أطلقت جامعة الخليج العربي في مقرها بالمنامة مساء اليوم الأربعاء (9 سبتمبر/ أيلول 2015) بالشراكة مع معهد كارولينسكا السويدي، مشروع الأبحاث الإكلينيكية لمرضى فقر الدم المنجلي "السكلر"، الذي من المؤمل أن يتوصل إلى نتائج متقدمة حول فاعلية دواء جديد سيسهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن مرضى "السكلر".
حفل التدشين تم بحضور وزير الصحة صادق الشهابي، والوكيل المساعد لشؤون المراكز الصحية بوزارة الصحة مريم الجلاهمة، و الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية بهاء فتيحة، وجمع من المسؤولين والأطباء الاستشاريين في وزارة الصحة، وعدد من ممثلي هيئات المجتمع المدني المهتمة بعلاج مرض "السكلر".
وأكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد بن عبد الرحمن العوهلي أثناء الحفل أن جامعة الخليج العربي تتبنى هذا المشروع انطلاقاً من دورها في التصدي للقضايا الصحية والإستراتيجية في دول مجلس التعاون، من خلال الدور المتنامي الذي يلعبه مركز الأبحاث السريرية في جامعة الخليج العربي، بالتناغم مع مدينة الملك عبدالله الطبية التي ستكون حاضنة إستراتيجية على المستوى الإقليمي في مجال الأبحاث والعلوم الطبية التي تشكل تحدياً لمجتمع الخليج العربي.
موضحاً أن التعاون القائم بين وزارات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين في دول التعاون، وجامعة الخليج العربي كمؤسسة أكاديمية وبحثية تسعى للتصدي للقضايا الإستراتيجية التي تواجه مجتمع الخليج العربي كالأمراض النادرة، ومؤسسات المجتمع المدني والتي تعد جمعية مرضى "السكلر" احد أوجهها لما تقدمه من دور كبير في توعية المرضى، من شأنه أن يؤتي نتائج إيجابية فيما يتعلق بتطوير العلاج لهذا المرض العضال.
إلى ذلك عقد الفريق البحثي للمشروع بالتعاون مع معهد كارولينسكا السويدي، لقاء تعريفي لإطلاق المرحلة الأولى من المشروع، واستعراض خصوصياته ومتطلبات التطوع فيه، والنتائج المنتظرة منه، بمشاركة خبير الأمراض الوراثية الأستاذ الدكتور بارت بيدمونت من المستشفى الجامعي في أمستردام، ونخبة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين في أمراض الدم الوراثية في وزارة الصحة البحرينية بالإضافة إلى مجموعة من مرضى السكلر.
وخلال اللقاء تناول الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، والامين العام للمجلس الأعلى للصحة بهاء الدين فتيحة، أثر الأبحاث الإكلينيكية على تطور مستوى الخدمات الصحية في مملكة البحرين مشيراً إلى أن مملكة البحرين وباقي دول الخليج سعت منذ 25 عاماً للتوصل إلى علاج لهذا المرض، لذا فإن هذا المشروع يعتبر أول خطوة على الطريق.
ثم تناولت رئيس مجلس إدارة مركز أمراض الدم الوراثية بوزارة الصحة رجاء حسن يوسف، أوجه التعاون القائم بين مركز أمراض الدم الوراثية بوزارة الصحة، ومركز الأبحاث الإكلينكية في جامعة الخليج العربي لإنجاح هذا المشروع.
من جانبه أوضح مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية في جامعة الخليج العربي عادل مذكور أن مرض السكلر يعد من أمراض الدم المستعصية التي لا يوجد لها علاجات قاطعة أو أدوية فعالة، رغم التطورات في التكنولوجيا الطبية الحديثة، وهو الأمر الذي تسعى الجامعة لدراسته لبحث مدى فاعلية الحلول البديلة، خصوصا بعدما نجح باحثون من معهد كارولينسكا، بمعية أطباء هولنديون وأمريكيون في تطوير دواء جديد يمنع خلايا السكلر من الإلتصاق ببعضها، والذي يعتبر السبب المؤدي إلى انسداد الشرايين، مما يترتب على الانسداد آلام حادة ومضاعفات لمرضى السكلر تصل إلى حد الوفاة.
وقال خبير الأمراض الوراثية في مستشفى أمستردام البروفيسور بارت بيدمونت إن الدواء الجديد الذي تشرف على إنتاجه وتجربة فاعليته شركة سويدية تابعة لمعهد (كارولينسكا) للأبحاث الطبية يعمل على تفكيك تجلطات الدم في الشرايين، ليعود جريان الدم بشكل طبيعي، مما يخفف آلام المريض، ويقلص مدة النوبة، ويخفض جرعات العلاج، وبالتالي يقلل زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما ويساعد على تفادي إلادمان على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة مثل المورفين.
وفي غضون التجربة البحثية للدواء الجديد، سيشرف مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي على تسيير المشروع بالتعاون مع الأخصائيين بوزارة الصحة ومركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي، إذ يضم المشروع أخصائيين من 4 دول في العالم هي هولندا وتركيا، البحرين ولبنان، وفي حالة ثبات سلامة و فاعلية هذا الدواء في تخفيف آلام المريض و أعراضه سيتم الانتقال إلى المراحل المقبلة اللازمة في إطار تطويره والتمهيد لإنتاجه وطرحه في الأسواق.
ورجح مذكور ان يستغرق المشروع سنة كاملة لإتمام البحث، ومن المتوقع الحصول على النتائج العلمية في نهاية العام 2016، ومن المنتظر أن تتشارك جامعة الخليج العربي مع مجمع السلمانية الطبي في إجراء المزيد من التجارب على هذا الدواء في حالة الحصول على نتائج إيجابية، إذ ستقدم نتائج البحث إلى المفوضية الاوروبية للصحة العامة وإدارة الأغذية والأدوية العالمية، لاعتماد هذا الـدواء بعد الانتهاء من التجارب.
هذا، وتمضي الجامعة في تنظيم الورش المتخصصة في أخلاقيات الأبحاث الإكلينيكية والحفاظ على حقوق المريض المتطوع في إجراء الأبحاث، لوضع ضوابط وآليات تحمي حقوق المرضى المتطوعين في إجراء البحوث الإكلينيكية، وقد كان الاهتمام بالبحث العلمي أحد أهم أسباب استحقاق الجامعة مراتب متقدمة على المستويين العربي والإقليمي.