كان منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في أشد الحاجة إلى تحقيق الفوز والظفر بأول ثلاث نقاط، كي يستعيد توازنه في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، وكأس آسيا في الإمارات 2019 بعد الخسارة في أول مباراتين على الفلبين بمانيلا ثم على يد كوريا الشمالية في أرضنا، وبالتالي كانت مباراة اليمن الثلثاء الماضي من باب (أكون أو لا أكون)، والأحمر احتاج فيها إلى الفوز ولا شيء سواه بغضّ النظر عن الفريق المنافس.

نحن نعلم أن المنتخب اليمني ليس من المنتخبات القوية في القارة، بالإضافة إلى أن اليمن يمر بفترة حرجة حاليّاً، لكن في النهاية إذا ما أردتَّ التأهل للأدوار النهائية، والمنافسة على التأهل لكأس العالم وكأس آسيا فيجب أن تفوز في مبارياتك بغض النظر عن خصمك، فليس ذنبنا أن خصمنا قويّاً أم لا، وفي الحقيقة هنالك منتخبات في مجموعات أخر أضعف بكثير من اليمن، والدليل نتائج العشرة والـ15 التي تحققت، بينما اليمن مثلاً، والذي استنقص البعض من فوزنا عليه، لم يخسر إلا بفارق هدف واحد وبصعوبة بالغة أمام أوزبكستان في طشقند على رغم أنه كان يلعب فترة طويلة منقوصاً بسبب طرد «الشرقاوي الجديد» مدير عبدربه، وبالتالي هنا لابد من الإشارة إلى أن منتخبنا هو من فرض نفسه في تلك المواجهة، وتمكن من الانتصار بأربعة أهداف، وهذا لابد أن يعطينا بعضاً من الثقة، وليس فقط لأن اليمن ضعيف فإننا فزنا بالأربعة، كما يُردد بعض «السلبيين»، الذين لا يعجبهم وضع الأحمر سواءً فاز أم خسر، وحتى إن تعادل أيضاً، ففي حالة الخسارة كان كلامهم «هل بالفعل لدينا منتخب؟!»، وحينما فزنا قالوا «إلا اليمن»، وكأنَّ اليمن ليس من ضمن فرق المجموعة وآسيا.

لكن مع ذلك يجب ألا نُعطي هذا الانتصار أكبر من حجمه، ولابد من التركيز على القادم، وعدم ترك المجال لخسارة أية نقطة جديدة، ابتداءً من موقعة أوزبكستان القادمة على أرضنا وبين جمهورنا، ولابد أن نُثبت أن الخسارة السابقة أمام كوريا الشمالية على أرضنا ليست آخر العهد بين جماهيرنا والأحمر، نحن ندرك صعوبة المهمة بعد خسارة أول مباراتين، لكن الأمل لايزال موجوداً في الوصول إلى الصدارة مع تتالي الجولات، أو على الأقل المنافسة على أفضل «الثواني»، وكل ذلك يتطلب جهداً جماعيّاً وإحساساً بالمسئولية بشكل أكبر من الجميع دون استثناء، وأولهم اللاعبون، وأنا هنا لا أشكك في أحد، لكن أشير إلى بعض الأخطاء التي حصلت وتم الحديث عنها سابقاً وتحديداً بعد موقعة كوريا، كي يكون التركيز الذهني حاضراً بشكل كامل في كل تدريب وكل مباراة، والأمور الأخرى لها وقتها!.