قال رئيس جمعية التسامح والتعايش في البحرين، القس هاني عزيز، في لقاء مع «الوسط»، إن للجمعية خطوات قادمة تساهم في بث روح التسامح وقبول الآخر على الصعيد المحلي، مبيناً أنه قدم دعوة شخصية إلى مطران القدس عطاالله حنا لزيارة البحرين، دعماً لتلك الخطوات، مؤكداً قبول المطران هذه الدعوة، وسيكون في ضيافة البحرين والكنيسة الإنجيلية قريباً.
«الوسط» التقت القس هاني عزيز في مقر الكنيسة الإنجيلية بالمنامة، الذي حذر مما وصفه بـ «الأعمال الخطيرة» التي يواجهها المجتمع ويجب على الجميع أن يتصدى لها، وقال: «هناك هوجة جديدة من بعض المتطرفين والجهلاء وأعداء البلد والناس الذين لا يوجد لديهم انتماء إلى هذا الوطن، هذا العمل هو التعدي على رجل الأمن، وهذا الشيء خطير جداً».
وأكد أن «المجتمع بحاجة إلى مجهود غير عادي لتحقيق السلام ونشره، ولجعل الناس يعيشون معاً في حب ووئام».
المنامة - محمد الجدحفصي
قال رئيس جمعية التسامح والتعايش في البحرين، القس هاني عزيز، في لقاء مع «الوسط» إن للجمعية خطوات قادمة تساهم في بث روح التسامح وقبول الآخر على الصعيد المحلي، مبيناً أنه قدم دعوة شخصية إلى مطران القدس عطاالله حنا لزيارة البحرين، دعماً لتلك الخطوات، مؤكداً قبول المطران هذه الدعوة، وسيكون في ضيافة البحرين والكنيسة الانجيلية قريباً.
«الوسط» التقت مع القس هاني عزيز في مقر الكنيسة الإنجيلية بالمنامة، وكان الحوار الآتي:
ارتبط اسم القس عزيز مع التسامح والتعايش، فما هي آخر المستجدات في ذلك وخصوصاً مع التطورات الإقليمية؟
- لو أردنا أن نضع عنواناً للعالم ووضعه الحالي سيكون العنوان الأنسب هو»العالم يحترق»، في كل مرة نقرأ الأخبار نسمع عن القتل، الذبح، التهجير، الكراهية، شيء صعب، لكن وسط كل هذه المسميات والمعاني للعالم الذي يحترق يوجد هناك نور وأزهار رائعة، هذا النور وهذه الأزهار هي «التسامح، التعايش، قبول الآخر»، وهي مازالت تملأ الآذان، وتملأ الأجواء، لكننا نحتاج إلى مجهود غير عادي إلى أن نحقق السلام وننشره، ونجعل الناس يعيشون معًا في حب وفي وئام واحترام، وأن نجعل الكل يقبل الآخر، هو مجهود كبير يجب أن نسعى إليه ونضحي من أجله.
لكن، ألا توجد ضريبة لذلك؟
- طبيعي؛ لأنه كما أن للقتل والذبح والإرهاب ثمناً، كذلك السلام والتعايش وقبول الآخر له ثمن، ولكن نثق بأنه مهما حصل فإن الارهاب بكل أنواعه لن يستطيع أن يبعدنا عن هدفنا، وهو التسامح والتعايش وقبول الآخر، وأنا أشكر الرب لوجود كنيسة الانجيلية التي زرعت في أرض البحرين الطيّبة، أرض التسامح والتعايش منذ أكثر من 100 عام وتحديداً في 1906 والكنيسة مزروعة في أرض البحرين، وتنمو في أرض طيبة وجيدة، الكنيسة استمتعت طوال هذه المدة بالحرية في العبادة واللقاء والتعبير، وكما أن الكنيسة تأثرت بالبحرين أيضاً الكنيسة أثرت في المجتمع البحريني، ونحن دائماً في الكنيسة ندعو بتعاليم سيدنا المسيح... التسامح والسلام وقبول الآخر، ومهما يكن في البحرين من أمور غريبة بدأت تطفو على السطح مثل بعض التفجيرات والتعدي على رجال الشرطة والإرهاب، فإن هذا الارهاب شيء جديد على البحرين، البحرين لم تلمسه من قبل، ولم تعيشه من قبل؛ لأن شعب البحرين شعب مثقف وشعب واع وشعب له تاريخ ومتدين ومتمسك بدينه، لكنه منفتح على الحضارات الأخرى، وربنا حباه بقادة رائعين، قادة حكماء وعلى رأسهم جلالة الملك حمد بن عيسى، رجل الحكمة والسلام والمحبة، الذي دائماً في كلماته وسلوكه تظهر كل المعاني الإنسانية، لهذا نجد أن الحكومة والسلطات التنفيذية والتشريعية، الكل يحاول ويجاهد للوصول إلى التعايش والتسامح وقبول الآخر.
