كانت رحلة القطار "طاليس" من أمستردام إلى باريس تبدو رحلة عادية لا يمكن أن يعرقلها أي حادث، غير أن صعود مسلح من العاصمة بروكسل كاد أن يغير مسار الرحلة للأبد، لولا تواجد أبطال بالصدفة حالوا دون وقوع الأسوأ.
لم يكن الأصدقاء الأميركيون الثلاثة الذين قرروا زيارة أوروبا هذا الصيف يعرفون أن القدر يخبئ لهم مهمة إنقاذ قطار بأكمله من خطر الموت.. ما حصل بعد ذلك جعل من الثلاثة أبطالا في فرنسا.
القطار السريع الرابط بين أمستردام وباريس توقف في محطته الاعتيادية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ليستقله الشاب المغربي أيوب الخزاني مدججا بالسلاح وفي نيته ارتكاب مجزرة بالقطار.
يقول الشبان الأميركيون الثلاثة إن الرحلة كانت هادئة لكن بعد أن تجاوز القطار بروكسل بقليل سمعوا إطلاقا للنار في المقصورة الأخيرة. ولأن اثنين من الشبان يعملون في الجيش الأميركي فقد كان رد الفعل سريعا بالتدخل ومحاصرة المهاجم.
يقول أليك سكارلوتوس الجندي في الحرس الوطني الأميركي إنه كان أول من سمع إطلاق النار، ليوقظ صديقه سبينسر ستون الذي عاد لتوه من أفغانستان بعد أشهر قضاها ضمن قوات المارينز.
لم يتأخر أيوب الخزاني أيضا في مهاجمة المقصورة التي يتواجد فيها الشبان، ومن هناك انطلق ستون نحو الخزاني من أجل مباغتته.
تمكن ستون من إسقاط المهاجم أرضا، وانتزع سكارلوتوس الرشاش منه وحاول تثبيته أرضا.
الخزاني هاجم ستون باستعمال شفرات حادة، قبل أن يتمكن الشبان الثلاثة من تثبيته أرضا، بعد أن فقد وعيه نتيجة للضرب المبرح.
وساعد سائح بريطاني الشبان الأميركيين في محاصرة الخزاني، قبل أن تتدخل الشرطة وتنقل المهاجم بعيدا عن القطار.
وتبين فيما بعد أن الخزاني الذي كان ينوي مهاجمة القطار كان يتوفر على أسلحة رشاشة، وشفرات حادة كان ينوي استخدامها في مهاجمة الركاب.
أبطال بالصدفة
لم يتأخر خبر إنقاذ الركاب من موت محقق في الوصول إلى كبار المسؤولين الفرنسيين، وعلى رأسهم الرئيس فرانسوا هولاند الذي قلد الأبطال الأربعة بوسام جوقة الشرف.
واعتبر هولاند أنه "مجزرة" في قطار تاليس تم تجنبها بفضل تدخل هؤلاء الأشخاص.
وأشاد الرئيس باراك أوباما بالتدخل "البطولي" الذي منع على الأرجح "مأساة أسوأ".
وأعلن البنتاغون أن سبنسر ستون سيقلد وسام الطيار، أعلى وسام يمنح لأفراد سلاح الجو الأميركي، تقديرا "لعمل شجاع قام به خارج ساحة القتال".