سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس الخميس (27 أغسطس/ آب 2015) على خمس قرى في ريف محافظة حلب، وتقدم إلى أطراف بلدة مارع، أحد أبرز معاقل المعارضة في شمال سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن التنظيم «بدأ فجر اليوم (أمس) هجوماً في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع».
وأشار إلى أن التنظيم «فجر عربة مفخخة عند أطراف بلدة مارع، وتلت الانفجار الانتحاري اشتباكات بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصائل معارضة موجودة في البلدة، تمكن (المتشددون) خلالها من التقدم إلى بعض أطراف البلدة الجنوبية».
وأوضح الناشط والصحافي مأمون الخطيب الموجود في مارع أن التنظيم «بات يحاصر مارع من ثلاث جهات الشمالية والشرقية والجنوبية». وقال «لاتزال الجهة الغربية لمارع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وهي تتصل ببلدتي الشيخ عيسى وتل رفعت».
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين في محيط مارع والبلدات المجاورة عن مقتل 18 عنصراً على الأقل من «داعش»، وفق المرصد. وقتل مدني وأصيب عدد من الأطفال بجروح جراء التفجير الانتحاري الذي نفذه التنظيم.
وقال المرصد مساء أمس إن مجموعة من مقاتلي الفصائل في محيط مارع تمكنت من أسر أحد عناصر «داعش» وهو مصاب بجروح، موضحاً أنه «من جنسية غير سورية». وأقدم أحد عناصر المجموعة وفق شريط فيديو حصل المرصد عليه، على قطع رأس المقاتل المتشددين بسكين كان بحوزة الأخير انتقاماً لـ «شهداء مارع».
وتأوي مارع حالياً، وفق الخطيب، نحو خمسة آلاف مدني، مضيفاً أن «اشتباكات متقطعة استمرت بعد الظهر فيما يستهدف مقاتلو داعش البلدة بقذائف هاون».
وتقع مارع على خط إمداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول «داعش» منذ أشهر اقتحامها.
كما سيطر التنظيم أمس في إطار هجوم متزامن، على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية واللتين كانتا تحت سيطرة «جبهة النصرة» (جناح تنظيم «القاعدة» في سورية) حتى قبل أسبوعين. وانسحبت منهما «الجبهة» وسلمتهما إلى مقاتلين من فصيل إسلامي في العاشر من أغسطس الجاري بعد التقارير عن خطة أميركية تركية لإنشاء منطقة حدودية آمنة خالية من «داعش».
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وقفاً لإطلاق النار لمدة يومين بين أطراف متحاربة في سورية دخل حيز التنفيذ أمس في مدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب الحدود مع لبنان وبلدتين شيعيتين في شمال غرب البلاد.
وهذا هو ثاني وقف لإطلاق النار يعلن خلال شهر في المناطق نفسها بين الجيش السوري وحزب الله المتحالفة معه من جانب ومقاتلين من المعارضة من جانب آخر. وبدأ سريان وقف إطلاق النار الساعة السادسة صباحاً.
وفي وقت سابق، قالت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ «رويترز» إنه تم التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مدينة الزبداني وبلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد. وقال مدير المرصد رامي إن تنفيذ وقف إطلاق النار بدأ وإن الهدوء يسود كفريا والفوعة والزبداني.
وقادت حركة «أحرار الشام» وفد المعارضة في المفاوضات. ويسري وقف إطلاق النار في الجزء الغربي من سورية بعيداً عن المعاقل الرئيسية لـ «داعش».
على صعيد منفصل، لقي الخبير الإلكتروني لتنظيم «داعش» في سورية البريطاني جنيد حسين والذي يعتقد أنه قيادي بارز وزعيم «الخلافة الالكترونية»، مصرعه في ضربة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، وفق ما أعلن مصدر أميركي مطّلع.
قال مصدر أميركي مطلع أمس الأول (الأربعاء) إن ضربة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في سورية قتلت متسللاً إلكترونياً بريطانيا قال مسئولون أميركيون وأوروبيون إنه أصبح خبيراً إلكترونياً بارزاً للتنظيم في سورية.
العدد 4738 - الخميس 27 أغسطس 2015م الموافق 13 ذي القعدة 1436هـ