حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير صدر الخميس (3 سبتمبر/ أيلول 2015) من أن أكثر من 13 مليون طفل في الشرق الأوسط، أي حوالي 40% من أطفال المنطقة، لا يرتادون المدارس بسبب الصراعات المتأججة في أوطانهم.
وقالت المنظمة في تقريرها إن "أكثر من 13 مليون طفل لا يرتادون المدارس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة الصراعات في المنطقة".
وأوضحت أن "عدد الأطفال في سن الدراسة يبلغ 34 مليونا، منهم 13,4 مليونا لا يرتادون المدرسة ما يمثل نسبة 40 بالمائة".
وبحسب التقرير فان 2,4 مليون طفل في سورية و3 ملايين طفل في العراق ومليوني طفل في ليبيا و3,1 مليون طفل في السودان إضافة إلى 2,9 مليون طفل في اليمن لا يرتادون المدارس.
وقالت المنظمة إن "هناك نحو 8850 مدرسة في العراق وسورية واليمن وليبيا دمرت أو تضررت بحيث لا يمكن استخدامها، وهي تأوي الآن عائلات مهجرة أو أنها احتلت من قبل أطراف النزاع".
وأضافت أن "تعرض المدارس والبنية التعليمية للهجمات، وأحياناً بشكل متعمد، هو سبب رئيسي وراء عدم ارتياد الأطفال للمدارس".
وأشارت إلى أن "الخوف دفع آلاف المعلمين لترك وظائفهم، أو منع الأهالي من إرسال أطفالهم للمدرسة بسبب ما قد يحدث لهم في الطريق أو في المدرسة".
وبحسب التقرير فان نحو 700 ألف طفل سوري لاجئ لا يمكنهم ارتياد المدرسة في دول الجوار بسبب البنية التحتية التعليمية المنهكة وعدم القدرة على تحمل عبء طلاب إضافيين.
ويقول المدير الإقليمي ليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بيتر سلامة، إن "الأطفال في المنطقة يشعرون بالأثر المدمر للصراعات".
وأضاف "لا اعني فقط الضرر المادي الذي لحق بالمدارس وإنما اليأس الذي لحق بجيل من أطفال المدارس يرون تحطم آمالهم ومستقبلهم".
وحذرت المنظمة من أن "الفشل في إيجاد حل للصراع الذي تتزايد وحشيته في سورية يهدد جيلا كاملا من الأطفال، والنظام التعليمي يدفع ثمنا باهظا".
وأضافت أن "واحدة من بين كل أربع مدارس أما دمرت أو تضررت أو تستخدم كملجأ للمهجرين أو حتى لاستخدام عسكري".
وأشارت إلى أن "انعدام البيئة الآمنة للتعليم وعدة عوامل أخرى (...) دفع أكثر من ميلوني طفل إلى عدم ارتياد المدرسة فيما قد يترك 446 ألفاً آخرين الدراسة".
وتخطى عدد اللاجئين السوريين أربعة ملايين لاجئ يقيم القسم الأكبر منهم في تركيا ولبنان والأردن، يضاف إليهم حوالي 7,6 ملايين نازح داخل سورية.
وقتل ما يزيد عن 240 ألف شخص في النزاع في سورية الذي بدأ بتظاهرات احتجاجية سلمية في 15 مارس/ أذار 2011 قبل أن يتحول إلى حرب دامية ومتشعبة.
اما في العراق فكان عام 2014 الاكثر دموية بالنسبة للاطفال بحسب المنظمة، اذ "قتل نحو 700 طفل وجرح حوالى 500 آخرين".
واضافت اليونيسف ان "وجود 3 ملايين من المهجرين شكل ضغطا ضخما على البنية التحتية التعليمية ما أثر في 950 الف طالب مدرسة على الاقل".
وفي اليمن "كان هناك 1,6 مليون طفل يمني لا يرتادون المدرسة قبل النزاع، هناك اليوم 1,8 مليون طفل تعطلت دراستهم فقد اغلقت 3500 مدرسة تشكل ربع العدد الكلي للمدارس ولم يتمكن 600 الف طالب من تقديم الامتحانات".
ويشن تحالف عربي بقيادة السعودية منذ آذار/مارس الماضي حملة ضد المتمردين الحوثيين الذين انطلقوا في تموز/يوليو 2014 من صعدة شمال اليمن ودخلوا صنعاء بعد شهرين ثم طردوا الحكومة مطلع العام الجاري.
ودعت اليونيسف المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من الدعم لانظمة التعليم الوطنية في دول النزاع والدول المضيفة للاجئين وتدريب المعلمين وتوفير ادوات التعليم.