تحطم الملكة إليزابيث الثانية اليوم الأربعاء (9 سبتمبر/ أيلول 2015) الرقم القياسي لأطول فترة حكم للتاج البريطاني الذي كانت قد سجلته قريبتها الملكة فيكتوريا التي حكمت 63 عاما وسبعة أشهر ويومين. وتولت الملكة البريطانية العرش في 8 فبراير/ شباط 1952 بعد وفاة والدها الملك جورج الخامس، لتصبح اليوم عميدة ملوك العالم وأكبرهم سنا إذ تجاوزت الـ 89 عاما. ويبدو أنها لا تنوي التنحي بتاتا عن العرش لابنها البكر الأمير تشالز، كونها أقسمت أن «تخدم بلادها مدى الحياة»، وذلك حبما نشرته صحيفة "الأنباء الكويتية" اليوم الأربعاء).

وقد أصبح نجلها البكر ايضا صاحب رقم قياسي في طول ولاية العهد، حيث يحمل الأمير تشالز هذا اللقب منذ كان في سن الثالثة وقد تجاوز الآن السادسة والستين.

وفي مزيد من التفاصيل ساهمت فترة الحكم الطويلة للملكة اليزابيث الثانية في منح بريطانيا صورة مستقرة في مرحلة تشهد تقلبات كبيرة في عدة دول في العالم، الا ان ذلك يعني ايضا ان النظام الملكي يشيخ.

فالملكة إليزابيث الثانية البالغة 89 عاما ستحطم اليوم الرقم القياسي لسالفتها فيكتوريا التي حكمت 63 عاما وسبعة اشهر ويومين. وهي لا تنوي بتاتا التنحي عن العرش لصالح ابنها البكر الامير تشالز.

ففي سن السادسة والستين يحمل الامير تشالز هو ايضا رقما قياسيا وطنيا في طول ولاية العهد إذ انه يحمل هذا اللقب منذ كان في سن الثالثة.

ويحتل الامير وليام المرتبة الثانية في ترتيب خلافة العرش وهو يتمتع بشعبية كبيرة لم تتراجع منذ زواجه من كيت ميدلتون العام 2011 في مراسم باذخة.

أما في المرتبة الثالثة فيأتي الامير جورج الابن البكر لوليام وكايت الذي ولد في يوليو 2013. وتحتل طفلتهما الثانية وهي الاميرة شارلوت التي ولدت في مايو الماضي المرتبة الرابعة.

ويرى المعلق الخبير في الشؤون الملكية روبرت جوبسون ردا على اسئلة وكالة فرانس برس انه «من غير المرجح ان تعتلي» الاميرة شارلوت العرش يوما.

وقال الخبير الدستوري روبرت هايزل عند ودلاة جورج «في حال عاشت الملكة مثل والدتها التي توفيت عن 101 سنة فان الامير تشالز سيكون في سن الثمانين تقريبا عندما سيعتلي العرش».

ويرى بوب موريس من جامعة «يونيفيرستي كوليدج لندن» أنه «في حال عاش امير ويلز (تشالز) بدوره عمرا مديدا فإن الامير وليام سيكون متقدما في السن نسبيا عندما سيعتلي العرش. سنجد انفسنا عالقين مع ملوك مسنين لفترة من الزمن».

الا ان اندرو غيمسن صاحب كتاب صدر في أغسطس حول ملوك بريطانيا منذ العام 1066 فيخفف من وطأة ذلك قائلا: «لا أظن ان الملوك المسنين يشكلون خطرا».

ويمضي قائلا: «المجتمع بشكل عام يتقدم بالسن ونحن جميعا نعيش لسنوات أطول لذا من الطبيعي ان يكون الملك مسنا وله خبرة طويلة».

وهذا الاستنتاج يتلاقى مع الرسالة التي حرص قصر باكينغهام على تمريرها من خلال تشديده على ايجابيات استمرارية إليزابيث الثانية ضامنة الاستقرار.

ويقول بوب موريس ان الملكة أقسمت ان «تخدم بلادها مدى الحياة» و «التنحي غير مرجح»، معربا بذلك عن رأي تجمع عليه غالبية الخبراء بالشؤون الملكية.

وتواصل الملكة التي تتمتع بصحة ممتازة نشاطاتها، إلا ان جدول أعمالها الرسمي وبرنامج زوجها الامير فيليب (94 عاما) قد خفف تدريجيا.

وباتت بعض الصحف تتحدث عن عملية انتقالية هادئة وحتى عن وصاية على العرش.

ويرى روبرت جوبسون ان البابا بنديكتوس السادس عشر وملك اسبانيا خوان كارلوس تقاعدا في وقت لم يكن احد يتوقع تلك الخطوة.

وفي الوقت الراهن يقلد تشالز الاوسمة ويلقي خطبا، إلا ان ذلك «لا يجعل منه وصيا على العرش. لا يمكنه الحلول مكانها» على ما يؤكد الخبير.

أما الشائعة التي تفيد بأن وليام الذي يتمتع بشعبية اكبر من والده سيحل مكانه لإضفاء طابع شبابي على النظام الملكي فيعتبرها جوبسون غير واقعية.