العدد 4739 - الجمعة 28 أغسطس 2015م الموافق 14 ذي القعدة 1436هـ

الريف يستعيد مسرحية «اللعبة» في مهرجانه التاسع

تزامناً مع مرور عشر سنوات على تأسيسه

من بروفات مسرحية «اللعبة»
من بروفات مسرحية «اللعبة»

يستعد «مسرح الريف» لتقديم مهرجانه المسرحي السنوي الذي ينتج هذا العام نسخته التاسعة تزامناً مع مرور عشر سنوات على تأسيسه، والذي ستنطلق فعالياته بمسرحيتين وفيلم وثائقي ومعرض للكتاب وندوات مسرحية، وذلك ابتداءً من 1 سبتمبر/ أيلول 2015 على خشبة الصالة الثقافية بالمنامة.

اللعبة والصفقة

يخص الريف مهرجانه هذه المرة بمسرحيتين من إنتاجه هما مسرحية «اللعبة» لمؤلفها الأديب القاص خلف أحمد خلف، ومسرحية «الصفقة» المأخوذة عن مسرحية «لعبة الجنون» لعزيز جبر الساعدي.

ومن الثيمات التي يعمل عليها مخرج مسرحية «اللعبة» محمد الحجيري، لعبة الإيهام التي تجعل الممثلين ينسون أنفسهم في زهوة التمثيل ويدخلون في اللعبة فلا تعود لهم قدرة على الخروج منها. وسبق أن قدم نادي بوري هذه المسرحية في الثمانينيات وذلك ضمن المهرجان المسرحي للأندية الذي تنظمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين وكانت من إخراج الفنان المسرحي علي سلمان. وأحرزت المسرحية حينها المركز الثاني على مستوى الأندية الوطنية، كما حازت على إعجاب الجمهور ومنحت جوائز التحكيم.

وكان الحجيري أحد ممثليها آن ذاك وحصل على جائزة «أفضل ممثل: دور أول» ولعله هذا ما حدا به إلى إعادة تقديمها ولكن برؤيته الخاصة هذه المرة. وفي هذا العرض الجديد من المسرحية يشارك مجموعة من الفنانين منهم مهدي سلمان، ومحمد باقر وصادق العلوي، وعلي بدر، وهاشم الشاخوري، ومهدي القصاب، وصلاح خليل، وحسن مكي.

أربعة وعشرون عاماً

في هذا المجال صرح الأديب خلف أحمد خلف مؤلف مسرحية «اللعبة» أنه «بعد مرور أربعة وعشرين عاماً على عرضها الأول، أشعر باعتزاز وسعادة غامرة بأن تحظى هذه المسرحية بمثل هذه الفرصة، هي سعادة ممزوجة بترقب لما يمكن أن يضيفه الفنان محمد الحجيري بإخراجه لها، وهو الذي سبق أن لعب حينها دور الحاكم، تلك الشخصية التي تنفلت من عقال كاتبها لتخرج على قواعد اللعبة، هو الآن المخرج الذي لا بد وأن لديه رؤيته المغايرة بعد كل هذه السنوات الكفيلة ليدير «اللعبة» مجدداً وفق رؤيته وخبراته ونضجه الفني، ليجعل منها سؤالاً صارخاً يواجه مستجدات الواقع العربي المرير بكل تحولاته وانهياراته التي سبق لتداعيات أحداث المسرحية أن طرحتها، ولكنها أصبحت الآن أكثر مدعاة للطرح وللتساؤل، من وجهة نظر مضرجة بكل هذه المذابح والمآسي التي تفترس الأرض العربية وتدمي آدمية الإنسان العربي».

وحول تلقيه وانطباعه عن العرض السابق أشار خلف إلى أن «العرض الأول كان في عام 1991، ضمن المهرجان المسرحي الرابع للأندية، وبإخراج رائد ومؤسس في مسرح الريف، هو الفنان على السلمان، الذي ورغم تواضع الإمكانيات آنذاك فقد نال الإعجاب لكونه كان جريئاً في اختياره لهذه المسرحية التي تعتمد الطرح الفكري، وتقديمها في مهرجان للأندية آنذاك، وبمستوى إتقان أداء حوارها باللغة الفصحى، فكان أن تميّزت بمضمونها وبمستواها عن بقية المسرحيات، وتركت صدى طيباً في نفوس من شاهدها حسبما لمست، وللأسف لم يتسن عرضها مرة أخرى خارج المهرجان، كما لم أوفق في الحصول على نسخة من تسجيلها لدى أرشيف التلفزيون، وبالتالي فإن ما تبقى في الذاكرة بعد كل هذه السنين هو ذلك الصدى الطيب».

