قاطعت جماعة حزب الله اللبنانية وحلفاؤها من السياسيين المسيحيين اجتماعاً لمجلس الوزراء أمس الخميس (27 أغسطس/ آب 2015) في مؤشر على التوترات السياسية المتصاعدة التي أصابت عمل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة رئيس الوزراء تمام سلام بالشلل.
وتغيب عن الاجتماع وزراء من التيار الوطني الحر بزعامة السياسي المسيحي ميشال عون احتجاجاً على ما وصفه الحزب على موقعه على الإنترنت بأنه «اغتصاب سلام» للسلطات التي يتولاها الرئيس. وقال وزير من حزب الله إن الجماعة قاطعت الاجتماع تضامناً مع حلفائها.
ومنصب الرئيس الذي يشغله مسيحي وفقاً لنظام التوزيع الطائفي للمناصب في لبنان شاغر منذ العام الماضي عندما انتهت ولاية ميشال سليمان. وعون في مقدمة المتنافسين لتولي المنصب لكن لا يمكن أن يحصل عليه من دون إجماع الأحزاب المختلفة وهو الأمر الذي لا يتمتع به ولا يوجد مؤشر على التوصل إلى حل وسط.
وتصاعدت في الأسابيع الماضية الخلافات داخل حكومة سلام التي شكلت في العام الماضي بشأن قضايا من بينها قرار بتمديد مدة خدمة قائد الجيش العماد جان قهوجي. وسعى عون إلى تعيين صهره العميد شامل روكز في منصب القائد القادم للجيش.
وأنقذ مجلس الوزراء لبنان من فراغ كامل في الحكم مع بقاء منصب الرئيس شاغراً وتقول مصادر سياسية إن حكومات أجنبية لها نفوذ في لبنان مصممة على منع انهياره.
ودفع الاستياءُ من جمود الوضع السياسي لبنانَ نحو مرحلة حرجة في الأسابيع الأخيرة في ظل أزمة بشأن التخلص من القمامة تسببت في اندلاع احتجاجات ضد الحكومة. وأصيب عشرات الأشخاص في مطلع الأسبوع عندما تحولت الاحتجاجات إلى عنف.
ويدعو المحتجون إلى القيام بمظاهرة أخرى يوم غد (السبت). وفشلت الحكومة حتى الآن في إيجاد حل لمشكلة التخلص من القمامة في بيروت والمناطق المحيطة ما أدى لتراكم أكوام من القمامة.
وانسحب وزراء من حزب الله والتيار الوطني الحر من جلسة أخرى لمجلس الوزراء يوم الثلثاء وقالوا إن سبب احتجاجهم مراسيم وقعها سلام من دون موافقتهم. وتضم حكومة سلام أحزاباً مختلفة من بينها تيار المستقبل بزعامة السياسي السني سعد الحريري ومنافسه المسيحي عون.
في إطار منفصل، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها وزعت إمدادات طبية لمعالجة جرحى اشتباكات مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان. وقالت اللجنة، في بيان نشر أمس إنها «وزعت إمدادات جراحية وأخرى طبية على عدة مرافق للرعاية الصحية تعالج الجرحى داخل المخيم وخارجه».
ووصف البيان الاشتباكات التي اندلعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بأنها «من أشرس الاشتباكات التي حصلت في السنوات الأخيرة، وأسفرت عن وقوع العديد من الإصابات».
وأضاف البيان أن اللجنة الدولية وزعت «مياهاً للشرب وصفائح مياه ومستلزمات للنظافة الصحية على 35 عائلة فرت من العنف في المخيم ولاذت بالمساجد».
وفي وقت سابق قتل شخصان وأصيب خمسة آخرون بجروح في المخيم بعد اشتباك محدود وقع الليلة قبل الماضية في خرق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه يوم الثلثاء الماضي، بحسب ما ذكرت مصادر فلسطينية.
وقال مصدر أمني في مخيم عين الحلوة «تعرضت مجموعة تابعة للقوة الأمنية التي تضم ممثلين عن جميع فصائل المخيم لإطلاق نار ليلاً من مجهولين خلال قيامها بدورية داخل أحد الأحياء، ما تسبب بإصابة أحد ضباطها، وتوفي متأثراً بجروحه في وقت لاحق».
العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