العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ

القطان: التفجير الآثم الذي تعرضت له البحرين يدل على وجود خلايا إرهابية في الخفاء

دعا لتفويت الفرصة على الأعداء... والوقوف في وجه من يتسبب في خلخلة الأمن

القطان: لابد من وقفة لمنع انزلاق بعض الأبناء في براثن الفكر الإرهابي والتكفيري
القطان: لابد من وقفة لمنع انزلاق بعض الأبناء في براثن الفكر الإرهابي والتكفيري

الجفير - محرر الشئون المحلية 

04 سبتمبر 2015

قال الشيخ عدنان القطان في خطبته بجامع الفاتح الإسلامي أمس الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015): «إن ما تعرضت له بلادنا البحرين حرسها الله فيما مضى من عمليات إرهابية في بعض المناطق، وخاصة ما حصل يوم الجمعة الماضي من تفجير إجرامي آثم، والذي ترتب عليه قتل وإراقة دماء ووقوع مصابين من عسكريين ومدنيين، وحصول الفزع والخوف لدى الناس، إن هذا الحادث، عمل منكر ومشين، لا يقره دين ولا عقل، ولا فطرة سوية، لأن حرمة الدماء أمرها عظيم في دين الله جل وعلا. يقول تعالى محذراً ومخوفاً من ارتكاب جريمة القتل: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) وهذا الفعل يدل على أن هناك خلايا إرهابية تعمل في الخفاء، من أجل زعزعة استقرار أمن هذا البلد المبارك، وتمزيق وحدته، وإدخاله في دوامة العنف والحرب الطائفية، وأن هذه الفئة وراءها من يوجهها، ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) وهنا لا بد من الحذر، وتفويت الفرصة على الأعداء والعابثين بأمن البلاد، والعمل على تضافر الجهود، والوقوف في وجه كل ما يكون سبباً في خلخلة الأمن والأمان في بلادنا الغالية البحرين».

وأضاف أن «ما يحدث في بلادنا حرسها الله، من انزلاق بعض أبنائها في براثن الفكر الإرهابي والتكفيري والتفجيري، وتنفيذهم مخططات الأعداء يحتاج منا إلى وقفات هامة، لعلاج هذه الظاهرة الدخيلة، ومن ذلك: يجب على أولياء الأمور من الآباء والأمهات، الاهتمام بأبنائهم، ومتابعتهم، والاقتراب منهم، ومحاورتهم، ومناقشتهم فيما يعرض لهم من أفكار ومشكلات تمس دينهم وحياتهم، لئلا نتركهم نهباً لمن لا دين له ولا عقل؛ فنكون سبباً في تسليمهم بأيدينا إلى طريق الغواية والضلال والفتنة، وعلى وزارة التربية والتعليم دورٌ كبيرٌ في توعية الطلاب والطالبات بشتى الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة، وتحذيرهم من خطورة الأفكار الضالة، وما وقعت فيه تلك الفئة الباغية من قتل وتدمير وتفجير ونشر للخوف بين المسلمين، وما ترتب على تلك الأفعال من مفاسد عظيمة عادت على البلاد والعباد بالشر الوبيل، وعلى المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات مسئولية كبيرة وعظيمة في بيان ما يعرض لأبنائنا وبناتنا من فتن وشبهات عن طريق القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، أو رفقاء السوء، ووضع الحلول المناسبة لدفع هذه الشرور عنهم، وعلى العلماء والخطباء والدعاة والمثقفين في بلادنا دور كبير في توعية الشباب بالإسلام الوسطي الصحيح، وتبصيرهم بالمنهج الحق الذي كان يسير عليه نبينا صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه، وتحذيرهم من الغلو والتطرف والعنف والتفجير والتكفير، عن طريق إقامة ملتقيات وندوات وخطب ومحاضرات يوجهون فيها الشباب ويرسمون لهم الطريق الصحيح الذي سار عليه السلف الصالح رحمهم الله، وعلى جميع المواطنين والمقيمين مسئولية عظيمة تجاه أمن هذه البلاد ووحدتها، بأن يكونوا يداً واحدة، وصفاً واحداً خلف قيادتها وعلمائها الثقات، ورجال أمنها، ضد من يهدد أمنهَا ولحمتَهَا وتماسكَهَا ومقدراتها، وضد أي فتنة سواء كانت بين أظهرنا أو وافدة علينا، وعلى الجميع الإبلاغ عن أيَّ حالات يشتبه بها لإفشال مخططات الأعداء والقضاء عليها في مهدها».

