غادرت سكن الطالبات متجهة إلى أحد المجمعات التجارية في القاهرة، لم يكن في الحسبان بأن ذاكرتها ستتوقف بعد أن اقتربت من المجمع التجاري، عندما دهسها سائق سيارة وفر هارباً ليتركها وحيدة في الشارع تنزف وتتألم دون أن يكترث أن هناك طالبة في مقتبل العمر كان على وشك أن ينهي حياتها في لحظة تهور.

تهاني العرادي عادت فجر أمس الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015) إلى الوطن لتكون بالقرب من عائلتها بعد أن قضت ما يقارب الشهر وهي في مستشفى دار الفؤاد تصارع الحياة وتتشبث بها لأجل عائلتها التي غادرت في 6 أغسطس/ آب 2015 إلى مصر بعد وقوع الحادث.

يوم الحادث محي من ذاكرتها وسائق السيارة مازال هارباً بعد مرور شهر من الحادثة

الطالبة تهاني تعود من مصر لاستكمال علاجها في البحرين

باربار - فاطمة عبدالله

غادرت سكن الطالبات متجهة إلى أحد المجمعات التجارية في القاهرة، لم يكن في الحسبان بأن ذاكرتها ستتوقف بعد أن اقتربت من المجمع التجاري، عندما دهسها سائق سيارة وفر هارباً ليتركها وحيدة في الشارع تنزف وتتألم دون أن يكترث أن هناك طالبة في مقتبل العمر كان على وشك أن ينهي حياتها في لحظة تهور.

تهاني العرادي عادت فجر أمس الجمعة (4 سبتمبر/ آيلول 2015) إلى الوطن لتكون بالقرب من عائلتها بعد أن قضت ما يقارب الشهر وهي في مستشفى دار الفؤاد تصارع الحياة وتتشبث بها لأجل عائلتها التي غادرت في 6 أغسطس/ آب 2015 إلى مصر بعد وقوع الحادث.

روت العرادي تفاصيل ما يمكن أن تتذكر في ذلك اليوم في لقاء مع «الوسط» قائلة: «ذاكرتي توقفت قبل الحادث بثلاثة أيام فأنا لا أتذكر ما وقع في ذلك اليوم ولا الذي قبله فذاكرتي كانت فقط قبل يومين من الحادث هو الذي أتذكر ما حدث، كل ما أتذكره اليوم بأنه كنت أستخدم إحدى وسائل التواصل الاجتماعي مع عائلتي وذلك كان قبل الحادث بأيام، إلا أن بعد ذلك اليوم لا أتذكر أمراً آخر».

وأضافت «روت عائلتي ما حدث في الوقت الذي مازلت لا أتذكر كيف وقع وأين ولماذا خرجت من سكن الطالبات حتى، فكل ما ذكره أفراد العائلة بأني تعرضت لحادث أسفر عن كسر في الجمجمة مع وجود نزيف، إضافة إلى كسر في الحوض وكسر في اليد اليمنى والكتف».

وتابعت «أتذكر فقط أنه تم نقلي إلى مستشفى الجامعة وكنت طوال الوقت أصرخ من رأسي ولم تُجرَ أشعة بسبب وجود عطل في الجهاز، نقلت بالإسعاف إلى دار الفؤاد وبقيت انتظر منذ العاشرة والنصف مساءً حتى الثالثة فجراً لإجراء عملية للسيطرة على نزيف المخ».

وقالت العرادي:»أصبت بكسر في الحوض وكسر في اليد اليمنى وأجريت لي خمس عمليات أثناء وجودي في مصر، كنت أتألم وأتحسب على من تسبب لي في ذلك، لم أتمنى أن يشعر بألمي لكني كنت أتحسب عليه وأتمنى بأن كل دمعة نزلت على خد عائلتي أن تعود عليه ضعفاً، إلا أني كنت ومازلت مؤمنة بقضاء الله وقدره، فالله عندما يحب عبداً يبتليه، وهذا هو الامتحان».

وأضافت «بعد إجراء العملية الأولى استيقظت وسألت ابنت خالتي فهي برفقتي تدرس في مصر عن سبب وجودي في المستشفى أبلغتني بأنه أصبت بحادث سير، كنت أحاول تحريك جسدي لم أستطع اعتقدت بأني قد أصبت بالشلل كنت أحاول أن أرى من حولي لم أستطع واعتقدت بأني أصبت بالعمى، وذلك بسبب انتفاخ وجهي وعيني بسبب الحادث».

