باتت مسألة الترويج قضية حياة أو موت، ليس على مستوى الشركات والخدمات والمنتجات فقط، وإنما على مستوى الدول أيضاً، وامتدت هذه العملية لتشمل الترويج للأشخاص والسياسات، وتغيير آراء وتوجهات الجمهور ودفعهم لتبني مواقف معينة إزاء قضايا معينة، استهلاكية أو خدمية وحتى فكرية وثقافية.
أكتب ذلك فيما نرى دولاً استطاعت الترويج لاسمها سياحياً على المستوى العالمي، مثل تركيا التي باتت تستقطب 50 مليون سائح سنوياً، وكذلك دبي التي دخل مطارها في أول أيام عيد الفطر الفائت قرابة 175 ألف مسافر.
الترويج ليس حملة إعلانية محددة المدة والتكلفة، وإنما عملية دائمة مستمرة معقدة يرسمها خبراء وعلماء نفس ومهندسو تواصل، وتدخل فيه المعارض والمؤتمرات والكرنفالات، وحتى الدراما التلفزيونية.
لكنني هنا أتحدث ضمن اختصاصي فقط، وهو التسويق الإلكتروني، هذا الحقل الذي أعمل فيه منذ قرابة 15 عاما، وأعرف إمكانياته الهائلة وخباياه، وقدرته - فيما لو جرى استخدامه بالشكل الأمثل - على الإسهام في تحقيق نهضة اقتصادية سياحية ثقافية في مملكة البحرين.
إن جميع المؤسسات، الحكومية والخاصة والأهلية، مدعوة اليوم أكثر من اي وقت مضى للتعرف على عالم التسويق الرقمي الواسع، والتعرف على مزاياه الكثيرة التي لا يتسع المجال هنا لذكرها، وتحقيق الاستفادة القصوى منه.
تخبرنا «ويكيبيديا» أن التسويق الإلكتروني «Internet marketing» أو eMarketing، أو ما يعرف أيضا باسم التسويق الرقمي Digital Marketing أو التسويق عبر الشبكة web marketing أو يشمل جميع الأساليب والممارسات ذات الصلة بعالم التسويق عبر شبكة (الإنترنت): الاتصال عبر الإنترنت، وتحسين التجارة الإلكترونية.
ولقد بات العالم اليومي يستخدم التكنولوجيا والتطور في مجمل حياة الفرد اليومية، فعملية الشراء والتوزيع والتسوق وعرض الطلب والإنتاج نجدها تتم وفق آلية حديثة لم تعد كما كانت عليه من قبل في العملية التقليدية التي هي باهظة التكاليف وتأخذ زمنا طويلا.
إن مفهوم التسويق الرقمي متشعب وواسع جداً وتدخله تحديثات وتطويرات سريعة جدا، وتشكل وسائل الإعلام الاجتماعي جزءا منه، أما الأجزاء الأخرى فتضم محركات البحث مثل جوجل وياهو وبنج، ومواقع المالتيميديا كاليوتيوب وفيميو، والنشرات الإخبارية، والبريد الإلكتروني، ومواقع التدوين مثل ووردبريس وتمبلر وغيرها، وكل جزء من هذه الأجزاء له استراتيجية وأساليب عمل خاصة به.
لكن نستطيع القول إن مواقع الإعلام الاجتماعي لها نصيب الاسد من مجمل عمل التسويق الإلكتروني، خاصة وأنها أتاحت الوصول السريع إلى مليارات المستخدمين حول العالم، والترويج للمنتجات والاعمال، وهي وسيلة غير مكلفة ولها فاعلية كبيرة في إشهار العلامة التجارية، وتتيح إمكانيات كبيرة لكسب العملاء والتفاعل المباشر معهم.
وبمقارنة بسيطة بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني نجد أن الأخير يلعب دوراً مهما فى اقتصاد الشركات، وخاصة أن التجارة اليوم اصبحت معتمدة على وسائل التكنولوجيا الجديدة، وعالم الانترنت يفتح لك نافذة لتنتقل من التجارة المحلية الى التجارة العالمية، إن إدراكنا العميق لجميع ما سبق دفع النادي العالمي للإعلام الاجتماعي إلى توفير شهادة «الدبلوم الاحترافي في التسويق الرقمي» لقرابة خمسين بحرينيا في الربع الأخير من العام الجاري، لينضموا إلى قائمة تضم حتى الآن أكثر من 14 بحرينياً حصلوا على هذه الشهادة في العام الفائت ويعملون حاليا كمتخصصين في مجال التسويق الإلكتروني والإعلام الاجتماعي والتسويق الرقمي في مؤسسات حكومية ومؤسسات وشركات خاصة.
ولهذه الغاية تعاقد النادي مع واحد من أكبر معاهد التسويق الرقمي في العالم، وهو «معهد التسويق الرقمي في إيرلندا»، وكان أن بادرت «تمكين» مشكورة إلى توفير دعم كامل لهذه الشهادة ضمن برنامج «احترف».
لقد باتت اليوم الفرصة متاحة أمام الراغبين باستكشاف المزيد من الفرص عبر الانترنت والراغبين بتفعيل عملهم أكثر، وأصحاب الأعمال، والموظفين، والمسوقين الراغبين بتطوير مهاراتهم، والباحثين عن فرصة عمل لائقة، وخاصة أن برنامج الدبلوم يتناول آخر المعطيات الأكاديمية والمهنية في مجال التسويق الرقمي، ومن ذلك كيفية بناء استراتيجيات التسويق الرقمي، ودراسة حالات عديدة، وكيفية تصدر محركات البحث عبر الانترنت، والإعلانات الرقمية، والرسائل التسويقية الإلكترونية، وبيع وشراء المساحات الإعلانية عبر الشبكة، والتسويق عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، وتحليل المواقع الإلكترونية، وأخيرا كيفية إحداث تناغم بين كل تلك الوسائل لإنجاح الخطة التسويقية عبر الإنترنت.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ
للعقول الراقية
اصبت اين نحن اليوم في البحرين من هذه التكنولوجيا فن التسويق الميزانيات ترصد للرقص والبارات ليوم واحد ولا مدخول فلس احمر للشعب