ماذا نفعل في ظل هذه الموازنة؟ كيف لنا أن نتعاقد مع لاعبين وليست لدينا سيولة مالية؟ من أين لنا أن ندفع رواتب المدربين واللاعبين بانتظام في ظل الميزانية الجديدة؟ أسئلة وغيرها تدور في ذهن كل عضو إداري يعمل في الأندية الوطنية في ظل القرار بتخفيض موازنة الأندية، إذن ما هي الحلول التي يجب أن تفعلها إدارات الأندية لتسير بسلام في هذا الموسم العصيب.
أساس المشكلة يكمن في عدم وجود موارد ملموسة لدى الأندية، وليس فقط في تخفيض الميزانية، وإنما زادها القرار سوء، وهذا الوضع يؤثر على جميع الأندية وخصوصا أنها تقوم بالصرف على التزاماتها من دون دراية، في ظل عدم اعتمادها على مصادر مالية ثابتة تساعدها على الالتزام بسداد ديونها، فهي فقيرة وتعتمد على موازنة المؤسسة العامة فقط.
يجب أن لا يغيب علينا الاعتراف بأن هناك أخطاء في طريقة إدارة الأندية لأمورها المالية، لأن هناك من يدير الأندية أشخاص غير محترفين، وغير اقتصاديين والأمور تسير بالبركة.
مثال أتذكره كثيرا حينما يتكلم البعض عن الموازنة، وهو نادي الفتح السعودي الذي حقق بطولة الدوري قبل سنوات، حققها بموازنة تقل بكثير عن الأندية ذات الموازنات الخرافية، وأصحاب التعاقدات الضخمة، فكسر مقولة الأندية الكبار، وأدخل الكرة السعودية والعربية أيضا عالماً جديداً يتلخص بكلمتين (الفكر الكبير)، درس الفتح موجه لكل الأندية لدينا وليست السعودية فقط، فتح الآمال لكل الأندية المتوسطة والصغيرة لتحقيق هدف أكبر، وبموازنات أقل.
خلطة نادي الفتح كانت عبارة عن أموال لا تصرف إلا في مكانها مع القليل من احترام عقول الجماهير والكثير من الرغبة الجادة في تحقيق الإنجاز، نادي الفتح أسقط نظريات وبكاء ونويح رؤساء الأندية الذين لا يدعون أي مناسبة تمر إلا بتصريحات عن ضعف الموازنة المالية وغلاء عقود اللاعبين، يجب أن تقوم أنديتنا بمثل هذه الخلطات المتميزة التي من شأنها أن تقود فرقها إلى تحقيق انجازات تحلم بها الأندية الكبيرة، لكن المشكلة لدينا أن قرار تخفيض الموازنة اجتمع مع سوء التصرف، لينتج في المحصلة النهائية عجز موازنة.
احتراف الأجهزة الإدارية عامل رئيسي في تحسين الظروف المالية للأندية، وخصوصا أن ذلك سيساعد على جلب أشخاص على دراية بالأمور الاقتصادية وعلى معرفة بكل الطرق والأساليب التي تساعدهم على جلب الموارد المالية للأندية وهي مهارات مفقودة لا توجد في الكثير من العاملين في الأندية سواءً على مستوى الرؤساء أو على مستوى الأجهزة الإدارية بأسرها، والأهم من ذلك العمل من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة على وضع الخطط الاستراتيجية لتمويل الأندية بالموارد المالية التي تساعدها على القيام بالتزاماتها المالية، فكل الأندية في العالم تواجه أزمات مالية وليست البحرين فقط، لكن الذكاء في كيفية التصرف في ظل هذا الوضع الجديد، هو انتصار على الموازنات البسيطة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