"لقد كان مؤثرا جدا"، قال أحد الحاضرين بعد العرض الأول لفيلم "محمد رسول الله"، أضخم إنتاج في تاريخ السينما الإيرانية يحكي طفولة النبي.
والفيلم الطويل الذي أخرجه مجيد مجيدي، أحد أكبر السينمائيين الإيرانيين، عرض للمرة الأولى اليوم الخميس (27 أغسطس/ آب 2015) في حوالى 140 دارا للسينما في ايران، بعد تأخير ليوم واحد بسبب مشكلة في أنظمة الصوت.
وامتلأت قاعة مجمع "كوروش" السينمائي في طهران في فترة ما بعد الظهر، ونظرا لهذا التدفق الكبير، تقرر زيادة عرضين اضافيين، بحسب ما قال مدير المجمع لوكالة فرانس برس.
كل شيء يساهم في نجاح الفيلم، من الصور الى الموسيقى مرورا بالديكور وكثافة المواقف، وبالطبع القصة نفسها التي تحكي عن طفولة النبي منذ ولادته وحتى سن 13 عاما.
وبلغت ميزانية الفيلم، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، اربعين مليون دولار وقد مولته الدولة جزئيا ليكون بذلك اكثر الافلام كلفة في تاريخ السينما الايرانية. وساعدت هذه الميزانية في بناء احياء في جنوب طهران مشابهة لتلك التي كانت في مكة قبل 1400 عام.
وبعد حضوره العرض الاول للفيلم في مجمع "كوروش" قال مهدي ازار (25 عاما) "انه فيلم طويل، يمكن ان يبدو بطيئا في البداية. لكنه جذاب بما يكفي لاغراء المشاهدين".
من جهتها، قالت ماهسا رسول زاده (40 عاما) التي حضرت مع والدتها وابنتها المراهقة "لقد كان مؤثرا جدا بالنسبة الينا، واعتقد انه يمكن ان يؤثر ايضا بمن هم غير مسلمين".
وبعد ساعات على عرضه في ايران، من المقرر ان يعرض الفيلم في مهرجان مونتريال السينمائي، حيث يأمل المخرج من خلال ذلك لفت انتباه موزعين اوروبيين.
ويأمل مجيد مجيدي بتغيير "الصورة العنيفة" للاسلام التي يظهر فيها الدين الاسلامي.
وقال ايضا انه يعتبر ان فيلمه يجب ان "يوحد" والا يفرق المسلمين السنة والشيعة الذين يتواجهون في عدة دول في المنطقة، من سوريا الى اليمن مرورا بالعراق.
وفي مطلع العام الحالي، جدد شيخ الازهر احمد الطيب معارضته لتجسيد النبي محمد، قائلا ان ذلك من شأنه ان "ينزل من مكانة الانبياء من صفة الكمال الأخلاقي".
ويؤكد المخرج ان ملامح النبي محمد لا تظهر في الفيلم، بل ان العمل يتناول العالم المحيط بالنبي. وبفضل تأثيرات خاصة لا تظهر ملامح وجه النبي ابدا "بل يمكن رؤية ظل جسمه".
لكن المخرج يقول ان "الاكثر تطرفا قد ينددون بذلك".
لكن المخرج اكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل عرض الفيلم، ان هذا من شأنه ايضا ان يطرح مشكلة في بلاد مسلمة كالمملكة العربية السعودية.
وكان السينمائي السوري مصطفى العقاد تناول السيرة النبوية في فيلم "الرسالة" العام 1976. وقد اثار الفيلم يومها جدلا.
وعرض الفيلم بنسخة عربية، واخرى انكليزية شارك فيها الممثلان انطوني كوين وايرين باباس.
واثار فيلم "الرسالة" في ذلك الوقت جدلا، وتلقت العديد من دور السينما حيث عرض الفيلم تهديدات من متطرفين اعتبروه تجديفا.
كميل ارجمندي، طالب يدرس السينما يبلغ من العمر 23 عاما، اعتبر بعد مشاهدته العرض الاول لفيلم "محمد رسول الله" ان "الرسالة" كان افضل.
واضاف بخيبة امل "لأكون صادقا، لقد كانت توقعاتي اعلى بكثير. كنت اتمنى ان يكون هذا الفيلم افضل من فيلم العقاد".