العدد 4751 - الأربعاء 09 سبتمبر 2015م الموافق 25 ذي القعدة 1436هـ

رحم الله المعلّم!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بالأمس قرأنا خبراً عن معلّم الرياضيات علاء رضوان محمود الذي أُصيب بأزمة قلبية، نُقل على إثرها إلى مستشفى الملك حمد، ولكنّه فارق الحياة، رحم الله هذا المعلّم وغيره من معلّمينا، وليلطف الله بهم في البحرين، فهم يجاهدون كلّ يوم وفي كل لحظة، ولا راتب أو حافز يغطّي ما يقومون به من عمل راق لأجل أبنائنا. أسترجع ذكريات عملي في مدارس البحرين، ولا أنسى عدد المعلّمات اللاتي شاهدتّهن يسقطن داخل الصفوف أو في ساحات المدراس، فالعمل مع العقول والنفوس أصعب من أي عمل آخر، فالمعلّم هو الذي يُخرّج الطبيب والجندي والمهندس، بتعبه وعناء عمله، لا يتوقّف ولا يتراجع، حتّى أنّه يأخذ عمله إلى البيت من أجل إنهائه، فعمل في النهار وعمل في الليل.

كم عدد المعلّمين الذين يعانون من الأزمات القلبية؟! هل هناك إحصائية؟! كم عدد المدرّسين الذين ينهون عملهم ويتقاعدون وتحاربهم الأمراض، سواء الجلطات أو الأزمات القلبية أو السكري والضغط؟! هم كُثر وليسوا قلّة، ولكن للأسف نحن أصبحنا في مجتمع ينظر إلى المعلّم على أنّه مهنة من لا مهنة له!

المعلّم منذ باكورة الصباح يعمل، أمّا يقف مستقبلاً الطلبة وأمّا يحضّر لدروسه ويستعد، وأمّا يتحرّك يمنة ويسرة ويتقرّب من طلبته، فيلاحظ الحزين وينتبه إلى العنيف ويساعد المنكسر، هذا هو المعلّم الذي نعرفه دوماً. حفظ الله معلّماتي، فأنا وغيري من الطالبات لا ننسى فضلهنّ علينا، فقد علّمونا بكل طاقاتهم وقدراتهم، وندعو لهم على ما وصلنا إليه من علم، ففاضلة مثل خلود المحمود أو وداد الحلواجي أو عائشة البنفزيع أو هيام توفيق أو شيخة راشد أو عائشة باقر أو فاطمة علي حسين، وغيرهنّ كثيرات دخلن حياتنا ولم يخرجن منها، أسماؤهنّ راسخة في عقولنا، وأعلم بأنّ الطالبات اللاتي كنّ معي في مدرسة الحد يقرأن المقال ويتذكّرن المواقف الجميلة من ذاك الزمن الجميل.

المعلّم المربّي هو المعلّم الذي يرتقي بمهنته، وهو المعلّم الذي يرسم الابتسامة على رغم آهاته وأحزانه وحياته اليومية، فهو يخرج من بيته في يوم جديد من أجلنا، ويترك همومه في البيت من أجلنا أيضاً، فنحن نراه كالملاك السعيد دوماً.

نعم هناك معلّم غير مربّي، وهو لا يعرف قيمة ما لديه في يده، فهو لديه صناعة العقول، وتشقى هذه الصناعة على كثير من النّاس، فالتربية داخل المدرسة لها طعم آخر غير المنزل، وقد نسمع كلام معلّماتنا قبل أن نسمع كلام أهلنا، فالعلاقة وطيدة أكثر ممّا نتوقّعها. هناك مربّية فاضلة أثّرت في حياة من حولها اسمها (فاطمة بوزبّون)، نعم الإنسانية ونعم الرقي في التعامل ونعم العمل الجاد الدؤوب، ولو كنتُ وزيرةً للتربية والتعليم، لقدّمتُ لها وساماً على ما تقوم به، فالتربية والتعليم ليس بالأمر السهل، وليس كلُّ من دخل هذا المجال يُبدع في عمله، ولكن لطالما كرّمنا الله بنخبة تكون حولنا وترسخ في عقولنا، وتحفر اسمها من دون غصب، وفاطمة بوزبّون ذلك كلّه.