وحول توقعاته للعرض القادم أشار خلف «أتوقع أن يكون عرضاً متميزاً، فأن يتصدى مخرج لإخراج مسرحية سبق عرضها بل ولعب فيها دوراً رئيسياً، لابد وأن يكون لديه ما يضيفه عن العرض الأول، الذي سيظل ماثلاً في ذهنه قبل ذهن غيره لكي يتميز عنه، محمد الحجيري يمثل الجيل التالي لجيل الفنان علي السلمان، لذلك عليه أن يكون مغايراً في رؤيته وأسلوبه».

التقمُّص والتماهي

عن مشاركته في المسرحية قال الفنان مهدي سلمان «دوري هو الحاكم أو الممثل الذي يقوم بدور الحاكم، لكن وفي حين انهماكه في الأداء يتلاشى لديه الفارق فيما بينه وبين الشخصية التي يقوم بها. إنه يستغرق في التقمص لدرجة ترينا تماماً طبيعة السلطة، التي تخلق المستبد من خلالها».

وحول الجديد بالنسبة له في هذا الدور يضيف سلمان «الجديد هو التركيبة المعقدة فيه، فأنا أمثل شخصية شخص يمثل، ثم يجد نفسه أنه لا يفعل شيئاً، بل يدخل في جلد الشخصية التي يؤدي دورها، بحسب تعبير الكاتب. إنها شخصية تتطلب الأمرين سوياً أي الوعي التام بهذه اللعبة المتداخلة، والغياب التام ليتسنى لي كممثل إتقان عملية التقمص حد التماهي. لا أدري كيف سأفعل ذلك، هي مسألة بالغة الصعوبة بلا شك».

ويتابع «أركز من خلال أدائي على تفهم طبيعة السلطة، هذا الأمر يعنيني الآن، من أين يجيء المستبدون بكل هذا العنف، بكل هذه القسوة، وكيف يدخلون في مرحلة جنون العظمة التي يصلون إليها. أحاول من خلال الدور الاقتراب من تراتبية الأفعال التي تؤدي إلى هذا النوع الصعب من الجنون والذي يقود حالياً عالمنا العربي كله».

ويختم «أسعى لتقديم فهمي لها من خلال عملية تراكم الشخصيات، أظن أني أود تقديمها عبر هذا التشظي الذي يجمع شخصية أي حاكم طاغية، لذا فإن علي مراقبة دؤوبة لفعل الطغيان نفسه، ليس عبر الواقع فقط إنما بشكل أكبر عبر البحث التاريخي في بعض النماذج، ومن خلال كل ذلك أستقي ما سآقوم به».

تقلبات اللعبة

أما الفنان صادق العلوي فيقول «دوري هو قائد الحرس وهي شخصية معقدة نوعاً ما وفيها تقلبات نتيجة اللعبة الكبيرة التي يعتمد عليها النص لهذا فاشتغالي على الشخصية مختلف كلياً عن ما قدمت سابقاً من أدوار. العمل في إطاره العام يشرح حالة العبث الموجودة في الوطن العربي بشكل عام وتحول السياسة إلى لعبة قذرة ضحيتها في الغالب هي الشعوب الفقيرة والمستضعفة وهو يسلط الضوء على قضية فلسطين التي تحولت بسبب تطور الأوضاع السياسية في البلدان العربية إلى قضية هامشية».

وحول تجربته مع المخرج يضيف «هذه هي التجربة الأولى لي مع المخرج محمد الحجيري لهذا فأنا أبذل جهداً مضاعفاً لكسب ثقته وخصوصاً في هذا العمل الذي يحمل إرثاً مهماً في نظري كونه عرض سابقاً وحصل على المركز الثاني لهذا فإن إعادة تقديمه تتطلب جهداً مضاعفاً لإيصاله لمرحلة أكبر من النضوج والتميز».

العدد 4739 - الجمعة 28 أغسطس 2015م الموافق 14 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً