الدوار الوضعي الحميد هو الأكثر انتشارا وشيوعا من بين أسباب الدوار لدى الإنسان، ويصيب النساء أكثر من الرجال، وقد يحدث لدى جميع الأعمار ولكنه عادة يبدأ مع بداية العقد الرابع حيث تزيد نسبة حدوثه مع التقدم في العمر. عادة لا يوجد سبب محدد لهذا النوع من الدوار وقد يحدث بعد الإصابات في الرأس كحوادث السيارات أو بعد الالتهابات المتكررة في الأذن وفي الأعم لا يكون هناك سبب واضح وذلك نتيجة التقدم في العمر.
تحدث غالبا النوبات بشكل فجائي وبدون أية مقدمات حيث تكون حركة الرأس أو حركة الجسد السريعة هي السبب وثم يصاحبها ضطراب في التوازن أو الشعور بدوار الأشياء وقد تكون شديدة لدرجة حدوث القيء والطمم في الأذن. تأخذ مدة ثوانٍ أو دقائق ثم تهدأ ولكن الإصابة بالذهول والخوف والإرباك والهلع هو ما يساعد على تفاقم الحالة.
يتركز التشخيص على الاستماع بشكل تفصيلي لرواية المصاب ثم عمل الفحوصات الأولية والأساسية للتأكد من عدم وجود أي اختلال في عمل الجهاز الدوري ووظائف القلب وضغط الدم وعمل الفحوصات المختبرية للتأكد من عدم اختلال الدم والسكر، هذا بالإضافة إلى الكشف الدقيق على كلتا الأذنين والعينين وأعصاب المخ ووظيفة المخيخ وجهاز التوازن عن طريق عمل «اختبار ديكس-هولبايك» وهو مهم في تشخيص الدوار الوضعي الحميد، هذا إلى جانب عمل اختبار سمع وقياس ضغط الأذن الوسطى، وقد يحتاج المصاب إلى عمل بعض الفحوصات الدقيقة مثل الرنين المغنطيسي او الأشعة المقطعية في بعض الحالات على تقدير الطبيب.
هناك عدة أساليب مختلفة للعلاج منها، أولاً: في الحالات البسيطة جدا وفي حال تفهم المصاب لنوعية الحالة والمرض واطمئنانه النفسي بأن هذا النوع من الإضرابات يتشافى لوحده وبدون أي تدخلات وقد يستغرق أياما «قد تصل لغاية ستين يوما» ومع استمرارية عدم تأثير هذا الاضطراب البسيط على مجريات الحياة اليومية فإنه لا يحتاج المصاب للعلاج ولكن التواصل مع مواعيد الطبيب مهمة لغاية الشفاء الكامل.
ثانياً: العلاج بالتمارين بهدف إعادة تأهيل جهاز التوازن نذكر منها «تمرين إيبلي» حيث يتم إجراؤه بإشراف متخصص ويستمر عدة دقائق وهو عبارة عن الجلوس في وضعية معينة وثم يتم تحريك الرأس والجسد في عدة مواضع مختلفة يستمر كل منها نصف دقيقة، وتشير الدراسات بنجاح مثل هذا العلاج بنِسَب عالية جداً.
ثالثاً: العلاجات الطبية والتي يتم إعطاء المصاب فيها الأدوية والتي تعمل على تخفيف حدة الدوار والشعور بالقيء، والأدوية التي تسارع من تدفق الدم والأكسجين والغذاء إلى جهاز التوازن حيث يستمر تناولها لعدة أسابيع لغاية الشفاء التام. رابعاً وأخيراً: هناك بعض العلاجات الجراحية لمثل هذه الحالات ولكنها لا تلقى رواجا من أغلب المتخصصين والمراكز في هذا المجال.
هناك بعض النصائح والتي نوجهها لجميع المصابين بالدوار الوضعي الحميد وبغض النظر عن نوعية العلاج المتفق عليه مع طبيبكم المختص وهي تتلخص في ما يلي: عدم الشعور بالهلع في حال الإصابة للمرة الأولى أو في حال تكرار الأزمات، عمل جميع الفحوصات اللازمة العامة للتأكد من وظيفة القلب وضغط الدم والسكر ونسبة الهيموغلوبين، اتخاذ الحيطة والحذر أثناء ممارسة النشاطات الحياتية اليومية ومنها النوم على مخدتين لرفع الرأس وتفادي النوم على الجهة التي تسبب الدوار وتفادي حركات الرأس والجسد السريعة للأعلى أو الأسفل، ولنعرف بأن هذا الاضطراب على الأعم يتشافى ولو استغرق فترة طويلة.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ
شكرا دكتور
دائما ما يتحفنا الدكتور نبيل بمقالاته الصحية الرائعة والمفيدة .شكرا دكتور الله يمن عليك بالصحة والعافية .
لكن يادكتور
هل هناك علاقة لبعض الأدوية للأمراض المزمنة عندما تتوقف عن أخذها بشكل مفاجئ أويتم استبدالها بأخرى وهل هناك أيضا ارتباط لهذا الدوار بالغدة الكظرية ؟؟؟ شكرا لك دكتور في الحالتين ، إن رديت وإن لم ترد . مع التحية
شكر
شكرا على المعلومه وننتظر معلومات اخرى لنستفيد
معلومات
بارك الله فيكم يا دكتور معلومات قيمة اسمع بها لأول مرة. ومنكم نستفيد