العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ

مها الفردان: المشاركة الجماعية من العائلة في النظام الغذائي الصحي تقي الطفل والمراهق من السمنة

مها الفردان
مها الفردان

ظاهرة السمنة لدى الأطفال هي إحدى الظواهر الخطيرة التي ابتليت بها مجتمعاتنا العربية والخليجية خصوصاً، إذ ذكرت بعض التقارير وصول معدلات السمنة بين الأطفال في بعض دول الخليج لأكثر من 17 في المئة، وهي نسبة كبيرة تنذر بخطر هذه الظاهرة على مستقبل الأبناء والمجتمع. وحول أسباب هذه الظاهرة وطرق العلاج والوقاية منها، حاورنا مدرسة الرياضة البدنية ومؤسسة ومشرفة مركز الوادي للياقة البدنية الخاص بالأطفال مها الفردان:

ما هي أسباب السمنة لدى الأطفال؟

- يقف وراء السمنة عند الأطفال الكثير من الأسباب منها مرضية مثل: الأمراض الوراثية (استعداد الجينات للسمنة)، بعض العلاجات بالأدوية لبعض الأمراض تتسبب في زيادة الوزن، بعض الأمراض التي تحدث نتيجة اضطرابات الغدد مثل الدرقية التي تسبب اضطرابات هرمونية مما يؤدي لزيادة الوزن لدى الطفل.

كما أن هنالك أسباباً اخرى ناتجة عن جهل الأسرة وعن بعض السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الطفل في المنزل مثل:

- تغذية الطفل في فترة الرضاعة (توصل العلم إلى أن الطفل يجب أن يتغذى على الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر تدريجيا)، وبعض الأمهات تقدم تغذية الطفل مع الرضاعة في هذه الفترة الأولية للطفل مما يؤدي إلى زيادة الوزن مع أشهر الرضيع الأولى.

- من المتعارف عليه أن تناول الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية عامل مهم في اكتساب الطفل الوزن الزائد؛ فينمو بشكل غير صحي لافتقار هذه الوجبات السريعة إلى العناصر الغذائية الكاملة، ولارتفاع معدل السعرات الحرارية غير المفيدة فيها وخصوصا من الدهون المشبعة والمواد الضارة بالجسم.

- إهمال وجبة الإفطار، وهي مهمة لتثبيط عملية التمثيل الغذائي للطفل، كما أنها توازن جوع الطفل مما يجعله لا يتناول الكثير من الأطعمة غير المفيدة أو تناول الطفل الأطعمة السكرية، مما يعطيه شعورا بالجوع أكثر، وبالتالي تناول كميات من الطعام وسعرات حرارية أكثر.

- زيادة فترات النوم عن الفترات الطبيعية أو زيادة فترات الراحة، وخصوصاً مع تطور التكنولوجيا الحديثة التي كثر استخدامها في عصرنا الحالي وخصوصا بين الأطفال مثل: الأجهزة الذكية وألعاب البلايستيشن، مما يساعد على إهمال ممارسة الرياضة والعمل على تخزين السعرات الحرارية بشكل دهون وشحوم يصعب حرقها بعد ذلك.

- إهمال ممارسة الرياضة وعدم وعي الأطفال بثقافة الرياضة وأهميتها.

أخطاء الأسرة

ما هي أهم الأخطاء التي تقع فيها الأسر في التعامل مع الأطعمة الخاصة بالأطفال؟

- الأسرة لها تأثير كبير جداً في ظهور السمنة، فمنذ طفولة الأبناء في مرحلة رضاعة الطفل على سبيل المثال، تقوم بعض الأمهات بإطعام الطفل في الشهور الأولى، وهذه المرحلة تحتاج إلى الرعاية الصحية، فيكتفي الطفل بالحليب المفيد إلى أن يحين إطعامه بالغذاء الصحي الذي يتناسب مع عمره.

وعلى الأسرة أيضا تعويد الطفل على الغذاء الصحي السليم وتجنب كل الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، او المشروبات الغازية التي يسمح البعض لأبنائهم بتناولها وهو أمر خطير جدا، وجميل ان يتعرف الصغار الأطعمة الضارة والنافعة والمفيدة، فهم بذلك يوسعون مدارك الطفل لحجم مخاطر السمنة.

كما توفر ساحة مفتوحة للطفل لكي يلعب ويتحرك، وتوعية الأطفال وتشجيعهم على ممارسة الرياضة شيء مهم جدا لحياة الأطفال وهي الأساس الذي يمضي فيه الطفل بقية حياته إما محبا للرياضة والحركة وإما كارها لها.

التعامل مع سمنة الأطفال

كيف تتعامل العائلة مع الطفل الذي لديه بداية في زيادة الوزن قبل الوصول للسمنة، وكذلك كيف تتعامل مع الطفل المصاب بمرض السمنة؟

- الأسرة هي اليد الخفيفة في علاج الطفل، فمن لديه طفل يعاني من أمراض السمنة أو زيادة الوزن فعليه أن يعتني و يرعى هذا الطفل، فالطفل يبقى جاهلًا بمخاطر أمراض السمنة، وأيضا يفتقر لطرق العلاج أو الحد من هذه الزيادة، فدور الأسرة هو مراقبة غذاء الطفل ووضع ممنوعات للطفل ليتعلم الطفل من خلالها الطرق الغذائية السليمة ولو بمقدار معين.

