قالت صحيفة بوسطن غلوب إن الوضع الحالي الذي تعاني منه الأسواق المالية العالمية مثير للقلق، ولكن ربما لا يكون كذلك على الأقل في الوقت الراهن، حيث أن فرص تكرار أزمة انهيار الأسواق عام 2008 ما زالت بعيدة عنا.
ولكن الصحيفة قالت انه لا مجال لإنكار او تجاهل الحقيقة القائلة ان انهيار الاسواق يوم الاثنين الماضي وضعها على حافة عملية شاقة للغاية، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي هبوطا تجاوز 1000 نقطة في دقائق معدودة، وهو مستوى قياسي سجله منتصف النهار مستويات مدوية، فيما سجل مؤشر الاساس خسائر بلغت 108 نقاط عند افتتاح التداول، وقد استمر الهبوط ليقفل المؤشر بخسارة 588 نقطة عند مستوى 15871 نقطة، ومن حيث عدد النقاط، قالت الصحيفة ان الهبوط كان الثامن الاعظم من نوعه يسجل على الاطلاق وفقا لمؤشرات ستاندرد اند بورز وداو جونز.
وأشارت الصحيفة الى ان هبوط الاسواق الاميركية صباح الاثنين جاء ضمن موجة من المخاوف التي سربلت الدوائر المالية العالمية ازاء تدهور الاسواق المالية في الصين.
وقد ترنحت جميع الاسواق المالية العالمية الاثنين الذي اطلق عليه الاثنين الاسود فيما لاحظ المراقبون ما يشبه حالة من البيع المحموم بالذعر لدى المتداولين.
وقد خسرت معظم الاسواق الاوروبية نحو 5% تقريبا، فيما استمرت اسعار السلع في التراجع، اما النفط، فانه يتداول عند ادنى مستويات منذ 6 سنوات، ليتراجع الى 38.24 دولارا للبرميل.
من المسئول؟
وتساءلت الصحيفة عمن يكون المسؤول عن هذا التدهور العالمي، وقالت ان المخاوف من ان يكون الاقتصاد الصيني يشهد تغيرا مهما، مصحوبة بالمخاوف من ان نمو الاقتصاد الاميركي هو الآخر قد يتعثر.
ونسبت الصحيفة الى رئيس قسم الاسواق الدولية في مدينة بوسطن الاميركية، شيب بيركنز قوله: «ثمة خوف حقيقي من استدامة النمو الاقتصادي الصيني الذي كان المحرك الفعلي لنمو الاقتصاد العالمي».
وقالت الصحيفة ان التحركات التي تشهدها الاسواق العالمية والهبوط الحاد الذي منيت به خلال الأيام القليلة الماضية يعيد الى الاذهان ما عانته هذه الاسواق من انهيار عام 2008 والذي لا يبدو بعيدا جدا عن الأزمة الحالية.