وفي موضوع آخر حمل عنوان «وصايا بمناسبة العام الدراسي الجديد»، قال القطان: «ينتظم أبناؤنا من الطلاب والطالبات في هذه الأيام بمدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة، بحسب مستوياتهم واتجاهاتهم، يشجعهم على ذلك ويدفعهم، أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم، من مربين ومربيات ومدرسين ومدرسات، والذين يقع عليهم العبء الأكبر في تربية الناشئة، التربية الإسلامية الهادفة، والمواطنة الصالحة، التي تعود عليهم بالنفع في دنياهم وآخرتهم، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما له وما عليه تجاه أبناء المسلمين وبناتهم... ألا فليعلم كل من اشتغل بالتدريس: أن أقل ما يُنتظَر من المعلم والمعلمة أن يتقيا الله تعالى فيما استرعاهم الله من أمانة أبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات، وأن يتقيا الله سبحانه وتعالى في قولهما وفعلهما وسلوكهما، وأن يكون ذلك كله متفقاً مع روح الإسلام ومبادئه في التعامل مع الطلاب والطالبات، والتخاطب معهم، وعدم التمييز بينهم، وأن يروا فيهم القدوة والأسوة الصالحة التي يحتذى بها».

وتابع «تختل الموازين حينما يتولى التدريس لأبنائنا وبناتنا إنسان غير ملتزم بأحكام الإسلام، متهاون في أوامر الله، قد استحوذ عليه الشيطان؛ لأن المطلوب منه الإرشاد إلى كل خلق حسن، والتحذير من كل خلق ذميم، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فالطالب الذي يرى مدرسه في حالة من الميوعة والتسيب وعدم الالتزام بأحكام الشرع؛ كيف يتعلم الدين والفضيلة؟ والطالب الذي يسمع من مدرسه كلمات السب والشتم واللعن؛ كيف يتعلم الأدب وحلاوة المنطق؟ والطالب الذي يرى مدرسه يرتكب المحرمات والمخالفات، كيف يستطيع أن يفرق بين الحلال والحرام؟ والطالبة التي ترى مدرستها تسير خلف ما يصدره لها الأعداء من ملابس وأزياء فاضحة وأخلاق سافلة؛ كيف تتعلم الفضيلة؟ والطالب الذي يرى ويسمع من مدرسه دعوة لفكر متطرف ومنحرف، وتحريض على العنف والإرهاب والتخريب والطائفية، وإيغار لصدور الناشئة على وطنهم ومواطنيهم وولاة أمورهم، فكيف يتعلم الطالب حب وطنه وطاعة ولاة أمره، ويحافظ على مكتسبات وطنه ومنجزاته؟ وقس على هذه الأمور غيرها».

ورأى أنه «ما اختلت موازين الأمة، وفسد أبناؤها إلا حينما ضاع الأبناء بين أب مفرط، لا يعلم عن حال أبنائه شيئاً، ولا في أي مرحلة يدرسون، ولا مع من يذهبون ويصاحبون ويجالسون، ولا عن مستواهم التحصيلي في الدراسة، وبين مدرس خان الأمانة، وتهاون في واجبه، ولم يدرك مسئوليته، وهذا الحكم ليس عاماً على الجميع، لا والله فإن بين صفوف المدرسين والمدرسات أتقياء بررة، ومربين ومربيات أوفياء ومخلصين، وهم كثير بحمد الله تعالى في هذه البلاد وغيرها من البلدان، ولا نزكي على الله أحداً، وإن المنصف ليدرك دون شك جهد ذلك الجندي المجهـول -المعلم المخلص والمعلمة المخلصة- في تعليم الأجيال، وتربيتهم، وتقويم سلوكهم، وإن واجب الوطن نحوه: أن يشكر جهوده ويكرمه، ويؤدي إليه بعضاً من حقه، وأن يعرف له قدره واحترامه وفضله.

فيا مشاعل النور والرحمة: رسالة العلم والتعليم ائتساء واقتداء بأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان خير المعلمين وإمام المربين والموجهين».

