انطلقت في جامعة البحرين النسخة الجديدة من برنامج الدراسات العليا في تطوير الممارسة الأكاديمية (PCAP) حيث انتظمت يوم أمس الأحد ( 6 سبتمبر/ أيلول 2015) الدفعة الثالثة من الأساتذة الذين انضموا للبرنامج في نسخته الثالثة منذ استقلال الجامعة بتقديمه، والتاسعة منذ تدشينه بالتعاون مع الجامعة البريطانية جامعة يورك سانت جون البريطانية.
وبهذه المناسبة قال رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد جناحي: "إن البرنامج الجديد الذي انطلق بداية الأسبوع نال الاعتماد من أكاديمية التعليم العالي البريطانية منذ ثلاث سنوات، وذلك بعد أن أثبت فريق جامعة البحرين الذي يقدمه، جدارته"، مؤكداً أن "استمرار الجامعة في طرحه سنة بعد سنة يعزز البرنامج ومحتواه والثقة فيه سواء داخل الجامعة أم خارجها".
وأضاف جناحي أنه انتظم 11 أستاذاً من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة في الدفعة الجديدة للبرنامج، لافتاً إلى أن برنامج الممارسات الأكاديمية يهدف إلى إكساب أعضاء هيئة التدريس المعرفة والمهارات التي تيسر عمليتي التعليم والتعلم، وذلك بتدريبهم على أحدث الأساليب والإستراتيجيات في مجالي التدريس والتقويم الجامع".
وأكد جناحي أن الجامعة مستمرة في عملية تطوير أعضاء هيئة التدريس، التي تعد حلقة مهمة ضمن حلقات التطوير والتحديث الشامل الذي تقوم به الجامعة لتحسين أدائها والارتقاء بمستواها ومخرجاتها، وأن هذا التوجه يماشي الخطة الاستراتيجية للجامعة والتي وضعت جودة التعليم والتعلم على رأس أولوياتها.
وكانت جامعة البحرين قد وقعت اتفاقاً بشأن البرنامج أول مرة مع جامعة يورك سانت جون في العام 2006، يقضي بأن تنتظم مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الدراسة جزئياً في البرنامج، وجددت العمل بالاتفاق بعد نجاح التجربة تباعاً، ثم استقلت الجامعة بتدريسه في العام قبل الماضي 2013.
ويقدم البرنامج، الذي يشرف عليه مكتب نائب رئيس الجامعة للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا، حصصاً مكثفة مدتها أسبوعاً في بداية كل فصل دراسي وفي منتصف الفصل، وتتخللها جلسات نقاش واجتماعات مع المشرفين، بالإضافة إلى تأدية فروض وبحوث إلكترونياً.
وترأس اللجنة المعنية بتقديم البرنامج وتنظيمه منسقة برنامج تطوير الممارسة الأكاديمية رئيس قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية في كلية الهندسة بالجامعة سناء المنصوري.
وقالت المنصوري: "إن البرنامج يتطلع حالياً للمضي قدماً بتهيئة المزيد من الكوادر القادرة على تقديمه وإدارته، ولذلك نأمل أن نزيد من عدد المشرفين فيه".
وأوضحت إن الأساتذة الجدد في الدفعة من عدة كليات، هي: تقنية المعلومات، وكلية العلوم الصحية، وكلية الآداب، وكلية العلوم، وكلية التعليم التطبيقي، وكلية الحقوق، وهذا التنوع أمر جيد لأن الدراسين سيعملون بصورة أو أخرى على نقل تجاربهم لزملائهم في الكليات.
وفي اليوم الأول استعرضت عضوتا هيئة التدريس في الجامعة؛ أستاذة التربية في كلية البحرين للمعلمين معصومة المطاوعة، وأستاذة اللغة الإنجليزية في كلية الآداب ميرفت البوفلاسة، تجربتهما خلال مشاركتهما في البرنامج العام الماضي.
وقالت المطاوعة "لقد كانت تجربتي مفيدة ومثمرة، سواء في تصحيح طرق التدريس أو تعزيزها، وذلك أن الانضواء للبرنامج يساعد على الاطلاع على أبرز النظريات الحديثة في طرائق التدريس وتطبيقها عملياً، كما أنه يسهم في تعزيز النضج الفكري التربوي لدى المدرس"، منوهة إلى أنها سعت بعد البرنامج إلى تطبيق النظريات والمبادئ خصوصاً المتعلقة بطريقة التدريس بالتأمل والتفكير بحيث يدرب الطالب على إعمال عقله وتفكيره في التحصيل الدراسي.
أما البوفلاسة فأكدت أن فائدة البرنامج كبيرة، وانعكاساته على العملية التدريسية في الفصل كبيرة أيضاً.
وقالت: "إن البرنامج يعزز رغبة المدرس في إحداث تغيير داخل الفصل الدراسي من خلال تشجيع الطلبة على التأمل والتفكير والتعلم الذاتي"، داعية زملاءها إلى "توطين أنفسهم على الاستفادة من البرنامج، وذلك أن الدرس التربوي ضرورة لأي أكاديمي مهما علت درجته العلمية".