وتابعت «على رغم الألم كنت أفكر في الامتحان وخصوصاً أني كنت في فصل صيفي، وكان من المقرر أن أجري امتحاناً في طب الأسنان يوم السبت أي بعد الحادث بثلاثة أيام، إلا أن القدر شاء أن أدخل العناية المركزة إلى سبعة أيام، وأبقى في المستشفى حتى قبل سفري بأيام».

أبنت خالتها واصلت الحديث من بعدها فهي من كانت برفقتها بعد الحادث مباشرة وهي التي وقفت إلى أطباء دار الفؤاد تترجاهم إدخال قريبتها إلى غرفة العمليات، قائلة: «تلقيت اتصالاً يفيد بإصابة تهاني في حادث سير وكان قد تم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى الجامعة، توجهت على الفور برفقة عدد من الطالبات في السكن، كنت أعتقد فقط بأنها أصيبت بكسور، أجريت لها أشعة لمعرفة مواقع الكسر، في الوقت الذي كانت تصرخ فيه تهاني من رأسها لم يجري المستشفى هناك أشعة لوجود عطل في الجهاز، نقلت إلى مستشفى دار الفؤاد وما أن رآها الأطباء هناك أكدوا بأنها بحاجة إلى نقلها للعناية المركزة إلا أنه لا يوجد أسرة وطلبوا إخراجها على الفور رفضت ذلك وبقيت أترجى مع مجموعة من الطالبات الأطباء وبعد محاولات أدخلت العناية المركزة وأجريت عمليتان في الرأس».

وأضافت «اتصلت بالعائلة وأبلغتهم بما جرى وفي اليوم الثاني تقدم أحد الطلبة في السكن ببلاغ في مركز الشرطة، إلا أنه من المؤسف أنه لا يوجد شاهد على الحادث غير دم تهاني الذي سال في الشارع، ولم يقبض عليه حتى الآن».

وتابعت «بعد إجراء العمليات في الرأس توقف العلاج وكنت أسعى إلى إكمال علاجها وخصوصاً أن وضعها الصحي لا يسمح أن تغادر المستشفى، فخاطبت وزارة الخارجية والسفارة البحرينية في مصر وبعد محاولات استمر علاجها وأجريت العمليات الأخرى».

وأضافت «من المؤسف أن بعد إجراء العمليات كافة توقف المستشفى عن معالجة تهاني فتوقفت المسكنات وتوقف الطعام، وكانت تحتاج إلى علاج طبيعي وطب تجميلي وطبيب عيون وأدوية وجميع ذلك كان على حسابنا الخاص، على الرغم من وجود العلاج في المستشفى».

وأضافت قائلة: «أخرجتْ من المستشفى رغم تردي وضعها الصحي، وحجزنا تذاكر سفر على حسابنا الخاص على أمل العودة، إلا أنه قبل موعد الطائرة تفاجأنا أن تهاني كانت ممنوعة من السفر ولابد من مخاطبة المستشفى ومخاطبة الطبيب في شركة الطيران لإصدار ورقة عدم ممانعة من السفر، مما أسفر عن بقائنا في المطار لأكثر من سبع ساعات رغم سوء وضع تهاني الصحي، وقامت العائلة في البحرين بإجراء حجوزات أخرى لنقلنا من المطار إلى فندق ريثما يتم إكمال باقي الإجراءات، وفي اليوم الثاني بقيت مع والد المريضة نتنقل من الصباح حتى الساعة الرابعة عصراً بعد أن تمكنا من الحصول على ورقة عدم ممانعة وغادرنا إلى أرض الوطن وكانت السفارة قد تكفلت بنقلنا من الفندق إلى المطار وبقوا معنا حتى موعد الطائرة».

علقت تهاني قائلة: «أنا اليوم بحاجة إلى إكمال العلاج في البحرين فأنا بحاجة إلى علاج طبيعي فبحسب ما ذكره الأطباء بأني أحتاج من ستة إلى ثمانية أشهر لتعود حياتي طبيعية، في الوقت الذي أتمنى أن أعود إلى مقاعد الدراسة مجدداً لأكون طبيبة أسنان فمن يبدأ مشواراً لابد أن يكمله وقد بدأت هذا المشوار منذ ثلاث سنوات ولابد أن أكمله لأحقق حلمي».