فليحفظ الله معلّمينا من كلّ شر، وليبارك لهم ما يقومون به من عمل عظيم، فهم نشروا التنوير والعلم والتربية والأدب، واليوم نجدهم في أسوأ حالاتهم، ضعف وتعب وشقاء، فنحن لم نصل إلى ما وصلنا إليهم من دون سحب طاقاتهم وعطائهم. فشكراً لهم ألف شكر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4751 - الأربعاء 09 سبتمبر 2015م الموافق 25 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 4:37 م

      بوركت غاليتي

      رحم الله الله مِم جاهدوا وأفتوا أنفسهم لخدمة طلبتهم رحم الله معلما سعى ليتميز طلبته بوشاح العلم والعلياء رحم الله يدا أمسكت قلما انار الدروب رحم الله قلبا محبا وغيروا على طلبته فأنتم أنتم من ترفعون الرؤس شامخة وأنتم من تنتجون اجيالا قوية قادرة على التغلب على الصعاب عذرا فالقلم يعجز والكلمات تنتهي وتخجل ان تطبع على الورق لرسل الانسانية والسلام حفظ الله جميع المعلمين وجعلهم ذخرا لأبناىنا

    • زائر 20 | 4:24 م

      بوركت يا مريم الخير

      لو كتبت الاقلام مقالا واحدا كمقالك الراىع حول الشموع التي تحترق يوميا لتنيرالدروب لكان المعلم بالف الف خير راىعة تلك الكلمات لانها تنبض بالأحاسيس حول مربي الأجيال اسماء طالما خلدت في العقول وحفظت الذاكرة هنيىا لمعلمينا قلما طالما كتب الواقع الذي نعيشه بوركت غاليتي وبورك قلمك المعطاء وألف شكر لكل معلم ومعلمة طالما سعوا وأبدعوا وأنتجوا جيلا قادرًا على التميز

    • زائر 17 | 9:05 ص

      لسنا أشباه معلمين

      أيها الفاضل لسنا كذلك ولكنا أمام مجتمع يقلل من قيمة عطاء المعلم واحترامه شكرًا لكلامك الذي استفز قلمي لاقول لك كلمتك تلخص حال المجتمع الذي ماعدا يحترم ويقدر المعلم فبات أبناؤه يغردون بإزدراء للمعلم وتقليل من قيمته ودوره الفاعل في التربية قبل التعليم

    • زائر 13 | 3:44 ص

      شكرا لكم

      نشكر الأستاذة على طرح الموضوع والذي يعبر عن المعاناة والمشقة جراء الاعباء الكثيرة والمتزايدة على المدرسين ونأمل من الصحافة الوقوف مع المدرسين وحث المسؤولين على مراعاة المدرسين الذين يعانون من الامراض المزمنة ومساعدتهم والتخفيف عليهم .

    • زائر 15 زائر 13 | 6:40 ص

      لا يوجد معلمين

      يوجد أشباه المعلمين للأسف
      الشديد

    • زائر 18 زائر 13 | 11:59 ص

      اتذكر بس هذا المدرس التعبان

      أنا كنت طالب والحين مهندس بس موكل المدرسين زينين فيه مدرس ومطرب في نفس الوقت كان يدرسنا رسم اكلنا منه ضرب مايشيله حمار ومستحيل ان ينجو منه اي طالب يدرسه لانه ببساطة لا زم كل أسبوع يوقف الصف كامل ويضربهم على الأقل كل ايد لشطة الحمدلله افتكينا منه اخيراً

    • زائر 19 زائر 13 | 3:46 م

      السلام

      انزين يا مهندس لو اتشوف هذا المدرس الي يضربكم اتعيد ليه الضرب لو اتخليه يولي

    • زائر 10 | 2:50 ص

      انا لو اموت من الجوع ما اعمل مدرس او محامي

      لا بعد ازيدك من الشعر بيت في معلمين يتقاعدون وتصيبهم الأمراض وكلامك صحيح ولكن ليس بسبب الطلاب ومشاكساتهم وتعب التدريس وأنما السبب الرئيس هو مدير المدرسة اذا كان متغطرس وطائفي

    • زائر 12 زائر 10 | 3:42 ص

      المدراء اينهم

      مدير الأمس تربوي ناجح/يتلقى الطلاب على بوابة المدرسه بابتسامة الصباح ت ويصافح المدرس ويصبح بالمسخدين//............ خراب المدرسه لايهم من التربية شيئ/حوافز الوزاره كل سنه تشجع عملية التعليم لايعرف توزيعها فيرجعها/لعدم ثقته بالمعلمين

    • زائر 8 | 2:05 ص

      نداء استغاثة الى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد

      نلتمس من سموكم إصدار مرسوم حل وتصفية هيئة المؤهلات وضمان الجودة لانها عبء كبير على الموازنة العامة وتسببت في تحطيم نفسيات المعلمين بتقاريرها الغير موضوعية مما أدى هجرة الكثير من المعلمين المهنة الى التقاعد المبكر