هل يعني هذا أننا في مرحلة صعبة؟
- نعم بلا شك مرحلة صعبة وهي الإرهاب ليس فقط قنابل وقتل وذبح وتهجير، إذ يوجد ارهاب خطير وهو الارهاب الفكري يتبناه أناس جهلاء بالثقافة والدين وبالأمور الاجتماعية، والجهل أصبح سمة، والناس الذين هم أنصاف الحكماء وأنصاف المتعلمين والمثقفين وأنصاف رجال الدين هم الذين يستغلون ما يمسى الإرهاب الفكري، نحن في مرحلة صعبة وخطيرة لكن أثق بأن شعب البحرين الكريم، بقيادة جلالة الملك، نستطيع أن نتجاوز ونعبر هذه الصعاب وهذه الأمور الجديدة التي يحاول الأعداء المتربصون أن يرسموا فيها خريطة جديدة للبحرين، لكن اذا رسمت خريطة جديدة للبحرين فسترسم ليس بيد الأعداء والمتربصين، بل سنرسم خريطة جديدة بيد قادتنا وبيد شعبنا، خريطة ملؤها السلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر.
ألا يعني هذا أن المؤشرات التي تطفو على السطح المحلي خطيرة بحسب رأيك؟
- من ضمن الأعمال الخطيرة التي نواجهها ويجب علي الجميع ان يتصدى لها، هي هوجة جديدة من بعض المتطرفين والجهلاء وأعداء البلد والناس الذين لا يوجد لديهم انتماء إلى هذا الوطن، هذا العمل هو التعدي على رجل الأمن، وهذا الشيء خطير جدا، فعوضا عن تكريم رجل الأمن ورفعه على الرؤوس نطير رأسه، عوضا عن اكرامه نضعه في التراب، بعض الأيدي تطاولت على رجال الأمن ليس باللسان فقط لكن بالقتل والتعدي والإرهاب، أنا أود أن أقول لهذه الفئة من الناس لولا الأمن لم تكن هناك حرية، ولا اقتصاد قوي، ولا حياة اجتماعية ولا أمان.
هل التسامح والتعايش وقبول الآخر تقتصر على جمعية أو فئة معينة؟
- طبعاً لا، هذه الأزهار ليست مقتصرة على جمعية أو فئة معينة، بل يجب ان تكون سمة أساسية في كل فرد من أفراد الشعب البحريني الكريم، شعب التسامح والمحبة، وللأسف ظهرت في الآونة الأخيرة صفة سلبية وهي الكراهية، وهي كانت غير موجودة في الشعب البحريني، لكن للآسف، بعض المجالس وبعض اللقاءات والكلمات والمقالات نرى فيها بعض الألفاظ ورائحة من روائح الكراهية، لذا يجب علينا أن نقف جميعاً يدا وحدة ونقوم بنبذ روح الكراهية، جميعنا شعب واحد مسالم طيب متحضر له ماض وله حاضر وله مستقبل، لهذا علينا ألا ندع مجالاً لأن تدخل روح الكراهية في قلوبنا، بل علينا ان ننبذ هذه الصفة السلبية.
هل لكم خطوات لإعادة روح التسامح والتعايش وقبول الآخر على الصعيد المحلي؟
- نعم فقد قمت شخصيًّا بتوجيه دعوة شخصية إلى مطران القدس عطالله حنا لزيارة البحرين، والمطران قبل ان يكون رجل دين ذي مركز ديني مرموق ومعروف في كل الأوساط المسيحية في القدس وفي البلاد العربية وكل العالم، هو رجل مواطن شريف، مواطن يحب بلده ويحب البلدان العربية. ودائمًا المطران يحمل هموم الشعب الفلسطيني في كل رحلاته وفي كل عظاته وفي كل لقاءاته العالمية، والمطران عطالله حنا هو شخص دائماً يدعو إلى السلام ويدعو إلى المحبة والتآخي، ودائما المطران صوت رائع وصوت قوي وصوت واضح للدفاع عن القضية الفلسطينية.
