هوت بورصات الخليج بنحو حاد في تعاملات شهر أغسطس/ آب الماضي، مع تضرر معنويات المستثمرين بفعل هبوط أسعار النفط والمخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني.

ووفقا لحسابات مركز «مباشر»، خسر رأس المال السوقي لبورصات الخليج نحو 122.4 مليار دولار، كان للسعودية النصيب الأكبر منها بنحو 88.2 ملياراً، ثم دبي بـــ 10.9 مليارات، فيما كانت مسقط والبحرين الأقل خسارة.

ويعاني الاقتصاد الصيني من ضغوط متزايدة تهدده بالتباطؤ والانكماش، وهو ما دفع الحكومة إلى عد تخفيضات في الآونة الأخيرة لسعر الاحتياطي الالزامي للبنوك وأسعار الفائدة والضرائب والرسوم، اضافة إلى بعض الاجراءات الرامية لتحقيق الاستقرار في السوق.

ونزلت أسعار النفط في أغسطس عن 50 دولارا للبرميل وصولا إلى أدني مستوياتها في أكثر من 6 سنوات ونصف، تحت ضغط من وفرة المعروض وارتفاع الدولار.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق، ان ينمو الطلب العالمي على النفط بأسرع وتيرة له في 5 سنوات بفضل تعافي النمو الاقتصادي وانخفاض الأسعار، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تخمة المعروض العالمي كبيرة جدا وستستمر في 2016.

وتابع الأعصر «التوقعات ترجح استمرار وتيرة هبوط الأسواق في شهر سبتمبر، الأسهم باتت فى حاجة إلى محفزات جديدة وقوية تدعمها على الصعود، اعتقد ان هذا لن يحدث قبل ظهور بوادر على تعافي الاقتصاد الصيني وعودة ارتفاع أسعار النفط مجددا».

وكانت بورصة السعودية الأكثر تضرراً بعد هبوط مؤشرها الرئيسي بنسبة 17.3 في المئة، وهي أكبر وتيرة تراجع شهرية منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية فى اكتوبر/ تشرين الأول 2008، عندما هوى المؤشر وقتها بأكثر من 25.7 في المئة .

وتراجع السهمان القياديان «سابك» للبتروكيماويات و«مصرف الراجحي»، وهما من الأسهم الكبيرة ذي الأوزان النسبية الأكبر في المؤشر الرئيسي، بنحو 14.1 في المئة و2.67 في المئة على التوالي.

وسجلت بورصة دبي أكبر خسائر شهرية منذ مطلع العام الجاري، ونزل مؤشرها الرئيسي بنسبة 11.6 في المئة مدفوعا بتراجع أسهم كبرى مثل «أرابتك» القابضة و«إعمار» العقارية بنحو 17.2 في المئة و14.6 في المئة على التوالي.

وكانت نتائج أعمال «أرابتك» النصفية، كشفت عن تحقيقها خسائر بقيمة 1.3 مليار درهم (354 مليون دولار) مقابل أرباح بلغت 265.34 مليون درهم في الفترة ذاتها من 2014، لكن «إعمار» أعلنت عن زيادة في الارباح النصفية بواقع 12 في المئة إلى 2.2 مليار درهم (600 مليون دولار).

وعلي نفس الوتيرة، هبط مؤشر بورصة أبوظبي بنسبة 7.98 في المئة، وهي أكبر خسائر شهرية فى أكثر من عام، متضررا من هبوط أسهم مثل «الدار» العقارية و«بنك أبوظبي الإسلامي» و«بنك الخليج الأول» بنحو 13.3 في المئة و13 في المئة و7.4 في المئة على التوالي.

وعمقت أسهم قطاع الطاقة من خسائر السوق بعد هبوط مؤشرها أيضا بنسبة 6.1 في المئة، مع تراجع سهم «طاقة» بنسبة 20.5 في المئة و«دانة غاز» بنسبة 1.8 في المئة.

وانخفضت بورصة مسقط للمرة الأولى بعد صعودها على مدار 4 أشهر متتالية وخسر رأسمالها السوقي أكثر من 1.4 مليار دولار، فيما نزل مؤشرها الرئيسي بنسبة 10.5 في المئة، وهي أكبر خسائر شهرية منذ يناير 2009، متأثرا بهبوط أسهم القطاع المالي بنسبة 11.95 و«الصناعة» بنحو 8.3 في المئة.

ونزلت مؤشرات بورصة الكويت الثلاثة، وانخفض السعري بنسبة 6.9 في المئة والوزني بــ 8 في المئة و«كويت 15»، الذى يقيس أداء الأسهم القيادية، بنحو 9.4 في المئة، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 2.23 مليار دينار (7.35 مليارات دولار).

وتراجعت بورصة البحرين للشهر الثاني على التوالي، ونزل مؤشرها بنسبة 2.43 في المئة ليصل إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2014، متضررا من تراجع أسهم قطاع الصناعة بنسبة 6.25 في المئة و«البنوك» بنسبة 3.4 في المئة .

وحلت بورصة قطر في المرتبة الأخيرة بانخفاض قدره 1.9 في المئة، فيما خسر رأسمال السوقي للأسهم أكثر من 5 مليارات دولار، وسط هبوط 39 سهما من إجمالي 43 جرى التداول عليها، مقابل ارتفاع 4 أسهم فقط.

وكان سهم «دلالة» القابضة الأكثر خسارة بعد هبوطه بنحو 23.4 في المئة لأدني مستوياته منذ مارس 2014، وساهم في زيادة وتيرة الهبوط إعلان الشركة عن تحقيقها خسائر نصفية بقيمة 16.9 مليون ريال (4.64 ملايين دولار) مقابل ارباح بلغت 50.5 مليون ريال فى الفترة ذاتها من 2014.

وهبط أيضا السهمين القياديين «بنك قطر الوطني» و«صناعات قطر» بنحو 1.92 في المئة و1.7 في المئة على التوالي، ليستمرا فى هبوطهما للشهر الثاني على التوالي.