نفت وزارة الخارجية الروسية مزاعم نشرتها وسائل إعلام عن تعديل موسكو لموقفها من الأزمة السورية ومستقبل الرئيس بشار الأسد، وذلك بحسب ما نقلت قناة "روسيا اليوم" عن المتحدثة باسم الوزارة.

ووصفت الناطقة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا في تصريحات صحفية أمس الإثنين (7 سبتمبر/أيلول 2015) التقارير الإعلامية التي تحدثت عن توصل موسكو إلى اتفاق مع واشنطن والرياض بشأن الإطاحة بالأسد، بأنها أوهام ومعلومات مزورة.

وتابعت الدبلوماسية الروسية قولها أن بعض الأوساط السياسية في الغرب تبدو عاجزة تماماً عن استخلاص العبر من أخطائها، على رغم أن العواقب المأساوية لتلك الأخطاء تتجلى أكثر يوماً بعد يوم بالنسبة للأوروبيين أنفسهم.

وأردفت: "لقد أدى التدخل الفظ في شؤون دول الشرق الأوسط إلى ظهور منطقة عدم استقرار تحد القارة الأوروبية مباشرة، مع تنامي خطر الإرهاب والتطرف أضعافا".

وأشارت إلى أن آلاف اللاجئين من الدول التي تعرضت لاختبارات أجراها الغرب في سياق "هندسته الاجتماعية"، وبالدرجة الأولى ، في سورية وليبيا والعراق واليمن وأفغانستان، يدقون أبواب الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: "على رغم ذلك، لا يسارع بعض السياسيين الغربيين إلى تعديل خططهم التي اتضحت أنها قصيرة النظر، والتي أدت إلى نشوب كل هذه القضايا"، بل يصرون على تطبيق مقارباتهم الفاشلة، وهو أمر قد يؤدي إلى ظهور تحديات أخطر وقضايا جديدة تحمل طابعاً عالمياً.

واعتبرت زاخاروفا أن هناك من يحاول جر روسيا إلى هذه الحملة الفاشلة عن طريق نشر أخبار ملفقة ومعلومات مزورة، يبدو أنها تستهدف تحميل روسيا جزءاً من المسئولية عن مأساة منطقة الشرق الأوسط والخطر الذي بات يهدد الأمن الأوروبي والعالمي.

وشدد قائلة: "إننا لا ننخرط في أية هندسة اجتماعية، ولا نعين رؤساء في دول أجنبية، ولا نقيل أحداً منها في إطار تأمر مع طرف ما".

وأكدت أن ذلك "يخص سورية والدول الأخرى في المنطقة، التي تستطيع شعوبها تقرير مصيرها بنفسها". وأكدت زاخاروف أن بلادها لا تزال متمسكة تمسكاً متواصلاً بالتطبيق غير المشروط لبيان جنيف الخاص بسورية في 30 يونيو/حزيران 2012، وهي ملتزمة بأحكام ومبادئ القانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول، مشيرة إلى رغبة موسكو في أن يتمسك جميع شركائها بنفس المبادئ.