهدف تشكيل راي عام مستنير ، مؤكدا على أن الاعلام يجب ان يعتمد على الموضوعية والمصداقية ، وهي القيم الاعلامية التي من خلالها يتم تقديم المواد الاعلامية الجادة والهادفة ، والعكس في حالة قول نصف الحقيقة او تضخيم الموضوع مما يجعله تخرج عن الموضوعية او الحيادية وندخل في موضوع التضليل والتعتيم الاعلامي .
اما في يتعلق بموضوع الاعلان أو الدعاية ، قال عوض هاشم ان ما يقدمه البث الفضائي الأجنبي في الدول العربية هو دعاية ، وهناك الدعاية البيضاء والرمادية والسوداء ، والدعاية البيضاء وهي التي تتم في النور بمعنى ان مصادرها ومعلوماتها معروفه ، وتحاول احيانا ان تقول بعضا من الحق ، وتستخدم تكتيكات وتقنيات التأثير العاطفي والنفسي أكثر من المنطقي والعقلي ، وتدعي موضوع الحياد ، أما فيما يتعلق بالدعاية السوداء فهي جهات غير معروفة المصدر تبث من اماكن مجهولة وتعمد على الاشعات وهي تستخدم ابشع انواع التحريض ، ولا وجود لشرف المهنة ولا اخلاقياتها ، وهدفها تحطيم الروح المعنوية للأمة من خلال استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعه .