أحياناً حينما تبحث عن معلومة تهمنا وتهم القارئ داخل أروقة الاتحاد البحريني لكرة القدم أو في محيط منتخبنا الوطني تكون كمن يبحث عن حبة رمل بيضاء وسط كومة من الغبار، وفي النهاية لا تجد هذه الحبة البيضاء وتصل لمرحلة من الإرهاق والتعب دون فائدة تُذكر، وبالتالي تترك المجال للعديد من التأويلات وطرح الأسباب التي من الممكن أن يكون بعضها صحيحاً وبعضها لا، وكل ذلك يأتي لأن المصدر لم يقم بتعميم أو توضيح الأسباب المتعلقة وراء أي قرار.
الحديث هنا عن موضوع لاعب منتخبنا ونادي الرفاع الشرقي فيصل أبودهوم، وهو اللاعب الموجود في قائمة المدرب باتيستا منذ أول يوم وطأت قدماه أرض البحرين والذي غاب عن مباراة كوريا الشمالية أمس الأول.
وكما هو معروف فإن تدريبات المنتخب في الأيام الأخيرة التي سبقت لقاء كوريا كانت مغلقة حتى عن أول ربع ساعة، وبالتالي لم يكن معروفاً للإعلاميين كل التفاصيل الهامة في هذه التدريبات ومن حضر ومن غاب وبعض الأمور الأخرى، ولذلك لم يكن أحد يعلم بغياب لاعب الرفاع الشرقي فيصل أبودهوم، والكل كان يعتقد بتواجده في التدريبات بشكل اعتيادي، ولكن أثناء تغطيتنا مباريات الجولة الأولى لكأس الاتحاد البحريني لكرة القدم مساء الأربعاء، أي قبل لقاء كوريا بيوم واحد، تفاجأنا و»انربط لساننا» حينما عرفنا إن أحد من سجل هدفي الشرقي في مرمى التضامن باللقاء الذي انتهى شرقاوياً بهدفين لهدف هو فيصل أبودهوم، كان من المفترض أن يكون وقت اللقاء في تدريب المنتخب الوطني الأخير قبل موقعة كوريا!.
وبعد جهد جهيد وعمليات بحث مكثفة حصلنا على جواب مختصر يفتح أمامنا مليون علامة تعجب، وهو أن أبودهوم اعتذر عن المنتخب لأسباب خاصة! إجابة تحمل في طياتها العديد من التساؤلات، وربما يكون بالفعل هنالك سبب (خارق) منع أبودهوم من التواجد مع المنتخب، ولكن لماذا يكون كل ذلك بالسر ودون علم أحد؟ أليس المنتخب اسمه (منتخب البحرين الوطني)، وليس منتخب الاتحاد البحريني لكرة القدم ولا أي شخص آخر، ولماذا لم يتم ذكر اعتذار اللاعب وحتى دون ذكر الأسباب، ولماذا يتم ترك ذلك للأقدار فقط، إذ لو لم يسجل أبودهوم هدفاً في مباراة التضامن لما كنا علمنا في الأساس أنه خارج المنتخب!.
وإذا كانت هنالك أسباب خاصة منعت اللاعب من التواجد مع منتخبنا الوطني، فكيف سمحت له هذه الأسباب بخوض مباراة الرفاع الشرقي؟ الأمر مُحير بصراحة، وكل ذلك بسبب العمل أحياناً فقط وفق المنظومات (السرية) وكأن المنتخب حكر على بعض الأشخاص وليس منتخبا للوطن يحق لكل شخص متابع له معرفة مايدور فيه، صحيح إن بعض الأمور تحتاج لتسييرها وفق آلية معينة، ولكن ليس بهذه الطريقة المقززة التي تُشعرنا وكأن فقط الأشخاص العاملين في الاتحاد أو مع المنتخب هم من يريدون الخير له، والآخرين إذا ماعلموا عن أي شيء فكأنهم يتصيدون ويريدون «الشر» للمنتخب، ونقول لهم هنا، أفيقوا، فكل شيء من الممكن أن ينكشف في لحظة، والله سبحانه وتعالى وحده هو من سخر الأسباب لنعرف إن أبودهوم خارج المنتخب من خلال الهدف الذي سجله، ولولا لما كنا نعرف عن أي شيء!.
ونُشير هنا أيضاً إلى أن السرية كانت موجودة أيضاً حتى في معسكر تركيا الذي كنا نشقى ونحفر في الصخر من أجل البحث عن معلومة عنه، فالمنسق الإعلامي الزميل محمد المدوب لم يتواجد فيه لأسباب عملية، والاتحاد لم يكلف نفسه بتكليف أحدهم يخلفه مؤقتاً، أو على الأقل إرسال رسالة يومية مختصرة من المركز الإعلامي من البحرين للصحف عن آخر أخبار المنتخب، وهذا لم يحصل سوى في يوم واحد، بينما بقية الأيام كنا «نشحذ» من هنا وهناك للحصول على خبر مثلما حصل عن المناورة الودية ضد نادي الميناء العراقي والتي عرفنا عنها صدفة عبر إعلام النادي العراقي!.
العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