4 سنوات من رحلة البحث والتقصي توجت أمس الأول الأربعاء (9 سبتمبر/ أيلول 2015) بلقاء أسرة المواطن البحريني حسن المتروك بالمسعفة فتحية التوبلاني حيث قام المتروك بتكريمها نظير ما فعلته تجاه ابنته. يأتي ذلك بعد أن نشرت «الوسط» قصة إنقاذ التوبلاني لابنة المتروك بعد تعرضها لإصابة بليغة بينما كانت برفقة والدتها قبل أربع سنوات.

وقال حسن المتروك في حديث لـ «الوسط»: «أكتب هذه الأسطر المتواضعة وأنا في حيرة من أمري، حيث كنت أبحث عن الممرضة المخلصة فتحية التوبلاني طيلة الأربع سنوات وابحث عن كلمات الشكر التي تناسب مقام هذه الممرضة وما قامت به انقاذ ابنتي من موت محتم، هذه الممرضة التي قامت بأداء دورها الإنساني بالإسعافات الاولية لطفلتي التي تعرضت لحادث بليغ حيث كانت والدتها تقود السيارة في جو ممطر وغائم، إلا أن جهود هذه الملاك كان لها الدور الأكبر بعد توفيق الله في إنقاذ حياة طفلتي».

وأضاف «كنت مع زوجتي نبحث عن هذه الممرضة (ملاك الرحمة) طيلة الأربع سنوات الماضية حيث وقع الحادث في يناير 2011، إلى أن أتى اليوم الذي قرأت فيه بصحيفة «الوسط» التقرير عن (المسعفون والمواقف الخالدة) وقرأت ما كتبته الممرضة فتحية التوبلاني عن الحادث وماجرى أثناء إنقاذها حياة طفلتي، حتى أيقنت ان هذا الموقف هو الموقف والحادث التي تعرضت له عائلتي فتسارعت نبضات قلبي وقمت فوراً بالاتصال بالصحيفة للوصول لهذه الممرضة التي أنقذت حياة ابنتي، حيث صادف وقت توجهها لعملها المرور بالحادث فنزلت من سيارتها وقامت بالاسعافات الاولى لحين وصول سيارة الاسعاف وبأسعافاتها بقيت ابنتي ولاسيما ان الجرح كان غائراً وكانت تنزف دماً،

حتى توصلت لهذه الممرضة عن طريق صحيفة «الوسط» وقمت بالاتصال بها مع زوجتي والسلام عليها وشكرها وقمنا بزيارتها في نفس اليوم وتقديم الشكر الجزيل، ولا أستطع ان اصف زيارتنا لها ورؤيتنا لها حيث كان الفرح والبكاء اجتمعا في وقت واحد، وأسأل الله عز وجل ان يديم الصحة والعافية لهذه الممرضة وكل الممرضات والممرضين (ملائكة الرحمة)».

ومن جهتها قالت المسعفة فتحية التوبلاني «شعور غريب ولحظات مخلوطة بالسعادة والألم للذكرى انتابتني لحظة تلقيت فيها اتصال والد الطفلة التي لم أقم لحظة وقوع الحادث إلا بواجبي تجاهها».

وأضافت «وبهذه المناسبة السعيدة أقول إلى الغالية التي انتشلتها يداي من براثن الموت إلى دار الحياة وذلك بلطف من الله وعنايته،، شكرًا لزيارتي التي جعلتني أعيش الفرحة الممزوجة بالزهو والعرفان لاستطاعتي يوما بأن أساعدك في محنة وأقوم بواجب لطالما ترددت في فعله قبل التدرب على الاسعافات الاولية، وكنت انت من انتزع ذاك التردد ليجعله قوة وجرأة تلازمني طول الحياة. فشكرا غاليتي من الأعماق وشكرا يا أبا بتول ويا أمها على كل تلك المشاعر التي غمرتموني بها».

يذكر أن «الوسط» سلطت الضوء عبر تقرير تحت عنوان مسعفون يستذكرون في اليوم العالمي للاسعافات الأولية قصصا لتجارب أنقذت أرواحا بفضل قبلة الحياة.