يضر التدخين بالرئة ويسبب أمراض الجهاز التنفسي وينتهي بصاحبه بسرطان الرئة. لكن أعباء المدخن على صناديق التقاعد تبقى شبه منعدمة لمفارقته الحياة أيضاً وعدم تمتعه بأيام التقاعد بعد سنوات من العمل المضني. يثقل المدخنون كاهل صناديق التأمين الصحي لما يحتاجونه من عناية صحية وزيارات طبية متعددة. لكن إصابتهم بالسرطان وموتهم المبكر يخفف من أعباء صناديق التقاعد، بحسب ما توصل إليه عالمان ألمانيان في التقرير الذي نشره موقع "شبيغل أونلاين" الألماني. وقام العالمان فلوريان زايدل وبيرتولد فيغر من معهد التكنولوجيا بمدينة كالسروه بتقييم بيانات الكلفة الصحية لمستهلكي السجائر من جهة، وعائدات السجائر على الاقتصاد الألماني ومداخيل الدولة من الضرائب المفروضة عليها من جهة أخرى، في تقرير نشره موقع "شبيغل أونلاين". واستنتج العالمان من هذه الدراسة أن ما ستوفره صناديق التقاعد عند مفارقة المدخن الحياة نتيجة السرطان أكثر مما ستكلفه رعايته الصحية. وذكر العالمان الألمانيان في تقريرهما أيضاً أن قطاع السجائر يعود على خزينة الدولة الألمانية بعائدات ضريبية تصل إلى نحو 14 مليار يورو سنوياً، وهي تفوق تكاليف الرعاية الصحية الناتجة عن مرض السرطان. وخلصت الدراسة، التي قارن فيها العالمان بين مجتمع دون مدخنين ومجتمع يدخن جزء من أفراده، إلى أن المدخنين يعيشون عشر سنوات أقل من نظرائهم غير المدخنين ومفارقتهم المبكرة للحياة نتيجة السرطان تخفف من أعباء صناديق التقاعد وتخفف الأعباء عن دافعي الضرائب أيضاً.