علمت «الوسط» أن إدارة الجمارك في الجانب البحريني من جسر الملك فهد، استحدثت وسيلة جديدة للكشف على شحنات الأغذية التي تستورد من المملكة العربية السعودية، وذلك بواسطة أشعة «غاما» التي تتمتع بالقدرة على اختراق الحديد، وتستخدم عادة لفحص الشاحنات الفارغة.
وذكر مصدر موثوق أن هذه الأشعة تم البدء في استخدامها في الجسر منذ نحو شهرين، من دون عمل أية دراسة للتأكد من آثارها السلبية على الأغذية، أو وجود قرار رسمي يسمح بتمريرها على الأغذية.
وبين المصدر أن الفحص بأشعة غاما فُرض على جميع الشحنات التي تحمل إلى الأسواق المحلية عبر جسر الملك فهد وميناء الشيخ خليفة.
وأشار إلى أن جميع منافذ الجمارك في دول العالم لديها أجهزة للفحص بهذه الأشعة، ولكن يقتصر حدود استخدامها على الشاحنات الفارغة أو التي توجد شكوك باحتوائها على مواد ممنوعة، وفي تلك الحالة يتم تفريغها من حمولتها قبل فحصها، وهو إجراء معمول به في عدد من الدول المجاورة.
وأوضح أن الأجهزة المستخدمة في مطار البحرين الدولي لا يتم تمرير الأغذية من خلالها، وهي أقل شدة من الأخرى في جسر الملك فهد وميناء الشيخ خليفة.
وتساءل المصدر «هناك أشعة لا تخترق حتى الورق، فلماذا لا تستخدم في فحص الأغذية والألبان ومشتقات الحليب بدلا من أشعة غاما الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان؟».
يشار إلى أن أشعة غاما تستخدم في المجال الصناعي لفحص أنابيب البترول واكتشاف نقاط الضعف فيها، ولتطوير المفاعلات والقنابل النووية والتجارب العلمية لكشف أسرار النواة، وبالتالي فإن التعرض لها يؤدي إلى تأيين الخلايا البشرية والتسبب بصورة رئيسية في الإصابة بالسرطان. وهي أشعة كهرومغناطيسية اكتشفت في العام 1900 من قبل العالم الفرنسي فيلارد، وتنتج من العناصر المشعة مثل اليورانيوم وتنتشر في الفراغ والهواء بسرعة تساوي سرعة الضوء، ولها قدرة على النفاد أكبر من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وموجاتها قصيرة جدا. وبمقارنتها مع أشعة ألفا وبيتا، يلاحظ أن الأولى تعجز عن اختراق الورق، والثانية يمكن إيقافها باستخدام لوح من الألمنيوم، في حين تتمتع أشعة جاما بقدرتها العالية على اختراق المواد
العدد 2473 - السبت 13 يونيو 2009م الموافق 19 جمادى الآخرة 1430هـ
