الوسط - منصورة عبدالأمير

نظم صالون هيبا الثقافي مساء الإثنين (7 سبتمبر/ أيلول 2015) حفلاً لتدشين كتاب «نصوص متوحشة. التكفير من أرثوذكسية السلاجقة إلى سلفية ابن تيمية» الذي يعد آخر إصدارات الكاتب والناقد البحريني علي الديري.

وعبر كلمة «مسجلة» رحب الديري بضيوف «صالون هيبا الثقافي» الذي دشنه عام 2009 كمكان للثقافة والكلمة والصداقة، وقال عنه «أحببته أكثر منذ صار تدشين كتاب «جدتي سلامة سلوم» في فبراير/ شباط الماضي حدثاً هنا، باجتماع قلوبكم وعقولكم... أحسست أنني في قلب كل شخص منكم. سعيد أن تعمروا المكان بقلوبكم، وأشعُر أنكم أحييتم المكان الذي خفت عليه أن يموت كما ماتت أشياء كثيرة في وطني».

وعبّر الديري في كلمته عن افتقاده الشديد لصديقه أحمد البوسطة، وقال «كأني أسمع صوت قهقهاته التي تملأ المكان على وقع نكاته التي لا تخلو من السياسة. حزني كبير جداً لافتقاد البوسطة هذه الليلة... أفتقد جمله التي كان سيكتبها لي، وأفتقد صوته وهو يحييني ويشجعني ويهون ما حل بنا... أفتقد وجهه المضيء بالبهجة والحيوية رغم الآلام التي يحملها».

الكاتب الذي يوقع ثاني كتبه منذ أن غادر البحرين عام 2011، تحدث عن الوحش الذي يتناوله في الكتاب قائلاً «الوحش الذي سحق الفيلسوفة الرياضية (هيباتيا) على مذابح نصوص التوحش في القرن الخامس الميلادي هو نفسه الوحش الذي أحاربه في هذا الكتاب، ونصوصه هي نفسها والسلطة السياسية التي ربّته ودعمته هي نفسها».

وفي مقدمة الكتاب الصادر عن مركز أوال للدراسات والتوثيق في 217 صفحة من القطع المتوسط، يذكر الديري بأنه يحاول «قراءة نصوص التكفير قراءة تاريخية في ثلاث بيئات سياسية استخدمت التكفير ضد أعدائها، بيئة السلطة السلجوقية (القرن الخامس الهجري) من خلال نصوص الغزالي، وبيئة سلطة الموحدين (القرن السادس الهجري) من خلال نصوص ابن تومرت، وبيئة سلطة المماليك (القرن الثامن الهجري) من خلال نصوص ابن تيمية».

ويضيف قائلاً «كما لا توجد جريمة من غير مجرم ولا فساد من غير مفسد، فإنه لا يوجد توحش من غير وحش، والوحش هو هذه النصوص ومدارسها التي تبيح القتل وتأمر بالقتل من دون رادع نقدي، أو قراءة تاريخية أو قطيعة معرفية».