كثير من الأمور لا قدرة لنا على التحكُّم بها. كثير من تفاصيل الحياة من حولنا لا نملك أدوات توجيه لها. يحدث أن تتحكّم فينا وتعمل على توجيهنا.
المدن من حولنا تتوسع وتكبر وتتطاول دون أن تلفت نظر الذين على الهامش. دون أن تستأذنهم للاستيلاء على ما تبقى لهم من مكان. وعليهم أن يذهبوا إلى ما بعد الهامش، إن لذلك البعد ما بعد.
أطفالنا يكبرون، وتكبر معهم شقاواتهم دون أن ننتبه إلا بعد أن يصلوا إلى مرحلة انعدام السيطرة عليهم. ونكون قد فقدنا القدرة على مراعاة أقل من تلك السيطرة.
الحظ: ذلك الذي يعلّق كثيرون شماعاتهم عليه، وبات منهكاً من ثقل تلك الشماعات. هو الآخر - إن كان له وجود وقدرة على التحكّم في كل ذلك - لا رأي لنا عنده، ولن تجدي توسلاتنا له كي يمر ولو صدفة على الحدود القريبة منا. وخصوصا بالنسبة إلى أولئك المحرومين من الطبيعي والبسيط في إيقاع الحياة ومتطلباتها.
الكوارث والمصائب والانتكاسات، هي الأخرى لا تبعث لنا إشعارا باقترابها منا، لتخريب ما تبقى من فرح وسعادة، وغفلة أحياناً. وفي كثير من الأحيان تظل جاراً وملازماً لنا.
الأهم من كل ذلك: كم من البشر الذين نحب وتعلقت بهم أرواحنا، يغادرون هذا العالم في غفلة منا. في غفلة من النظر إليهم، وتقدير أهميتهم في وجودنا، وتفوت علينا فرص، أو نحن من فوّتها، كي نقول كلمة اعتراف بجميل وجودهم بيننا. يرحلون وقد خلّفوا في قلوبنا وأرواحنا ندوبا وجروحا قد تحتاج إلى زمن طويل كي تندمل، أو نتمكن من نسيانها، وإلقائها وراء ظهورنا. والأوفياء يصعب عليهم مثل ذلك الخيار. يصعب عليهم النسيان، كما يصعب عليهم أن يلقوا مثل تلك الذكريات وراء ظهورهم. ظهورهم التي تمت حمايتها بمثل وجود ذلك الصنف من البشر الطيبين والأنقياء والأوفياء، الذين هم النصف الذي فقدناه من أرواحنا.
يغادرون في حين غفلة، وربما إهمال منا. القريبون منا لا نرى قيمتهم إلا في الغياب، ولو كان طارئاً فكيف لو كان غياباً أبدياً، على الأقل بأجسادهم التي لن تشاركنا المكان، ولن تشاركنا الكثير أو القليل من فرح عابر، تماما كما أننا عابرون في هذه الحياة، وإن طال بنا المكوث. يغادرون في ليل لا يطلع عليه صبح كبقية الصباحات التي عرفناها. أو يغادرون في صبح تتحول فيه كل الأوقات إلى ليل.
تتجمّد الدموع في العيون. كلام كان حاضراً فأجّله غدْر الرحيل دون سابق إنذار أو إشعار. أحلام هي الأخرى في خانة رحيلها مع مثل ذلك الرحيل. بلاد نخبئ فيها شيئا من فرحنا كي نعود ممتلئين بما يسعفنا في السنوات العجاف المليئة بالخيبة والصدمة.
لن ينتهي العالم برحيلهم، وذلك جانب من معجزة الحياة، وقدرتها على الاستمرار. لكن أمراً ناقصاً في أرواحنا، يظل هنا في تذكر تفاصيل وضحكات وغضب وعتاب وقسوة أيضاً. كل ذلك يظل راسباً في أرواحنا يطفو كلما حضر الشبيه، وما يذكر بهم. وفي ذلك غصة وعبث بجراح نظن أنها التأمت، وهي ليست كذلك.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4737 - الأربعاء 26 أغسطس 2015م الموافق 12 ذي القعدة 1436هـ
رحم الله والديش في الصميم
في مثل هذا اليوم خسرنا واحد عزيز كانش حاسة فينا الله يرحم والديش والله يرحم المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات يارب العالمين
أي دمعة حزن لا لا لا
انها سنة الحياة وسر من اسرار الطبيعة لذا لا تستحق امور الدنيا ان نتعلق بها ونفني روحنا من اجل متعلقات زائلة
السلام
ويش نقدر انسوي هذه هي الحياة الصبر زين
ذكرت امي العوده الله يرحمها
الفراق
اه من الفراق المؤلم
كلنا راحو وبدون استئذان
قرات لروح لزوجك الأمير. .وانا بجوار أمير المؤمنين علي عليه السلام.
الرحيل المفاجئ
ذلك ما يستدعى ان نستيقظ دائما ونترك الغفلة ... والموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل...
آه من الأيام آه
لقد نكأتي الجرح يا أستاذه سوسن، فآه ثم آه من غدر الليالي والأيام وآه ثم آه على أولائك الذين مضوا دون استئذان أو حتى إشعار بالرحيل.