قالت لي وهي حزينة إنها لم تشعر يوماً بالضعف والمهانة بأمتها العربية كما تشعر به مثل هذه الأيام. لقد أخفقت كل توقعاتها، فهي منذ طفولتها تفتخر بعروبتها، على رغم خليطها المركب من جدة إيرانية (والدة أبيها) والتي لم تكن تكلمها إلا بالفارسية! وهي لا تجيبها إلا بالعربية، لأن جدتها العربية (والدة أمها) وأمها كانتا ترفضان تماماً التحدث بالفارسية في المنزل بالقول «إننا عرب ونعيش (بالبحرين) نحبها ونفتخر بها».
وتواصل أن والدي صديقتي دائما النقاش في الدولة الأفضل حينها (ولما يزيد عن النصف قرن) حيث يعتقد والدها بأن العرب مفككون وليسوا على جبهة واحدة لمعالجة مشاكلهم، وأن بينهم الكثير من الأنانية والقضايا الغبية والخيانات، التي تمنع تقدمهم وتجعلهم دائماً في مؤخرة الدول في كل شيء على عكس الدول الأخرى المتماسكة التي تبني نفسها وتُصنّع كل شيء حتى وصلت إلى «تصنيع الذرة والنووية»، وتعرف كيف تحمي حدودها وتهاجم الآخرين حتى لو كانوا أصحاب الأرض! وهي تتقدم بخطواتٍ سريعة للمستقبل على خلاف الدول العربية النائمة في سبات عميق! وكانت والدتي تعترض دائماً وتحاول التهدئة بالقول إن لدينا حضارات وتراثاً رائعاً، فوقفنا جميعاً بصف والدتنا ورفض الانتماء إلى أي شيء خارجي وإننا سوف نتقدم وننهض يوماً.
المهم في الموضوع، تقول إننا بعد كل ذلك الانتماء نرى أن أمتنا قد خذلتنا، في ما نحلم، وبمثل توقعات والدنا، وأننا نركب دولاب الحياة (roller coaster) نزولاً وبسرعة جنونية مكوكية! ونرى الخيانات والفوضى والإرهاب تفتت وتقتل شعوبنا من سورية وليبيا والعراق ولبنان ومصر واليمن، وغيرها في الدرب، وتشريدهم من بلادنا العربية المنكوبة وهلاك شبابنا وإذلالهم وهم يعبرون البحار إلى بلاد الحرية والعدالة لمجرد الرزق واللقمة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
المهم لنرَ ملخص ما يقوله الياباني نوتوهارانوبواكي في كتابه «العرب من وجهة نظر يابانية»، الذي عايش العرب أربعين عاماً وتنقل بين مدنهم وريفهم، وهو كتابٌ شيق يستحق القراءة.
-إن الحكومات العربية تسخر من شعوبها ولا تحترم عقولهم أو رغباتهم في الاصلاح والتجديد.
- معظم الناس غير سعداء ويسودهم التوتر والعدوانية في علاقاتهم العامة ومواقفهم بسبب النواقص الكثيرة في حياتهم (insecurity) وخوفهم من الغد، رغم ذكائهم وإبداعاتهم حينما يغادرون للخارج.
-الدين مهم جداً لديهم وفيه الحلال والحرام وفيه كل علوم الدنيا وان الكثيرين لا يقرأون سوى القرآن ولذا يعيشون في الماضي. ويمجدون تراثهم القديم فقط، وانعدام التجديد والاختراعات في أي مضمار علمي أو فني... إلخ، ومع ذلك لم يتمكن الدين من منع الفساد والسرقات.
- السجناء السياسيون ضحوا من أجل الشعب ولكن انعدام الحس بالمسئولية والتضحية وإهمال أولئك الشجعان شيء فظيع!
- إنهم أثناء ثوراتهم يدمرون ممتلكاتهم العامة ويحرقون شوارعهم انتقاماً من الحكومة، شيء في منتهى الغباء!
- لقد مورست العنصرية على العرب فباتوا يمارسونها ضد بعضهم البعض. وفي اليابان قيادة الدولة المعاصرة تُعتبر أكبر من إمكانيات أي شخص مهما كان موهوباً أو قوياً ويمارسها المسئول مرة واحدة في حياته لضمان عدم ظهور مركزية فردية مهيمنة بعكس ما هو عند العرب وبقاء الحاكم، مع تغيير الدستور لتعديل البقاء للأبد في الكرسي.
- في اليابان لا تُمتدح السُلطة أو أفرادها إطلاقاً ولا توزع صورهم كنجوم السينما، فهم يؤدون أمانة وواجباً عليهم ودون حاجة إلى مديح.
-إن الرجل العربي في المنزل يلحُّ على تعظيم قيمته إلى السيطرة والزعامة وكذلك في الحياة العامة فيتصرف وفق ميزاته الوظيفية وقدراته ونوع عمله. وهما متناقضان تنتج شخصيات مريضة بالرياء والخداع والنفاق.
- إن سيطرة العسكر على الشعوب العربية هي السبب في دخول البلاد حروباً مجنونة، كما يحدث اليوم في الكثير منها. وتستخدم كلمة الديمقراطية كثيراً هنا رغم انه لا وجود لأيّ من تطبيقاتها.
- إن ضيافة العرب فريدة وممتازة واسأل نفسي كل يوم هل يستحق العرب الشفقة أم...؟
اترك لكم ذلك الملخص كي تروا أنفسكم بعيون الغير ممن عاشروكم وهل من حل أو مُعجزة للتغيير، أم اننا امة كانت عظيمة ولكن...! كما حدث لأممٍ من بابل وسومر والفراعنة والاغريق والرومان... وتولاهم الله برحمته.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4740 - السبت 29 أغسطس 2015م الموافق 15 ذي القعدة 1436هـ
التفسير العقائدي للتاريخ
الدولة العربية أو الكيانات العربية بمعناه (القومي) الصحيح قد تأسست حديثاً ، أما علوم وأنجازات الماضي في المنطقة كانت لها طابع متعدد من القوميات تحت صبغة أو لافتات إسلامية ..يرجى عدم أختراق التاريخ لتثبيت رؤى عقائدية حديثة النشئة والوجود .....
لماذ توقف العرب عن التقدم
احنا من متي تقدمنا.
كله خداع
عمر العرب ما كنت عندهم حضارة حتى ادعائتهم بان لديهم علماء خاطئة ,,ارجعوا لاصولهم كانت من ثقافات اخرى ...
وجهة نظر جدتي الله يرحمها
كانت تقول قلبها يسع للاهل في ايران والعراق والامارات والكويت وتتكلم اللغه الفارسيه والعربيه وتعرف اللهجات مثل اللهجه العراقيه والاحوازيه وتحب كل الناس وتقول هذا القدر ان نجتمع لا ان نفترق
حسنيين هيكل
يقول هل نحن عرب ام الاسلام عربتنا هل السومر والبابل والفراعنه لغتهم عربيه وبكى لما آلت اليه من تغيير في لغة الفراعنه وغبط لبلاد افارس لان الاسلام لم يمنعهم من تركهم للغتهم وكذلك بلاد الهند والسند الاسلام العظيم لا يجبر احد على ترك لغته الام ومثل ما قال ان احسنكم عند الله اتقاكم
عاد ما حصلت أحد تستشهد به إلا هيكل .... منظر الفاشلين
نظر لعبدالناصر و أعطانا هزيمة 67
نظر لصدام و ورطه في الكويت
نظر للقذافي و رأينا كيف انتهى
حياة هيكل التسعين عاما عبارة عن سلسلة من الفشل و الإنتكاسات!
علي
-إن الحكومات العربية تسخر من شعوبها ولا تحترم عقولهم أو رغباتهم في الاصلاح والتجديد.... و...عليهم وهم يصدقون ببلاهة
مكي
سؤال كبير حقا لكن من الذي يجب عليه أن يجيب على هذا السؤال؟ الجواب هو الغرب و كما نسميهم حاليا دول الشمال أو “الدول المتقدمة” كما يسمون أنفسهم، و في الحقيقة هم أجابوا على هذا السؤال و باعتراف متواضع و مقبول، هذا الإعتراف يثمتل في فيلم قصير إسمه “1001 Inventions and the Library of Secrets”
سيتبين لك ان العصور الوسطى هي الذهبية لأن هناك حضارة إمتدت من إسبانيا إلى الصين و التي شهدت أهم الإختراعات. فلولا إختراعات المسلمين لما شهدنا هذا التطور الكبير الحاصل في عصرنا الحديث .
كاتت حضاره
السؤال المهم سبب تدهور الحضارة وهم رجال الدين الذين منعو الفكر والمفكرين والفلاسفة واتهامهم بالكفر والخروج عن المله والتشبث بافكار بالية رجعية
صلي على النبي ... متى كان العرب و المسلمين متقدمين حتى يتأخرون؟
عطوني فترة ذهبية (لا تعطوني أسمام علماء لأن حتى في عصرنا اللي مو عاجبكم في علماء عرب و مسلمين) .... أتكلم عن فترة/حقبة ذهبية في تاريخكم يا عرب و مسلمين ... أنا بحثت و لم أجد ... تاريخكم كله قتل و ذبح و حروب و فتن ... تره زمن قبل ما كان كشخة مثل ما انتوا متصورين ... في حرب الجمل المسملين قتلوا من بعض 70 ألف.
العرب ما تأخروا ... اللي اتقدموا هم الغرب.... العرب مكانك سر ما تغيروا.
سامر
لا ، إنت اللي صل على النبي واقرأ التاريخ زين وبالذات تاريخ العلوم
العرب والمسلمين كانوا متقدمين وعلى أعلى درجات سلم التطور يوم كانت أوروبا بالذات وأمم أخرى في أسفل السلم بل في قاع الإنحطاط والدموية والفساد والعنف.
ولكن أنانية الحكام وترهل الشعوب وابتعادهم عن الدين الحق هو ما أدى بنا لهذه الحال.
اخي العزيز لحظه
اسال اساتذة الجامعات الغربيه ليقولوا لك ان عمر الخيام هو من وضع اسس للرياضيات والجبر والفلك لحد الآن يسيرون على خطاه وجابر بن حيان كان له مختبر للبحوث وان العراق كانت قبله للعلماء وفي احيان كثيره كان الروم ترسل علمائها للعراق وبلاد فارس لاستفاده من علومهم وادويتهم للعلاج المستعصي لديهم