قتل ستة أشخاص على الأقل في أسوأ موجة عنف تضرب مسقط رأس رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال أكثر من عشر سنوات، بحسب ما أعلنت الشرطة أمس الأربعاء (26 أغسطس/ آب 2015)، فيما دعا مودي نفسه إلى الهدوء.
وأعلنت السلطات في ولاية غوجارات أنها نشرت آلافاً من أفراد القوات الخاصة أمس في الولاية الواقعة في غرب الهند، من أجل إعادة الهدوء بعدما تحولت تظاهرة إلى أعمال عنف أحرق فيها المتظاهرون سيارات وحافلات ومراكز للشرطة.
ويبدو أن العنف تصاعد نتيجة اعتقال زعيم الباتيدار أو الباتيل هارديك باتيل البالغ من العمر 22 عاماً، الذي يؤكد أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف ومقاعد في الجامعات بسبب التمييز الايجابي الذي يعطي الأولوية للأشخاص من الطبقات الدنيا.
وقال قائد الشرطة بي بي باندي لوكالة «فرانس برس» إن ثلاثة أشخاص قتلوا في المدينة الرئيسية أحمد آباد، حيث تجمع نحو نصف مليون شخص للتظاهر أمس الأول (الثلثاء).
وامتد العنف لاحقاً إلى أجزاء أخرى من الولاية، إذ قتل شخصان حين فتحت الشرطة النار على مثيري الشغب صباح أمس في مقاطعة باناسكانثا.
وقال قائد الشرطة في مقاطعة ميهسانا جي آر موثاليا في اتصال مع «فرانس برس»، إن متظاهراً سادساً قتل أيضاً بنيران الشرطة في وقت لاحق أمس. وقال رئيس الوزراء الهندي في خطاب متلفز «أدعو أشقائي وشقيقاتي في غوجارات إلى عدم اللجوء إلى العنف».
وأضاف مودي الذي شغل منصب رئيس وزراء الولاية مدة عشر سنوات أن «العنف لم يكن أبداً لمصلحة أي طرف. يمكن حل جميع المشاكل بطريقة سلمية عبر المحادثات».
وأشارت تقارير إعلامية إلى أنها المرة الأولى التي ينشر فيها الجيش في غوجارات منذ العنف الطائفي في العام 2002 والذي أسفر عن مقتل ألف شخص على الأقل معظمهم من المسلمين.
وكانت شوارع أحمد آباد خالية تماماً أمس، بعدما أقفلت المدارس والمحلات التجارية والمؤسسات أبوابها.
لكن بعض الاحتجاجات استمرت في سورات، مركز تجارة الماس في الهند، إذ ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وبدا أن القادة السياسيين تفاجأوا من حجم حركة الاحتجاج التي بدأت أوائل العام الجاري لكنها تصاعدت بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة.
ويؤكد الباتيدار أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف ومقاعد في الجامعات بسبب التمييز الايجابي الذي يشجع الأشخاص من الطبقات الدنيا.
وتخصص الهند نسبة من الوظائف الحكومية والمقاعد الجامعية للداليت، المعروفين بـ «المنبوذين»، ولما يسمى بـ «الطبقات المتخلفة الأخرى» في إطار تدابير تهدف إلى إدخالهم في الحياة العامة.
وقال الصحافي والمحلل السياسي المخضرم سانديب بامزاي إن «لغوجارات تاريخاً طويلاً من العنف الطائفي يعود إلى عقود من الزمن، ولكن هذه الظاهرة هي شيء جديد تماماً».
العدد 4737 - الأربعاء 26 أغسطس 2015م الموافق 12 ذي القعدة 1436هـ