أمام باب مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة الثانوية للبنين، وقفت «الوسط» صباح أمس (الأحد) انتظاراً للطلبة، لتسجيل انطباعاتهم وأولياء الأمور والمعلمين بمناسبة انطلاق عجلة العملية التعليمية مجدداً بعد انقضاء العطلة الصيفية.
تقفُ ولا شيء يمكن أن يشتت انتباهك عن قوافل الطلبة التي تقطع الأرض ذهاباً وإياباً، مشياً وركباناً، سوى حرارة الشمس الملتهبة التي تلسع سياطها وجوه الجميع.
شرَّعت المدرسة أبوابها لاستقبال أبنائها الطلبة، ووقف عددٌ من المعلمين صفاً لتحية التلاميذ في يومهم الدراسي الأول، وسط أجواءٍ فرحة تزينها تبادل «السلامات» والابتسامات ما بين الطلبة أنفسهم، وبينهم وبين المعلمين.
قبل أن يدخلوا المدرسة، استوقفت الطالبين مصطفى عبدالله والسيد أحمد جاسم، لأسألهما عن «مزاجهم الدراسي» في هذا اليوم. فأجاب عبدالله بأن «ذلك يعتمد على نوعية التخطيط الذي أعده الطالب لنفسه خلال العطلة الصيفية. من استطاع أن يتفاعل جيداً مع العطلة وحدد له أهدافا معينة وحققها سيشعر بالرضا عن اليوم الدراسي الأول وسيكون انطباعه جيداً، باعتباره حلقة جديدة في مشوار حياته، أما الذي عاشها دون تخطيط معين فقد يشعر وكأنه متفاجئ ومتململ من القدوم للمدرسة»، وعن مشاعره الشخصية تجاه هذا اليوم، قال: «بصراحة ليس لي شعور معين. أشعر إنه يوم عادي لا أشعر بالفرحة ولا أشعر بالملل».
أما السيدأحمد جاسم، فذكر انه «عادةً في الأيام الأولى يكون الوضع مملاً ثم يبدأ النشاط شيئاً فشيئاً مع تقادم الأيام»، ثم قال إنه «مستعد للمدرسة»، ونصح زملاءه بـ»الجد والتحصيل».
بينما كنت أتحدث مع الطالبين مصطفى وأحمد، مر معلمٌ وألقى عليهما التحية. كانت فرصة مناسبة للاستماع لرأي أحد أعضاء الهيئة التعليمية في هذا اليوم.
سألت المعلم، عن الطريقة التي يجب أن يهيئ فيها الطلبة لاستقبال العام الجديد، فقال: «الاستعدادات على نوعين. الأول على صعيد تجهيز مرافق المدرسة والأجهزة الضرورية. والثاني على مستوى الطلبة».
وأضاف «الأول يختص بإعداد المكان بشكل لائق لاستقبال الطلبة، بحيث يكون كل شيء بقدر الإمكان فاعلاً منذ اليوم الأول، حتى يبدو المكان متماسكاً ومستعداً للقيام بالمهمات المطلوبة».
وتابع «أما فيما يتعلق بالطلبة، وخاصة المستجدين على المرحلة الثانوية، فنحن في المدرسة قد اعددنا لائحة بأسماء المستجدين، لتنظيم يوم تهيئة خاصة بهم، لتعريفهم على النقاط المهمة والمطلوبة في هذه المرحلة»، مشيراً إلى أن «الطلبة بشكل عام، يجب أن يتملكهم الوعي بأن المرحلة الثانوية واحدة من أهم المراحل الدراسية على الإطلاق باعتبارها البوابة للجامعة التي هي البوابة للحياة الوظيفية الأكبر».
ودعت المعلم والطالبين شاكراً أدبهم الجم. فتحولت إلى جانب باب المدرسة لاستراق النظر على المشاهد التي يمكن أن تسجل في هذا اليوم.
بخلاف الابتسامات والتحايا، صادف أن وقفت بالقرب من معلم أمسك بيد طالب، منبهاً إياه إلى ضرورة التخلص من شيءٍ كان في معصمه.
عندما سألت المعلم عن استعداداتهم في هذا اليوم، أكد ماذهب إليه زميله السابق من ضرورة توافر التجهيزات الكاملة لمرافق المدرسة، لكنه أضاف على ذلك «ضرورة تواجد جميع المعلمين منذ الصباح الباكر وقبل الدوام الرسمي لاستقبال الطلبة».
وذكر «يجب على المعلم أن يهيئ الطالب منذ اللحظة الأولى للدراسة، بحيث يتم التعارف بينهم وتكوين علاقة طيبة. ثم يبدأ المعلم بتعريف الطالب بآليات الشرح والكفايات المطلوبة للمقرر الذي سيدرسه».
وعن المزاج الذي يأتي به الطلبة غالباً في هذا اليوم، أفصح المعلم بأن «الأغلب يأتي متململاً»، مبيِّناً «من الطبيعي بأن الطالب عندما يأتي بعد شهرين من الراحة والاسترخاء في العطلة الصيفية سيأتي متثاقلاً»، لكنه أكد «غير أن ذلك يحتاج إلى اعداد وتعاون بين البيت والمدرسة، بحيث لا يكون هذا اليوم يوما مخيفا ومرعبا بالنسبة للطلاب، بل ينبغي أن يكون يوماً للفرح الغامر».
قبل أن أغادر الموقع، التقيت بمجموعة من الطلبة بين تخصصات العلمي والتجاري في السنة الأخيرة. ورغم انه لم يكن بينهم وبين باب المدرسة سوى بضع خطوات، إلا انهم صرحوا لي بأنهم «يشعرون وكأن المدرسة في يومها الأول سجن بالنسبة إليهم»، آخر قال: «أحسست بالصدمة مع استئناف العام الدراسي مجدداً».
وعن الطريقة التي سيتخذونها للتأقلم مع العام الدراسي، قالوا بطرافة «هو سيتأقلم معنا»، غير إنه وعندما قال أحدهم: «أنا لا استسيغ المدرسة طوال العام»، قاطعه آخر «في النهاية ينبغي على الطالب أن يضع له هدفا ليحققه مهما شعر بمرارة طعم المدرسة».
شكرتهم على منحي هذا الوقت. وبعدها رن جرس الطابور الصباحي وانتهى المشوار.
العدد 4748 - الأحد 06 سبتمبر 2015م الموافق 22 ذي القعدة 1436هـ
المدارس غير مهيأة فكيف تريدون من الطلبة ان يتهيؤون
اول شي المكان