ومن منطلق دعم مملكة البحرين ومواقفها العظيمة والجلية مع الشعب الفلسطيني الشقيق وأهل غزة، هذه المواقف العزيزة التي رأيناها ولمسناها متمثلة في مواقف ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي مواقفه دائماً مواقف عظيمة وسباقة، ودائماً يدعم القضية الفلسطينية بوجدانه في كل الخطابات واللقاءات، فهو دائماً مهموم بهموم الشعب الفلسطيني العزيز، وجلالة الملك دعم شعب فلسطين وأرض فلسطين ماديّاً ومعنويّاً وبنائيّاً وإنشائيّاً، فكانت لجلالة الملك يد عظيمة في مساندة شعب فلسطين المحتل، وأرض البحرين وشعبهاً دائما قلوبهم ودعاؤهم نحو فلسطين وشعبها، نصلي دائما للرب ان يحفظ الشعب الفلسطيني ويخرجهم من أزمتهم ونصلي لأن يذهب بعيداً هذا الاحتلال، وتتحرر فلسطين وشعب فلسطين.
هل ستكون لمطران القدس عطاالله حنا فعاليات أثناء تواجده في البحرين؟
- القس هاني عزيز والكنيسة الانجيلية الوطنية سيقومون بترتيب فعاليات كثيرة للمطران اثناء تواجده في البحرين، وننتهز فرصة وجوده، لكي نطلعه أكثر على روح التسامح الموجود في البحرين، كما أنه سينقل لنا صورة فلسطين الباسلة وشعب فلسطين الباسل، سينقل لنا صورة الحقيقة وستأتي معه أدعية شعب فلسطين، وتأتي معه رائحة المسجد الأقصى ورائحة كنيسة القيامة، سيأتي بها إلى البحرين.
وسنلتقي معه في هذه الأيام وستكون فعلا أياماً روحية مباركة أياماً اجتماعية وأيام محاضرات وفعاليات، وسيكون لها صدى عظيم ليس فقط في البحرين، بل في كل المنطقة العربية، وسندعم دائماً القضية الفلسطينية وإخواننا شعب فلسطين الكريم.
العدد 4742 - الإثنين 31 أغسطس 2015م الموافق 17 ذي القعدة 1436هـ
اهل البيت
نحن وجريدة الوسط ضد الارهاب في الشارع البحريني .. الي الخ
جميعا ضد ارهاب الشارع
نعم شعب البحرين سنةو شيعة ومسيحيين ويهود ضد ما يقوم به المخربين من حرق الإطارات وسكب الزيت في الشوارع والأدهى والأمر تعريض حياة الناس للخطر.
عنف وتخريب
من كم يوم تم ضرب رجل خارجا من يا من بيوت الله بحجة إماطته الأذى من طريق الناس. هكذا عقليات مغرور بها وحوادث مزرعه ندعو قداسة مطران القدس بالتركيز عليها في زيارته.
يدنا بيدك
بارك الله مسعاكم ويدنا بيدكم لتحرير عقول التخريبيين من الكراهية والحقد تجاه المجتمع.
عسل الكلام شفاء
وجود مطران القدس ضروري جدا لمحاولة غسل قلوب البعض ممن ترسخت في قلبه الكراهية والعنف والتحريض على رجال الأمن. الكلام الطيب كالعسل يشفي القلوب.
كل الشكر للقس هاني على هذه الدعوة الطيبة
نتمنى ان تكون هناك جلسة طرح مفتوحة لجمهور الناس للاستماع لمطران القدس عطا الله حنا، ونقاش قضايا الساعة في العالم العربي وفلسطين، وشكرا
شكرًا للوسط
اتمني تزويدنا ببرنامج الفعاليات للمشاركة ...تحياتي للمطران عطا الله والقس عزيز ...ولاهتمام الوسط !
نحن معك في دعوتك
أهلا وسهلا بمطران القدس ونشد على يد القسم عزيز نصح الشباب الضال وقف عمليات التخريب والترهيب التي يمارسونها ضد إخوانهم في الوطن وضد رجال الشرطة.
لقاء طيب وموضوع مهم جدا
القس هاني عزيز شخصية محترمة ورجل شجاع بمواقفه.
شكرا للوسط والصحفي محمد الجدحفصي على هذا اللقاء الطيب