قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد اليوم الأربعاء (9 سبتمبر/ أيلول 2015) إن تدهور الوضع الأمني في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية حيث انهار وقف اطلاق النار بين الحكومة والمسلحين الأكراد سيجعل من الصعب إجراء الانتخابات المزمعة في أول نوفمبر /تشرين الثاني.
وتندلع اشتباكات يومية تقريباً في جنوب شرق تركيا بين مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور وقوات الأمن منذ يوليو تموز.
وأدى الصراع إلى انهيار عملية السلام التي بدأها الرئيس رجب طيب إردوغان عام 2012 لانهاء التمرد الذي أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل خلال ثلاثة عقود.
وقال وزير المالية التركي محمد شيمشك ان الاضطراب السياسي يمثل أكبر خطر على الاقتصاد وهو اعتراف نادر من جانب حزب العدالة والتنمية الحاكم بأن الوضع السياسي يمكن ان يعرقل على نحو أكبر النمو الاقتصادي في تركيا.
واحتدم الصراع قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية التي يأمل حزب العدالة والتنمية أن يسترد خلالها الأغلبية التي كان يتمتع بها في البرلمان مما يتيح لاردوغان تفويضا بسلطات رئاسية أقوى. غير ان استطلاعات الرأي تشير الى ان حصول الحزب على أغلبية مطلقة أمر غير مرجح.
وهاجمت حشود من القوميين أمس الثلاثاء مكتب صحيفة في اسطنبول ومقر حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للاكراد في أنقرة. وأذاع الحزب لقطات فيديو لأحد مكاتبه وهي تحترق.
وقال صلاح الدين دمرداش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في مؤتمر صحفي في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا "في ضوء الوضع الأمني في المنطقة أصبح إجراء انتخابات أمرا مستحيلا.
"نريد أن تجري الانتخابات ولا نقول إنه لا يمكن إجراء انتخابات ولكننا نريد أن تتحسن الأوضاع في المنطقة حتى تجري الانتخابات."
وقال مكتب الادعاء في ديار بكر في وقت متأخر اليوم الأربعاء إن التحقيقات بدأت في تصريحات دمرداش على أساس أنها تسيء للدولة التركية وتحرض على الجريمة وتسيء للرئيس وإنها دعاية للإرهابيين.
وأضاف أنه تم تقديم طلب لرفع الحصانة التي يتمتع بها دمرداش لأنه عضو في البرلمان.
ونفذت أكثر من 40 طائرة حربية ضربات جوية على أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني هذا الاسبوع في شمال العراق حيث توجد قواعد له ردا على مقتل 16 جنديا يوم الاحد قرب الحدود العراقية في أكثر الهجمات دموية التي ينفذها حزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف اطلاق النار.
وقال مصدر أمني لرويترز ان أحدث هذه الضربات الجوية نفذت أمس الثلاثاء في اقليم داجليجا بجنوب شرق تركيا القريب من الحدود العراقية والايرانية.
وقتل أكثر من 100 فرد من قوات الامن التركية منذ تجدد الصراع في يوليو تموز استنادا الى معلومات من مسؤولين حكوميين ومصادر أمنية.
وقال إردوغان ان نحو 2000 متشدد من حزب العمال الكردستاني قتلوا.
وبدأ حزب العمال الكردستاني -الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية- حملته الانفصالية في عام 1984.
وفي اسطنبول اعتقلت قوات الأمن 93 شخصا بعد الدمار الذي لحق بعدة ممتلكات أثناء احتجاجات القوميين في الليلة الماضية. ومن بين المباني التي هوجمت مقر صحيفة حريت واسعة الانتشار.