يقول المثل الانجليزي "نكهة طعام قليل واستقبال حار يصنعان وليمة سعيدة"، أما في جناح البحرين بمعرض اكسبو ميلانو فيمكنك أن تجد الكثير من نكهات الأطعمة البحرينية الأصيلة، هذا بالإضافة إلى كرم ضيافة واستقبال أكثر من رائع أشاد به كل من زار جناح البحرين في المعرض، فبمجرد أن تطأ قدماك جناح البحرين ستستنشق روائح المأكولات البحرينية التقليدية، لتنتقل بك إلى الماضي الجميل، من خلال تقديم أطباق تقليدية بسيطة ولكنها مليئة بالنكهة.
وتحكي سفيرة جناح البحرين بمعرض اكسبو ميلانو والمسئولة عن المأكولات البحرينية المقدمة في الجناح ناريس قمبر لـ"بنا"،عن تجربتها في المعرض ،لافتة إلى أنها في بداية الأمر كنت قلقة ومتخوفة من خوض تلك التجربة، قائلة أنها مسئولية كبيرة أن تمثل مملكة البحرين في الخارج ويجب أن تكون على قدر تلك المسئولية بالإضافة إلى أن إعداد أصناف طعام بحريني تقليدي يتطلب فريق عمل وتدريب وأيضا مكونات ومقادير للطبخ، مشيرة الى أن كل هذه الأمور كانت تمثل تحديا لها في ظل قيامها بها في بلد أجنبي مثل ايطاليا تختلف في اللغة والعادات وأيضا في أصناف الطعام.
وتتابع ناريس قائلة "أخذت الأمر كتحدي وقبلت المهمة، وتمنيت ان استطيع تقديم شيء جيد استطيع من خلاله رفع اسم البحرين في هذا المحفل الدولي، وقمت باختيار قائمة الطعام، وكنا حريصين على أن تكون أصناف الطعام التي سنقدمها تتناسب مع شعار "الاسكبو" وهو "تغذية الكوكب طاقة من اجل الحياة"، وفكرته الأساسية المعتمدة على التغذية والزراعة وإيجاد بدائل للطاقة في العالم فلم يكن هدفنا الأساسي هو تقديم أكلات بحرينية فقط.
وتستطرد ناريس قمبر حديثها قائلة أن الجناح البحريني في "اكسبو ميلانو" من الأجنحة القليلة التي ركزت على فكرة وشعار "الاكسبو" على عكس بعض الأجنحة الأخرى التي ركزت على جوانب سياحية، فظهر جناح البحرين وكأنه مشهد طبيعي مستمر به تقاطع في المساحات التي يغلب عليها الحدائق والأشجار البحرينية من نخيل وتين ولوز وليمون وبرتقال، فلدينا في جناح البحرين عشر أنواع من أشجار الفاكهة البحرينية، واستوحينا معظم وصفات الطعام المقدم من هذه الأشجار.
واضافت "حرصنا على تصميم قائمة الطعام بان تحتوي على أكلات مغذية ووصفات بحرينية أصيلة وأيضا أكلات خليط من الطبخ البحريني والايطالي، وكانت مهمتي الأساسية هي تعليم وتدريب الطهاة الايطاليين على وصفات الأكلات البحرينية ومن ثم تقديمها بشكل عصري وأيضا إعطاؤهم فكرة عن تاريخ كل وصفة من تلك الأكلات".
وأردفت قائلة "اخترت في قائمة الطعام أنواعا من الأكلات البحرينية التقليدية مثل المضروبة والهريس وهي من القديمة، بالإضافة إلى أننا قمنا بعمل عدد كبير من السلطات التي استعنا فيها بثمار الأشجار التي لدينا واستخدامنا التمر والتين في السلطات والحلوى والأيس كريم وكيكة التمر بالقهوة، هذا بالإضافة إلى "الرنقينة" التي فازت كأفضل حلوى في "الاكسبو" على مستوى 148 دولة، وكانت من أفضل عشر أطباق على مستوى "الاكسبو".
ووصفت سفيرة جناح البحرين بمعرض اكسبو ميلانو العمل مع الطهاة الايطاليين بأنها متعة كبيرة، لافتة إلى انه في البداية بعض الطهاة تقبل الأكل البحريني والبعض الأخر أبدى استغرابه منه نظرا لاختلافه عن الأكل الغربي حيث يتم استخدام الكثير من التوابل والبهارات في وصفاتنا وهو أمر لم يعتادوا عليه، ولكن في النهاية أصبحت الأصناف البحرينية محل إعجاب جميع الطهاة وأيضا الزائرين، لدرجة انه تم استضافتي في برنامج طبخ ايطالي وطهوت لهم البلاليط البحرينية وأعجبوا بها كثيرا، لدرجة انه تم دعوتي مرة أخرى في نفس البرنامج لتسجيل حلقتين إضافيتين لتقديم مأكولات بحرينية أخرى.
وأشارت ناريس قمبر إلى إشادة الجميع بالجناح البحريني الذي وصفوه بالمتكامل، لافتة إلى أن المطعم الموجود في الجناح كان من أفضل عشر مساحات لمطابخ الأكل على مستوى المعرض، هذا بالإضافة إلى التركيز الكبير على هندسة الجناح البحريني نفسه والذي لقي أيضا إطراء كبيرا من الزائرين وإشادة الصحف العالمية به، مضيفة أن جناح البحرين يعتبر الوحيد الذي به مزروعات طبيعية حيث أن نصف مساحة المعرض تقريبا تمثل زرع طبيعي.
وذكرت أن بساطة الجناح ورقيه في نفس الوقت منحه جمالا وطابعا مختلفا عن باقي الأجنحة في المعرض، مضيفة انه يوجد بالجناح أيضا قسم تم تخصيصه كمتحف وتم وضع الأدوات الأثرية الزراعية التي كانت تستعمل قديما.
وتروي سفيرة جناح البحرين بمعرض اكسبو ميلانو والمسئولة عن المأكولات البحرينية ناريس قمبر إحدى المواقف الطريفة التي حدثت لها خلال فترة المعرض قائلة "في بداية افتتاح الاكسبو كانت تتردد علينا سيدة أمريكية يوميا لعدة أيام متلاحقة بالرغم من صعوبة هذا الأمر، فنحن في فصل الصيف ومعرض اكسبو يقع على مساحة كبيرة جدا وليس من المعهود أن يقوم الزائرين بزيارة نفس الجناح أكثر من مرة، ولكن هذه السيدة كانت تصر على المجيء يوميا وتتذوق كل المأكولات والمشروبات التي نقدمها، وفي احد الأيام طلبت تلك السيدة مقابلتي وبالفعل تحدثت معها وأعربت لي عن إعجابها بالمأكولات وتساءلت عن البحرين وتاريخها، واكتشفت أنها أمريكية تعيش في ايطاليا وتكتب مقالات في مجلة أمريكية، وأنها تريد أن تكتب عن التجربة البحرينية في اكسبو ميلانو".
وتقول ناريس قمبر "محنتا فرصة المشاركة في جناح البحرين باسكبو ميلانو أن نصحح الصورة المغلوطة التي ينقلها الإعلام الغربي عن البحرين في الخارج، لدرجة أن العديد من الزائرين أكدوا لنا رغبتهم في زيارة البحرين والتعرف عليها أكثر وأنهم أحبوا طعامنا وأسلوبنا في التعامل معهم وحسن الضيافة الذي وجدوه عندنا".