العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ

الإبر الجافة

محمود الشيخ

أخصائي العلاج الطبيعي

إن أول من استخدم الإبر الجافة لعلاج العقد العضلية هو الطبيب التشيكي كارل لوت العام 1979 وتطورت هذه التقنية كثيراً بعد كتاب جانيت ترافل مع ديفيد سيمونت عن نقاط الألم (THE TRIGGER POINT MANUAL) في العام 1985. وسرعان ما أخذ صدى هذه الابر ينتشر في البلدان مثل كندا وأميركا وأستراليا وإفريقيا الجنوبية والمملكة المتحدة وغيرها. وقد بدأت دولة الكويت باستخدام تقنية الإبر الجافة بشكل رسمي وذلك في ركن العلاج الطبيعي في الحرس الوطني منذ العام 2014.

إذن ما هي الإبر الجافة؟

هي عبارة عن تقنية حديثة تستخدم في العلاج الطبيعي، حيث يتم غرزها في العقد العضلية المؤلمة والتي يحددها أخصائي العلاج الطبيعي لتعطي نتيجة تجعل العضلة المتشنجة تسترخي، كونها تقنية سريعة وفعالة ولا تستهلك الكثير من الوقت. كما وإنها تستخدم كوسيلة لزيادة طول العضلات عندما تكون العضلات منكمشة أو متقلصة نتيجة الألم. والعديد من الحالات المرضية يكون سببها تشنج عضلات معينة تعطي ما يسمى بالألم الرجيع - وهو الالم الذي يكون مصدره في منطقة اخرى في الجسم - فيكون الحل في استخدام الابر الجافة.

لا يمكن استخدام الإبر الجافة إلا من قبل أخصائي العلاج الطبيعي المتمرس في استخدامها، فهناك العديد من الاحتياطات التي يجب أخذها بعين الاعتبار من حيث التعقيم والنظافة بالإضافة إلى معرفة المكان المناسب لوضع الإبرة لكل عضلة حيث إن طريقة استخدامها دقيق ويحتاج إلى معرفة واسعة بعلم التشريح لكل عضلة إذ من الممكن عمل إصابة للعصب أو الأوعية الدموية في حال عدم وضع الإبرة في مكانها الصحيح ومن النادر الإصابة بالاسترواح الصدري «pneumothorax» نتيجة الاستخدام الخاطئ. ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعا بعد استخدام الابر الجافة هي ثقل طفبف في العضلة مع شعور بمكان الغرزة يستمر على الأكثر 48 ساعة.

يذكر أن بعض الدراسات المتخصصة بينت أن نسبة الآثار الجانبية ذات الاهمية والحاجة إلى تدخل طبي نتيجة لاستخدام الإبر الجافة قدرت بـ 0.04 في المئة وهي نسبة جدا منخفضة مقارنة بنسبة الآثار الجانبية الخطرة لبعض الأدوية المستخدمة بكثرة مثل (الاسبرين 18.7 في المئة، البانادول 14.5 في المئة).

وعليه إن لهذه الإبر القدرة على انهاء معاناة المرضى، والتي أثبتت الدراسات سلفاً فعاليتها في علاج الكثير من حالات كالغولنج وآلام الرقبة والظهر والكتف وآلام ما بعد عملية تبديل مفصل الركبة ومشاكل الفك وغيرها. وأن أكثر ما يميز هذه التقنية انه من الممكن إنهاء بعض الآلام بصورة نهائية على سبيل المثال الغولنج فقد يزول الألم في نفس اللحظة التي يتم فيها العلاج فهذه العضلة المتشنجة لشهور قد ترتخي خلال دقيقتين أو ثلاث.

إقرأ أيضا لـ "محمود الشيخ"

العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً