امتلأت «سوق المنامة المركزي» باللحوم المجمدة المستوردة من أستراليا، في حين كان نصيب اللحوم المذبوحة محلياً ضئيلاً، كما شهدت سوق السمك شحاً في كميات الأسماك المعروضة، وغياب أنواع منها، لقلة صيدها بسبب الطقس الحار الذي يعصف بالبحرين، وفقاً للجزافين.

وخلال جولة استطلاعية قامت بها «الوسط» صباح أمس السبت (29 أغسطس/ آب 2015)، في «سوق المنامة المركزي»، كانت اللحوم المستوردة من أستراليا قد حصدت النصيب الأكبر على معالق المحلات، فيما ذكر عدد من أصحاب المحلات أن الكميات ازدادت خلال الأيام الماضية.

من جانبه، قال صاحب أحد المحلات محمد القصاب إن «السوق ممتلئة باللحوم المجمدة المستوردة من أستراليا، إذ يحصل كل محل بين 9 و10 رؤوس من الأغنام الأسترالية، في حين نحصل على ذبيحة أو ذبيحتين من الأغنام المذبوحة محلياً، وهذا العدد لا يكفي لتلبية احتياجات المستهلكين، وخصوصاً أن غالبية الزبائن يرغب في شرائح لحم الغنم المذبوح محلياً».

وأشار إلى أن «كميات اللحوم المعروضة ازدادت خلال الأيام الماضية، وخصوصاً مع نهاية شهر رمضان الماضي الذي شهد شحاً في المعروض وزيادة في الطلب، كما أن اللحوم المستوردة من السودان توقفت الشركة عن استيرادها، وغالبية اللحوم المعروضة مستوردة من أستراليا، فيما يظل المستهلك البحريني يبحث عن المذبوح محلياً».

وبدت سوق اللحم مكتظة باللحوم مقارنة بعدد الزبائن، إذ كان الملاحظ ضعف في الإقبال، وخلال الجولة ذكر أحد الآسيويين العاملين في أحد المحلات، أن إقبال الزبائن يعد ضعيفاً، قائلاً «ما في كستمر»، في حين أشار إلى أن كميات المعروض من اللحوم الاسترالية كبيرة، إلى جانب عدد من رؤوس البقر الباكستانية.

ولم يخفِ أحد الزبائن الذي صادف وجودنا بسوق اللحم، تساؤلاته عن قرار رفع الدعم عن اللحوم وما سيؤول إليه هذا القرار من تأثير على المستهلك البحريني.

وبعيداً عن اللحوم، توجهنا إلى سوق السمك التي تواجه حالياً حملات تشويه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ارتفاع أسعار السمك، والذي يُرجعه الصيادون إلى قلة الصيد بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

وتنوع المعروض في جوانب السوق، إذ تراوح سعر الروبيان للكيلوغرام بين دينارين و3 دنانير، فيما وصل سعر الهامور للكيلوغرام إلى 7 دنانير، بينما تراوح سعر الصافي بين دينارين و3 دنانير ونصف الدينار، إلا أن سمك الميد غاب عن المعروض.

إلى ذلك، تحدث الجزاف علي سلمان عن أسباب شح المعروض من الأسماك، قائلاً «ارتفاع درجات الحرارة سبب رئيسي في هروب الأسماك إلى مناطق أخرى، وخصوصاً في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، اللذين يشهدان ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة»، منوهاً إلى أن «الأسعار ترتفع بشكل طبيعي بسبب قلة الصيد، على اعتبار أن أسعار «ثلاجة السمك» تكون مرتفعة، لعدم استطاعة الصيادين صيد كميات كبيرة، الأمر الذي يضطر الجزافين لرفع السعر مقارنة بسعر الشراء».

ورداً على حملات التشويه والإساءة الذي يعمد البعض لإثارتها في مواقع التواصل الاجتماعي، قال «جميع تلك الحملات المسيئة لم تصب الحقيقة، وهي من أجل الإثارة والكذب، والواقع يثبت أن تلك الحملات لا يمكن أن تلامس الحقيقة بشيء، فالأسعار مرتفعة بسبب شح المعروض، وهو أمر طبيعي، إذ يتكرر هذا المشهد من كل عام، وفقاً لأحوال الطقس في البحرين»، وأضاف «نحن لا نطمع في الجشع على حساب المستهلك البحريني، ولن نكون أداة في ثقل كاهل المواطن، وسنظل نمارس هذه المهنة بكل أمانة وصدق».

ورداً على سؤال لـ «الوسط» فيما لو تم إقرار التوجه الحكومي في رفع الدعم عن اللحوم، وهل سيكون هناك توجه إلى رفع أسعار السمك، قال سلمان: «لن يغير ذلك من الواقع بشيء، فالأسعار ستكون كما هي، إذ ستشهد تذبذبا في بعض الشهور بحسب الكميات المتوفرة في السوق، إلا أننا سنبقى على المنوال نفسه الذي اعتاده المستهلك البحريني بشأن أسعار السمك».

وأفاد بأن الأسعار ستنخفض مع تحسّن الجو مع حلول شهر سبتمبر/ أيلول، والذي سيشهد وفرة في الأسماك، ما سيجعل الأسعار تنخفض مع ازدياد الكميات المعروضة.