    • زائر 7 | 2:00 ص

      التقاعد هو الحل

      سوف اقدم طلب للتقاعد المبكر انشاء الله، بسنا هموم

    • زائر 6 | 1:42 ص

      لا ولن ننسى

      التحريض الذي تم تجاه المعليمن في فترة الرعب وقد تناسوا فضل هؤلاء المعلمين والمعلمات في لحظه حقد وطيش فدمروا مستقبل اغلب المدرسن البحارنه مما ساهم في عمليه الايقاف وقطع الراتب ومازال المدرسين والمدرسات البحارنه محرومين من الترقيات والحوافز وبالذات في هذه الوزارة الطائفيه بامثياز
      هذه الوزارة تناست سنين المكابده والتاريخ المشرف لاغلب هؤلاء التربويين وهمشتهم وجعلت اغلبهم يتقاعدون غير نادمين بسبب التهميش وتقديم الاجنبي
      على ابن البلد بلد رايحه وطي

    • زائر 5 | 1:14 ص

      شكر وتقدير

      صباح الورد
      نسمة باردة أسعدت يومي
      كلماتك المعبرة عن تلك الأيام الأجمل في ربيع عمري وقمة عطائي لم يكن لها طعم لولا وجود أمثالك ممن يتميزون بالذكاء والمثابرة ودماثة الأخلاق وكوكبة من الزميلات يشهد لهم الداني والقاصي بالإخلاص والتفاني لم اتذكر وقتها اني الشيعية الوحيدة تقريباً في نسيج سني
      كنا منصهرين في بوتقة العمل والمحبة
      تجمعنا الأخوة بعيداً عن الطائفية
      في ذاك الزمن الجميل
      ألف شكر يا أعز ناسي
      وداد الحلواجي ( ام حمد )

    • زائر 14 زائر 5 | 4:42 ص

      كلمات رائعة

      كلمات رائعة من إنسانة راقية

    • زائر 4 | 12:52 ص

      قم ..

      للمعلم وفه التبجيلا هذا أول يوم كنا نخاف من المدرس داخل المدرسة وبره وحتى المدرس كان يعتبر نفسه رسولا للعلم والفضيلة أما الآن تغيرت الأحوال ولكن يبقى المعلم محل تقدير واحترام والطلاب أمانة في أعناق المدرس .

    • زائر 3 | 11:10 م

      الخير نعمة

      اللهم احفظ معلمينا ومعلماتنا من كل شر او مكروة وبارك الى جميع الابناء بتوفيق في الدراسة واللهم ارحم كل انسان يخدم المجتمع في البشري في الحياة ورحم اللة المعلم

    • زائر 2 | 10:04 م

      قم للمعلم

      قم للمعلم وفه التبجيلا كاد كاد المعلم ان يكون قتيلا
      أرأيت اخس او اذل من الذي يبني انفس و عقولا

    • زائر 11 زائر 2 | 3:13 ص

      ماهو بالخسيس !

      قد يُذَلّ المعلم في أرض لا تقدر العلم و تبني للجهل ناطحات سحاب ، و لكنّ المعلّم الحقّ ليس بالخسيس ، ومن يقول ذا هو الأخسَ الأرذل .

    • زائر 16 زائر 2 | 8:09 ص

      رحمك الله يأستاذ علاء

      لقد كنت يا أستاذ علاء رضوان مثالا طيبا في الإخلاص والتفاني في عملك التربوي، فلنا معك ذكريات جميلة في مدرسة عالي الإعدادية للبنين ، قبل 10 سنوات ،رحمك الله وأسكنك الفسيح من جنته وألهم ذويك وأحبتك في جمهورية مصر العربية الصبر والسلوان

    • زائر 1 | 10:00 م

      اخخخ

      خل يسمعونج اللي كل ما اشتكينا الهم
      قالوا مرتباتكم
      انا صار لي 15 سنة
      بالتمديد وصل راتبي الف وجم ربيه
      بذمتكم
      هذا راتب معلم عقب 15 سنة خدمه
      الحمد لله رب العالمين
      وأولياء الأمور لي مايعجبهم العجب
      والاداره
      والوزارة
      والطالبات
      لو ما الحاجه ماقعدنا

    • زائر 9 زائر 1 | 2:34 ص

      أتفق معك

      أمضيت أكثر من 21 سنة في التدريس والراتب 1056 دينار ،، تخيلوا بعد 21 سنة من الأعمال الشاقة!!!!الحمد لله على كل حال

اقرأ ايضاً