إضافة لاختيار الأطعمة التي تفيده وتكون بالوقت نفسه محتوية على عناصر غذائية كاملة للنمو. ومن المهم تعليم الطفل وتشجيعه على ممارسة الرياضة وتثقيفه بأهمية ممارسة الرياضة بانتظام ليعطي الطفل علاجاً سريعاً قبل دخوله دائرة مرض السمنة، والتعود على مسار صحي ورياضي.

أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السمنة فيكون على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع عبء أكبر في علاج الطفل من الناحيتين البدنية والنفسية والتي تلعب دوراً كبيراً في علاج السمنة. وعلى الأسرة أن تدخل الطفل في دائرة الوعي بالسمنة، على سبيل المثال وضع جدول للطفل بالوجبات الأساسية والمكملة للغذاء أو أخذ الطفل المصاب بالسمنة لطبيب مختص وإخصائي تغذية، كذلك أخذ الطفل إلى أندية صحية وتدريب الطفل على تمارين معينة منوعة داخل المنزل أو خارج المنزل وتثقيف الطفل بالممنوعات التي تسبب في زيادة السمنة، والاهم مشاركة الطفل المصاب بالسمنة في شتى الأمور من غذاء وممارسة الرياضة أو دخول برامج رياضية خاصة بالتنحيف.

كما أن من المهم جداً أن تشارك العائلة في علاج الطفل لكي لا يدخل في عوائق نفسية تسبب في زيادة الوزن أو أمراض نفسية أخرى، كأن يكون الغذاء جماعيا للأسرة أو يحدد وقت للمارسة الرياضة بشكل جماعي، ولا ننسى التشجيع الإيجابي للعائلة فيشكل دفعة قوية للعلاج.

هل هنالك أساليب معينة او أنماط معينة ينصح بها سواء في إعداد الأطعمة او شراء المنتجات الغذائية المعينة التي قد تساعد في حل هذه المشكلة؟

- أكبر ما يساعد في حل مشكلة السمنة سواء عند البالغين أو الأطفال هو تغيير العادات السلوكية الخاطئة والأنماط غير الصحية التي اكتسبوها من الممارسات الخاطئة سواء بتأثير الأسرة أو المجتمع ككل، وتكون بيد الفرد نفسه علاجها ويكونون حينها قادرين على التغيير، أولها المراقبة الذاتية للأطعمة التي نتناولها والمنتجات التي تحتوي على السعرات الحرارية العالية ومقدار التمرينات التي ينبغي ممارستها بشكل مستمر.

وأيضا على الأسرة استبعاد كل المواد الضارة أو غير المفيدة والتي تساعد على زيادة الوزن مثل: الدهون غير الصحية والوجبات السريعة او السكريات... إلخ، إضافة للتعود على نمط غذاء صحي يشمل الجميع دون استثناء ليعيش الطفل وفق نظام غذائي صحي مفيد.

كذلك على الأسرة أيضا تجنب شراء الأطعمة من السوبرماركت بوجود الأطفال لأنهم بذلك يسمحون للطفل بقابلية الإغراء للسلع المحتوية على السكريات حين يراها أثناء التسوق، وعدم إخراج الطفل وهو جائع فهو بذلك يأكل بشهية أي غذاء يقدم له دون الوعي بمضاره.

كيف تتم معالجة المراهق المصاب بالسمنة؟

- من المعروف أن مرحلة المراهقة مرحلة حاسمة وحساسة جداً في حياة الفرد. لذا، فالطفل المراهق يعيش أكثر من حالة تكسبه الانعزال وخصوصاً للذين يعانون من السمنة والسمنة المفرطة على وجه التحديد، فالحرص والوقاية أفضل علاج للسمنة.

كذلك بالامكان إخراج المراهق من اي تعرض لضغوط نفسية عند اتباع العائلة جميعا لأي نظام غذائي أو نظام رياضي يستفيد منه الجميع والمراهق المصاب بشكل أكبر، وتجنب التوبيخ كعقاب سواء للطفل أو المراهق، بل إعطاء حافز تشجيعي لدفعهم للمارسات الصحية الهادفة.

العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:13 ص

      شكرا

      عاشت مرة اخوي

    • زائر 4 | 7:25 ص

      زائرة

      مقال جدا رائع ..سلمتي استاذة ونتمنى ان الوعي اكثر يشمل جميع الفئات خصوصا الأطفال

    • زائر 3 | 5:25 ص

      ولية أمر

      ما شاء الله عليها أ.مها من أرقى واجمل المعلمات الي درسوا عيالي محبوبة الجميع ما شاء الله وأولادي يعشقون الرياضة والسبب هي . بالتوفيق لها

    • زائر 1 | 2:20 ص

      اين يقع هذا المركز

      اين يقع هذا المركز. وهل يستقبل الاطفال ذوي الاعاقة
      شكرا

    • زائر 2 زائر 1 | 3:29 ص

      ع ما اعتقد

      هو مركز في مدرسه الوادي تابع للمدرسه نفسها من جانب قسم التربيه الرياضيه

اقرأ ايضاً