دعا خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس الجمعة (11 سبتمبر/ أيلول 2015)، الحجاج إلى «الابتعاد عن الدعوة إلى التظاهرات السياسية والاضطرابات والفوضى والتخريب، فقد توعد الله من يفعل ذلك بالعذاب الأليم».
وقال في خطبته: «بعد أيام قليلة يظلنا هلال شهر ذي الحجة، بعشره الأوائل المباركات، إنها أفضل أيام الدنيا، وقد اختلف العلماء في فضل هذه العشر، والعشر الأخير من رمضان، فقال بعضهم: هذه العشر أفضل لهذا الحديث، وقال بعضهم: عشر رمضان أفضل للصوم وليلة القدر، والمختار أن أيام هذه العشر أفضل ليوم عرفة، وليالي عشر رمضان أفضل لليلة القدر؛ لأن يوم عرفة أفضل أيام السنة، وليلة القدر أفضل ليالي السنة».
وأضاف «أن هذه العشر هي العزاء لمن فرَّط في رمضان، فها هو مولاك - عز وجل - يمهلك ويمد في عمرك، فماذا أنت فاعل؟، كم مرت علينا في أوائل الشهور من عشرٍ لم يكن لها مزية، أما هذه العشر فقد ميَّزها خالقها وجعلها خير أيام العام (...) علينا أن نبذل أقصى الجهد لاستغلال هذا الموسم، موسم الخير الذي فاق العمل الصالح فيه حبًّاً عند الله، فاق الجهاد في سبيل الله، مع أن الجهاد ذروة سنام الدين، فهي نفحة من الله قد لا ندرك مثلها مرة ثانية؛ فالأعمار بيد الله - عز وجل -، والعاقل من ينتهز الفرصة، والمحروم من ضيعها».
وعن أنواع العمل الصالح في هذه العشر التي قد لا تعود، أوضح القطان «أولاً: التوبة النصوح؛ فحري بالمسلم أن يستقبل هذه الأيام العشر بالتوبة الصادقة؛ لأنه ما حُرم عبد خيراً في الدنيا أو الآخرة إلا بسبب ذنوبه ومعاصيه، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والندم على ما مضى، والعزم على عدم العودة، وأن تكون خالصة لله، وأن يتمسك بتعاليم الإسلام بعدها في كل الأمور، ثانياً: صيام تسعة أيام من هذه العشر أو ما تيسر، فكثير من الناس يركز على الصيام، والصيام عمل طيب، ثالثًا: الإكثار من ذكر الله تعالى: بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة والسلام على رسول الله وآله، والتكبير هو شعار أهل الإيمان في هذه الأيام العشر وفي كل وقت منها، رابعاً: أداء الحج والعمرة، خامساً: الصدقة والإحسان إلى الخلق، سادساً: ذبح الأضاحي، وهو سنة مؤكدة، على كل قادر عليها من المسلمين، وذبح الأضاحي من شعائر هذا الدين الظاهرة، ومن العبادات المشروعة في كل الملل».
إلى ذلك، قال القطان: «على المسلمِ وهو ماضٍ إلى الحج أن يتوبَ إلى الله تعالى مما اقترفه من الذنوب، ويقبلَ على الله بقلبٍ صادقٍ منيبٍ، يرجو رحمةَ الله تعالى ويخافُ عقابه، والواجب عليه -لتصحَّ توبتُه- الإقلاعُ عن الذنوب، والندمُ عليها، والعزمُ على ألا يعود إليها، كما يجب عليه أن يخرج من مظالمِ الخلق، وأن يتحلل من الناس قبل سفره، وإن كان عنده للناس مظالمُ من نفسٍ أو مالٍ أو عرضٍ ردَّها إليهم».
وأضاف «على المسلم في هذا السفر المبارك أن يصاحب الأخيار من أهلِ التقوى والصلاح؛ حتى يعينوه على طاعةِ الله والتزودِ من أعمال البر، وليحذرْ من مصاحبةِ السفهاء الذين لا يعينون على طاعة، بل يَغْمِسون صاحبَهم في الآثام أو المزاحِ الذي يقسّي القلوبَ أو يقودُ إلى الألفاظ الفاحشة، كما ينبغي للمسلم الحرصُ على تعلُّمِ الأحكام الشرعيةِ المتعلقة بعبادته، سواءٌ بأخذه لمجموعةٍ من المؤلفات التي توضح له ما أشكل عليه في أمورِ عبادته، أم بسؤالهِ لأهل العلم فيما أشكل عليه، وينبغي للحاج أيضاً أن يتخلّق بالخلق الحسن أثناء حجه، وأن يتحلى بالصبر والحلم والعفو والأناة، وهذه الأمور من أهم الأسباب في الفوز بالحج المبرور، كما أنه يجب على كل مسلم ومسلمة قصدا البيت الحرام أن يسهما في المحافظة على أمن الحرمين الشريفين، من أجل الطائفين والعاكفين والقائمين والركع السجود، وليحذرا كل الحذر أن يهما فيه بسوء وأذى لإخوانهم المسلمين، أو يَدْعُوا إلى التظاهرات السياسية والاضطرابات والفوضى والتخريب، فقد توعد الله من يفعل ذلك بالعذاب الأليم».
العدد 4753 - الجمعة 11 سبتمبر 2015م الموافق 27 ذي القعدة 1436هـ
الحجاج قتلتهم الرافعة
المفروض في موسم الحج إزالة هالرافعات ذبحوا الحجاج.