وخاطب القطان المعلمين والمعلمات، والمربين والمربيات، قائلاً: «انعقدت عليكم الآمال بعد الله ذي العزة والجلال، في هداية الناس من الضلال، في تعليم الجاهل وتربية السفيه، سيأتيكم أقوام وفئات من الطلاب والطالبات، يأتيكم الجاهل بجهله، والسفيه بسفهه، فاصبروا رحمكم الله وصابروا، واغرسوا بأيديكم بذوراً قريباً يكون ثمارها، وقريباً يكون حصادها، اغرسوا بأيديكم العلوم النافعة، واغرسوا بأيديكم الأخلاق الجامعة لخيري الدنيا والآخرة».

وأشار إلى أن «التعليم رسالة عظيمة تقلدها الأنبياء، وورثها العلماء، وقام بها الأخيار والصلحاء، فطوبى لمن عرف حقها، وأداها على الوجه المطلوب الذي يرضي الله جل جلاله».

كما خاطب الآباء والأمهات، قائلاً: «الله الله في حقوق المعلمين والمعلمات، وحقوق الأبناء والبنات، اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم، حب العلم والعلماء، وإجلال المعلمين والمعلمات، وتوقيرهم واحترامهم، طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم والطلب (...) وينطلق الأبناء والبنات، وقد غرس الآباء والأمهات في نفوسهم، المعاني السامية، معاني الإسلام الكريمة، التي تدعوهم إلى احترام الكبير، وتوقير كل من أمر الله له بالتوقير، يا معشر الآباء والأمهات: أعينوا الأبناء والبنات على التعلم والتعليم، على ماللعلم من مشاق ومتاعب».

كما وجه القطان وصايا للأبناء والبنات من الطلبة والطالبات، قال فيها: «وصيتي إليكم بالجد والاجتهاد، ودفع الكسل، واحترام مدرسيكم ومدرساتكم، وتقديرهم وتوقيرهم وإجلالهم، لأنه لا يمكن أن يدخل إنسان إلى ساحة العلم إلا عن طريق المعلم، حيث لا علم إلا بمعلم، فاعرفوا لهم قدرهم وفضلهم، فإن احترام المعلم، يثمر الخشية والحياء والخوف والخجل، وأكرم بها من صفات حميدة، ونداء ملؤه الرحمة والرفق والإشفاق إلى أولياء أمور الطلبة والشباب وضرورة العناية بأبنائهم، وتحصينِهم، والاهتمام بهم، وتوجيههم، وتقديم النصح والإرشاد لهم، وتنبيههم إلى نبذ دعاة الفتنة والعصابات الإجرامية، وتحذيرهم من المحرضين على العنف والإرهاب في الداخل والخارج، ومن عواقب وخطورة القيام بأي أعمال عنف وتحريق وتخريب أو إرهاب وتفجير تستهدف أرواح رجال الأمن والمواطنين والمقيمين، أو تستهدف الممتلكات العامة والخاصة، بعدما أفرَزت الأحداث الأخيرة، انخداعَ بعض شباب المجتمع بأفكار منحرفةٍ، وتصرفات متطرفة، تفسد عقولَهم وتخِلّ بأمن بلادِهم، ممَّا يؤكّد ضرورةَ استثمار أوقاتِ الشّباب، وملءِ وقت فراغهم بالبرامج النّافعة، التي تعود عليهم وعلى مجتمعِهم ووطنهم بالنّفع، في أمور دينهم ودنياهم، وتحذيرهم من مجالسة أصحابِ الأفكار المتطرفة أو السّفر إلى بقاع مشبوهة، عمِّقوا فيهم مفاهيمَ الولاء لدينهم ووطنهم ومواطنيهم والتّلاحم مع ولاة أمورهم، وأن يكونوا أعيُناً ساهرةً لحِفظ أمن بلادهم، رائدُ الجميع في ذلك الإخلاص والصفاءُ وعُمق الولاء وصِدق الانتماء، وقبل ذلك وبعدَه عونُ الله وتوفيقه وفضله وتسديده، وحينئذ يسعَد الشباب ويُسعِدون، ويصلُحون ويصلِحون، ويحقِّقون لمجتمعِهم ووطنهم وأمّتهم ما إليه ترنو وإليه يصبون، وسنصِل وإيّاهم إلى موردٍ من الرِّيّ لا غُصَصَ فيه بإذن الله تعالى، وصمامٍ من الأمان لا خوفَ معه بتوفيق الله عز وجل».

العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً