كشف مسؤول ليبي أمس أن أولى المهمات التي ستقوم بها القوة العربية المشتركة، التي أقرتها القمة العربية العام الماضي، في حال إطلاقها ستكون شن غارات مكثفة على معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "الحياة".
وكشف المسؤول الليبي أن قطر أحدثت تغييراً جذرياً في موقفها من الوضع الليبي، إذ قال إنها أعلنت تأييدها للحكومة الليبية المعترف بها دولياً ومساندتها للجيش الليبي.
وأشار إلى وقائع الجلسة المغلقة لاجتماع المندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية الذي دعت إليه ليبيا في 18 آب (أغسطس) الجاري، موضحاً أن «الاجتماع شمل نقاشاً حاداً بين المندوبين الدائمين بالجامعة حول بند تقديم الدعم العسكري لليبيا». وأسفر عن تحول جذري في موقف قطر من السلطات الليبية المعترف بها دولياً.
ووفقا لما ذكرته "الحياة" فقد أكد المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان الليبي عبدالحميد الصافي أن «الاجتماع انطوى على مفاجآت عدة، أهمها تغير الموقف القطري لمصلحة دعم حكومة عبدالله الثني، واعتبارها الممثل الشرعي للشعب الليبي، إضافة إلى الإعلان عن دعم الدوحة المطلق للجيش الليبي».
وأشار في تصريحاته لـ«الحياة» أمس إلى أن «مندوبي الجزائر والسودان تحفظا على البند الرابع من بيان الجامعة العربية، الذي ينص على ضرورة تقديم الدعم العسكري للحكومة الشرعية في ليبيا»، مضيفاً أن «ملاحظات البلدان انصبت على أن يكون الدعم شاملاً لليبيا، وليس فقط الدعم العسكري».
وقال: «إن وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، شدد خلال الاجتماع على أن ينص القرار العربي بشكل واضح وصريح على الدعم العسكري لبلاده لإمكان مواجهة ما تشنه الجماعات الإرهابية من هجمات على الشعب الليبي، وهو ما تفهمته السودان والجزائر».
ونوّه الصافي بالموقف القطري، داعياً إلى أن يكون تغير موقف الدوحة من حكومة الثني هو تغيير في «الشكل والمضمون».
وأوضح أن «ليبيا تنتظر اجتماع رؤساء الأركان العربي في القاهرة في الـ27 أغسطس الجاري لبحث آليات إطلاق القوة العربية المشتركة التي أقرتها قمة شرم الشيخ في الـ29 من آذار (مارس) الماضي»، مؤكداً أن «أولى مهمات القوة العربية ستكون توجيه ضربات جوية مكثفة إلى تنظيم داعش في ليبيا، خصوصاً في منطقة سرت».
وعن مدى تأثر بلاده بالموقف السوداني والجزائري من حكومة الثني، قال الصافي: «البلدان كانت لديهما ملاحظات وتمت مناقشتها وتوضيح الموقف على الأرض في ليبيا وهو ما تفهمه مندوباهما». وشدد على أن «الدعم السعودي لبلاده يشمل المجالات السياسية والدبلوماسية كافة، خصوصاً في المحافل الدولية، وهو ما تنظر إليه ليبيا بعين التقدير»، مضيفاً أن «العلاقات السعودية - الليبية تشهد تطوراً كبيراً في المجالات كافة، وهو ما عبرت عنه ليبيا صراحة خلال زيارات رسمية بين الجانبين».
وقال: «هناك اجتماع ليبي - سعودي قريب يبحث خلاله الجانبان دور الرياض في دعم الشعب الليبي، خصوصاً في الجانب الاقتصادي»، مشيراً إلى أن «مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في دعم وحدة ليبيا لا تقبل المزايدات ويلمسها الشعب الليبي كافة».
ودعا الصافي الدول التي وصفها بـ«الداعمة للإرهاب في بلاده إلى أن تكف عن تدخلاتها في الشأن الليبي، خصوصاً أن الإرهاب أصبح يهدد المنطقة وغير مستبعد أن ينقلب السحر على الساحر».