قد يتحدث البعض بأننا نتصيد في الماء العكر أو نتحين الفرصة للهجوم على أي شيء يخص اتحاد الكرة أو المنتخب الوطني، وهذا أمر مُجافٍ للحقيقة، بل نتحدث عن أمور ووقائع متى ماسنحت الفرصة لطرحها فيجب أن يكون ذلك، سواءً كان ذلك مصدراً لـ «الزعل» لدى البعض أو حتى وصل الأمر «لتساقط دموعهم» فهم مسئولون عن كل ذلك لأنهم لم يتصرفوا وفق المطلوب.
ما نتحدث عنه هنا يُعد أمراً غريباً، ونحن لانتدخل في حياة اللاعبين الشخصية، ولكن حينما يصل الأمر إلى أن ذلك يتعلق بمهمة وطنية يجب أن يضعوا كافة تركيزهم فيها فلابد من الإشارة له، فالكل يعرف إن السهر هو العدو الأول للإنسان وللرياضيين في المقام الأول، كون ذلك يضعف تركيزهم، ويجعلهم متضاربين تماماً مع تخطيط الجهاز الفني الذي يضع أوقاتاً للراحة وأوقاتاً للعمل، حتى يكون جسم اللاعب متكيفاً مع طبيعة التدريبات والتحضيرات، ولكن إذا لم يرتح اللاعب فإن ذلك يؤثر على عطائه سواءً في التدريبات أو المباريات لأن التركيز الذهني يكون غائباً وهذا يُعد أمراً معروفاً لايحتاج اخصائيين نفسانيين لشرحه.
الآن نحن في عصر التكنولوجيا، ولايحتاج أي شخص لجهد جهيد من أجل معرفة بعض الحقائق والتي نبهنا له بعض الجماهير لنتأكد بعد ذلك بأنفسنا، فبعض اللاعبين المتواجدين في قائمة لقاء كوريا كانوا يسهرون حتى أوقات متأخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما في هذا التوقيت يجب أن يكونوا مرتاحين بعد يوم طويل من الإعداد واستعداداً لليوم الآخر، ونكرر إن معرفة هذا الأمر لايتطلب جهداً كبيراً في ظل تطور التكنولوجيا، ولانقول أن هذا هو السبب وراء خسارتنا من كوريا، ولكن فقط نقول، ماذا ننتظر من لاعب يتدرب على فترتين مثلاً يومياً بالإضافة للمحاضرات الفنية ويستعد لمباراة هامة في التصفيات وهو لم يأخذ وقته من الراحة والتحضير الذهني لا للتدريبات ولا للمباراة؟!.
وهؤلاء اللاعبون يجب أن يعرفوا أنهم في مهمة وطنية يجب أن يخلصوا فيها ويضعوا كل تركيزهم فيها، وإذا كانوا غير قادرين على تغيير نمط حياتهم اليومي مع النمط الذي يجب أن يكونوا عليه في المعسكرات والمباريات فيجب عليهم الاعتذار فوراً عن المنتخب لأنهم في النهاية لن يستطيعوا تأدية المطلوب منهم، فهم غير ملتزمين، بينما آلاف الجماهير تحترق قلوبها وتتحسر على وضع المنتخب!.
وبالطبع الحديث هنا ليس عن كل اللاعبين، ولكن الرسالة يجب أن تكون قد وصلت إلى من يهمه الأمر، لأننا سنكون مضطرين في حالة تكرار الوضع لأن نعلن ذلك بالأسماء وبالأدلة، فمنتخب الوطن أهم من أنكم (تزعلون) على ماسنطرحه، فالخطأ خطؤكم ويجب أن تتحملوا تبعاته.
العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