العدد 4748 - الأحد 06 سبتمبر 2015م الموافق 22 ذي القعدة 1436هـ

شهداء الوطن

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نتقدّم بخالص التعزية إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى القيادة العليا في الدولة، وإلى كل بحريني شعر بالحزن والأسى على شهداء الوطن في اليمن، وليجعلهم الله مع النبيّين والصدّيقين والصالحين يوم القيامة.

كما نتقدّم بخالص التعزية إلى إخوتنا في دولة الإمارات العربية المتّحدة على الشهداء الأعزّاء، الذين قضوا نحبهم وهم يقاتلون، فشهداء الإمارات كشهداء البحرين، كلّهم إخوة لنا، وخسرناهم في لحظة.

وقد أعلنت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، يوم الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015)، عن استشهاد خمسة عسكريين من رجالها البواسل أثناء قيامهم بتأدية واجبهم الوطني المقدس، خلال المشاركة مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والشهداء هم: الشهيد الرقيب أول محمد نبيل حمد، والشهيد الرقيب محمد حافظ يونس، والشهيد الرقيب عبدالقادر حسن العلص، والشهيد الرقيب حسن إقبال محمد، والشهيد العريف عبدالمنعم علي حسين.

هؤلاء الخمسة الذين قُتلوا لديهم عوائل وأهل، وأحدهم لديه طفل رضيع لم يتجاوز الشهرين، ولكنّهم آثروا تلبية النداء، والتوجّه إلى الحرب الضروس داخل اليمن، عالمين بخطورة الوضع، ومؤثرين الاستجابة على رغم كل العقبات.

نعلم بأنّ الدولة لن تقصّر مع عوائل الشهداء، ولكن ماذا نصنع لهم كشعب، وخاصة أنّ حروب المواجهة جديدة علينا، وخسارة عناصر من أفراد الجيش هي خسارة جديدة أيضاً علينا، فمواقع التواصل الاجتماعي والأخبار لم تتوقّف منذ الجمعة عن بث أخبار حول ما حدث فعلاً، والمتوقع في الحروب تقديم الشهداء وليس العكس.

الشقيقة الإمارات العربية المتّحدة خسرت أكثر منّا، ولكن مهما كان عدد الشهداء، فإنّ الحزن الممزوج بالفرح يبقى في أرجاء الدولة شاملة، سواء في البحرين أو الإمارات أو أي دولة من دول الخليج العربي، فالشهادة لا ينالها إلا الأبطال، وهاهم أبطالنا يُزفّون إلى ربّهم وقد قدّموا أرواحهم قبل أي شيء.

نحن نؤيّد استقرار اليمن، ونحن نؤيد هذا الدخول بكل قوّتنا، مع أنّه تأخّر نوعاً ما، فاليمن هو جزء من الخليج العربي، وأهل اليمن أهلنا بمن فيهم الحوثيون، ولا ننتظر تحرير اليمن وعودة الاستقرار إليه، بل ننظر إلى أبعد من ذلك، فبعد التحرير والاستقرار نريد دمج اليمن مع مجلس التعاون الخليجي.

سنقدّم الشهداء كما قدمناهم في تحرير الكويت الشقيقة سابقاً، ولن نتوقّف أو نتخاذل، وعلى شعوب الخليج أن تتهيّأ من الآن فصاعداً، بتقديم الأرواح فداء لأوطانهم ولاستقرار منطقتهم، فالتغيير يحدث بشكل متسارع، وسنّة الحياة هي التغيير، فلا شيء يبقى سرمدياً أبد الدهر.

والجيوش الخليجية حالياً لا تواجه الإرهاب في اليمن فقط، بل إنّها تواجه الإرهاب في الداخل أيضاً، وكم قدّمنا من الشهداء تلو الشهداء، ويكفينا في المملكة العربية السعودية مثالاً، وهي تقدّم الشهداء في نضالها ضد إرهاب الدواعش وغيرهم.

أخيراً نبارك لذوي الشهداء نيل أبنائهم للشهادة، وما نقول الاّ كما قال الله تعالى في آياته العظيمة: (ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربّهم يُرزقون).

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4748 - الأحد 06 سبتمبر 2015م الموافق 22 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً