بداية الكلام كان آخره

لم تتقدم أكثر من ذلك

خائفة تبدو ومترددة

لم تتجول في جميع أرجاء المنزل

لِمَ الخوف في المصارحة

بانفتاح... بكلمات القلب

لم يكن هناك أشخاص آخرون

كان مساءً يحمل حبّاً جديداً

لِمَ بقيت مترددة

حائرة في ساعة الاقتراب

والتقدم خطوات أكثر

وتطيلين البقاء

للصعود للمنزل

«الذبول»

سيأتي ذلك اليوم

الذي تزول فيه جاذبية عينيك السوداوين

من يرى شعرك

كصوت الربيع الهامس يبرق في العيون

شفاهك الغضة

في ساعة توقظين عبق ملايين الزهرات

ليس بعيداً ذلك اليوم

عندما يزداد فيه إيقاع السقوط

في موسم هذا الخريف

وفي سكون الليل

تأتي ذكريات أيام مضت

مثل شخص في الغابة

يتغنى بكلمات لطيفة

ويناديك قريباً منه

ولد الشاعر الباكستاني منير نيازي في 19 أبريل/ نيسان 1928 بمدينة خان بور بولاية هوشياربور الهندية. درس في خانبور ومونتجومري التي تسمى الآن ساهيوال، وتلقى تعليمه الجامعي في باهاوالبور ولاهور وجلندهار. وبعد تقسيم الهند هاجر إلى باكستان واستقر أولاً في مونتجومري كما بدأ إصدار مجلته الأسبوعية المسماة سات رانج. وفي الحقيقة فإن شعار قوس قزح ذي السبعة الألوان يصدق على منير كما يصدق على دي. إتش. لورنس في روايته «القوس قزح» وهي مناشدة خاصة لرمزيتها المتأصلة للسلام والحب الكوني.

وكان منير لفترة طويلة على اتصال بعدة جمعيات ومؤتمرات أدبية بصفته مستشاراً ومنظماً، وأصبح اسماً مميزاً في عالم الحروف ومحبوباً ومعجباً به في كلا الجانبين من شبه القارة الهندية. أشعاره انتشرت على نطاق واسع وتم ترجمتها إلى اللغات الصينية والعربية والفارسية والفرنسية والإنجليزية.

سافر بشكل مكثف إلى أميركا وكندا والنرويج. أصدر خمسة عشر كتاباً شعرياً بالأوردو، وأربعة كتب شعرية باللغة البنجابية. بعض دواوينه الشهيرة تشمل «الرياح والزهور الانفرادية» و»قوس قزح في الغابة» و «خلال مساء» و «بداية الكلام كان آخره» و «ستة أبواب ملونة» و «منير الأشهر». وتقديراً لإنجازه الأدبي تمّ تكريمه بجائزة «فخر الأداء» من قبل الحكومة الباكستانية. وفي أيام شبابه كان منير فتى جريئاً أنيقاً ورياضياً وسباحاً وراكب خيل ممتاز وماهراً في الرماية وأخيراً بحاراً في بحرية الهند البريطانية التي على رغم ذلك هجرها بينما كان يؤدي الواجب. توفي في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2006.