كيف لك أن تحب امرأة مثلي؟

امرأة تدفن بيديها الشتاء دون رحمة

تبدد ابتساماتها عبثاً في الشارع

أحلامها صغيرة .. ذوقها عصري

وتحب الفناجين «الأنتيك»

هوايتها الوحيدة شرب القهوة باردة

امرأة تتلصص على الحياة ولا تجرؤ على الاقتراب منها

تصطدم بالكراسي

والطاولات وتكسر أظافر إبهامها...

كيف لك أن تفكر في حب امرأة مثلي

ينام قميصها في دولاب ملابسها بزرين مفتوحين في الأعلى

تقلم مشاعرها كل جمعة

تغلق فمها كي لا يتساقط الكلام الكثير...

امرأة تضج عندما تتحدث عن البحر

وتغرق في شبر من القلق،

امرأة تربي ثلاثة أحلام صغيرة في قلب خزانتها

ممتلئة بالناس ووحيدة جداً...

امرأة لها نصف وجه، نصف جسد نصف رغبة

ونصف أغنية...

تغفو سريعاً كمن يهرب حثيثاً من يومه

تجدل أصابعها قبل أي احتمالٍ للقائك

امرأة تغادرها تفاصيلك، لتترك في فراغها وجهاً لا يشبهك ترسمه وحيدة

وتسميه «أنت».

تخيط قصائد زاهية بأطراف كروشيه تظنها كتبت إليك.

ليس ممكناً حقاً أن تقع في حب امرأة مثلها

تشد على عنقها منديلها الأحمر

ترتدي فستاناً طويلاً أزرق داكناً

تخفي توجسها تحت منديل ورقي

تحشد دموعها جميعاً لفراقٍ محتمل

تهجس بأغنية هابطة تتردد كقرص مشروخٍ في رأسها

امرأة تخبئ في صدرها فتاةً ترقص وحيدةً

بخلخالٍ وثوب مزركش.