أعرب الرئيس السوري بشار الأسد أمس الثلثاء (25 أغسطس/ آب 2015) عن ثقته بدعم حليفه الروسي، بعد تصريحات أميركية ألمحت إلى استعداد موسكو وطهران للتخلي عن نظام دمشق، واصفاً وجود حزب الله في سورية للقتال إلى جانب قواته بـ«الشرعي».
وقال الأسد في مقابلة مع قناة «المنار» التابعة لحزب الله: «نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا بالعلاقة ومبدئيون». واعتبر أن «السياسة الروسية هي سياسة ثابتة، مع التأكيد على أن روسيا لا تدعم شخصاً أو تدعم رئيساً... روسيا لم تقل أساساً في يوم من الأيام بأنها تدعم الرئيس فلان والآن تخلّت عنه».
يأتي ذلك في حين التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مساء أمس في الكرملين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتباحثا خصوصاً في الملف السوري على هامش معرض للصناعة العسكرية الروسية في العاصمة موسكو. وقال العاهل الأردني الذي يقوم بزيارته الـ 14 إلى روسيا منذ اعتلائه العرش: «علينا أن نجد حلاً في سورية ودوركم ودور بلادكم مهم جداً في هذا الإطار».
من جهته قال بوتين إنه «سعيد بالالتقاء بالعاهل الأردني على هامش معرض (ماكس-2015)»، داعياً إياه لزيارة المعرض.
ووحده من بين الزوار كان ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جانب الرئيس الروسي في افتتاح المعرض. وتأتي زيارة الملك عبدالله وولي عهد أبوظبي قبل يوم واحد من وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الروسية.
وخلال الأيام والأسابيع الماضية، استضافت موسكو العديد من وفود الحكومات الشرق أوسطية. ويأتي ذلك في ظل تكثيف روسيا لجهودها الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة السورية بعد أكثر من أربع أعوام من الحرب الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 240 ألف شخص. وأخيراً استضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه السعودي والإيراني في محاولة لإطلاق مبادرة لإنشاء تحالف واسع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يضم الحكومة السورية وحلفاءها. وهو أمر رفضه خصوم الرئيس السوري.
في المقابل اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس أن إحلال السلام في سورية يمر عبر «تحييد» الأسد عن العملية السياسية ما أثار رد فعل شديد اللهجة من دمشق التي نددت بـ «تدخل سافر» في شئونها. وقال الرئيس الفرنسي في خطاب ألقاه خلال اجتماع السفراء الفرنسيين في باريس، إنه في سورية «يجب أن نحد من نفوذ الإرهابيين من دون أن يعني ذلك بقاء الأسد».
على صعيد آخر، نشر تنظيم «داعش» صوراً أمس ورد أنها تظهر تفجير معبد روماني في مدينة تدمر بوسط سورية في خطوة وصفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأنها جريمة حرب. ونشرت خمس صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر نقل متفجرات إلى داخل المعبد ووضعها بجوار جدرانه وانفجاراً كبيراً ثم حطاماً.
ويأتي ذلك في حين وثق ناشطون سوريون ومنظمات طبية دولية أمس هجوماً بالسلاح الكيماوي استهدف معقلاً للمعارضة في شمال سورية الأسبوع الماضي وتسبب بإصابة العشرات من المدنيين تزامناً مع اتهام مصدر محلي تنظيم «داعش» بالوقوف خلفه.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان إن طواقم مستشفى تابع لها في محافظة حلب قدمت «العلاج لأربعة مرضى ظهرت عليهم أعراض التعرض لمواد كيماوية مساء الجمعة في 21 أغسطس» بعد قدومهم من مدينة مارع.
العدد 4736 - الثلثاء 25 أغسطس 2015م الموافق 11 ذي القعدة 1436هـ