التقت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة بوزيرة الثقافة الفرنسية فلير بيليرين في مكتبها بوزارة الثقافة في باريس، وذلك أثناء زيارة لها للعاصمة الفرنسية، حيث حضرت أمس الثلثاء (8 سبتمبر/ أيلول 2015) افتتاح معرض "أوزوريس مصر وكنوزها المغمورة" في معهد العالم العربي بحضور فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وشاركت في احتفالية دعم ترميم قصر فرساي التاريخي.
هذا وتبادلت الشيخة ميّ ووزيرة الثقافة الفرنسيّة الحديث حول مستجدّات الساحة الثقافيّة العالمية، مؤكدة على الدور الهام الذي تؤديه فرنسا، وقيمة النتاج الثقافي الذي رفدت به الثقافة الفرنسية العالم، في مجالات عدّة، كما أشادت بالصلة التي ربطت ولاتزال الثقافة العربية بنظيرتها الفرنسية، على أساس التبادل والتنوّع، مبينة أن الثقافة هي الجسر الذي لا يخطئ طريقه نحو جوهر الإنسانية، والذي يمكن من خلاله تحقيق التواصل المرجو بين الشعوب.
وشكرت وزيرة الثقافة الفرنسية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لزيارتها، متشاركة وإياها رؤيتها حول قيم الثقافة والإنسانية، ومشيدة بالتعاون الثقافيّ البحريني الفرنسي، وقيمته في تحقيق التواصل والتنوع والتقدم الإنسانيّ.
يذكر أنّ العلاقات الرسمية بين مملكة البحرين وجمهورية فرنسا قد بدأت عام 1942 أما التبادل الثقافي بين البلدين فله تجلّيات عدّة من بينها عام 1921 إبّان زيارة المصمم الفرنسي العالمي "جاك كارتييه" للبحرين بحثاً عن جودة اللؤلؤ البحرينيّ.
كما أدت بعثات التنقيب الفرنسية التي نحتفي بسنتها السابعة والثلاثين حالياً، دورًا كبيرًا في كشف الكنوز الحضارية للحقب التاريخية المتعاقبة على المملكة في موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
ويعد إنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بعد موافقة المجلس التنفيذي لليونيسكو في باريس وقبوله الاعتراف بالمركز كفئة ثانية تحت رعايتها في 2009م كي يكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، ثمرة من ثمرات التبادل الثقافي بين مملكة البحرين وعاصمة النور.
في باريس أيضاً، أعلنت المنامة عبر مؤتمر صحفي في معهد العالم العربي فوزها بلقب عاصمة الثقافة العربية لعام 2012، المعهد الذي يربطه بالمملكة علاقة وطيدة تجسّدت عبر تعاون ثنائي سيشهد مطلع عام 2016 ثماراً تزيد من هذه الروابط إذ تقوم كلٌ من هيئة البحرين للثقافة والآثار ومعهد العالم العربي بتنظيم مؤتمرٍ ، الأول من نوعه في العالم العربي ،على أرض المملكة حول "الاستثمار في الثقافة". كما أن للبحرين حضوراً في أرجاء معهد العالم العربي في قلب العاصمة الفرنسية على أساس فعل التعاون المشترك، ومن بين هذه المناسبات معرضا (حضارة البحرين) و(لآلئ البحرين) اللذان أقيما عام 1999م، بالإضافة لعرض قطع أثرية للحقبة الإسلامية تُعرض حالياً ضمن الجناح الخليجي للمعهد بموجب اتفاقية عام 2010 بين الطرفين والتي تجدد دورياً.
أما المسرح الوطني الذي يستضيف أهم العروض العالمية، فاستقبل على خشبته عروضا فرنسية نذكر منها، وبالتعاون مع مهرجان "إكس أن بروفانس" الفرنسي، أوبرا "عرس الفيغارو" الشهيرة، حيث أقيم عرضان متتاليان، وحفل موسيقى كلاسيكية لفرقة ماهلر للأوركسترا حمل اسم "سحر موزارت".